ارتفاع معنويات الأسواق العالمية يعزز الشهية تجاه الأصول ذات المخاطر

حابي – ارتفعت معنويات الأسواق العالمية نتيجةً لحالة التفاؤل التي سادت تجاه حزم التحفيز المالي الأمريكية، مع تمرير قرار الميزانية يوم الجمعة الماضي، وانعكس هذا بشكل إيجابي على الأصول ذات المخاطر.

وأشارت النشرة الدورية للتوعية بتطورات الأسواق العالمية عن الفترة من 29 يناير إلى 5 فبراير 2021، الصادرة عن البنك المركزي المصري، إلى تسجيل الأسهم الأمريكية أكبر مكاسبها منذ نوفمبر الماضي، بعد أن استقرت الأسواق من الاضطرابات التي تسبب بها المتداولون الأفراد وصغار المستثمرين خلال الأسبوع السابق.

وعلى صعيد السياسة النقدية، لفتت النشرة إلى إبقاء بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير، لافتةً إلى طلبه من البنوك الاستعداد لاحتمالية أن تصل الفائدة إلى معدلات سلبية.

ورصدت النشرة الدورية للتوعية بالأسواق العالمية تحركات الأسواق على النحو التالي:

تراجع غالبية السندات الأمريكية خاصة ذات الآجال الطويلة

ذكرت النشرة أن غالبية سندات الخزانة الأمريكية سجلت تراجعا، خاصة السندات ذات الآجال الأطول بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار الميزانية، مما مهد الطريق أمام الديمقراطيين لتمرير حزم التحفيز المالي التي اقترحها الرئيس بايدن، والبالغة 1.9 تريليون دولار، كما عززت أرباح الشركات الفصلية شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر المرتفعة.

وتعكس الأسعار الحالية للسوق احتمالات بنسبة 0.1% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة في اجتماعه المقبل في شهر مارس، مقابل احتمالات لخفض الفائدة بنسبة 1.0% في الجمعة الماضية.

الدولار يحقق أعلى مكاسب أسبوعية

حقق مؤشر الدولار أكبر مكاسب أسبوعية له في ثلاثة أسابيع متتالية، وذلك على خلفية حالة التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد الأمريكي، حيث أظهرت بيانات النمو الاقتصادي أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى بوتيرة أسرع من الاتحاد الأوروبي ونظراؤه الأخرين.

وانخفض اليورو بسبب قوة الدولار، وكذلك نتيجة لورود بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتي أظهرت انكماشًا في الربع الرابع من عام 2020، كما أنهى الجنيه الإسترليني تعاملات الأسبوع على ارتفاع، بدعم من تسارع عمليات طرح وتوزيع اللقاح الخاص بفيروس كورونا.

وانخفضت أسعار الذهب مقابل الدولار، ولم يتغير مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM سوى بنسبة قليلة، حيث ارتفع بنحو 0.05% فقط خلال الأسبوع.

انتعاش أسواق الأسهم مع قترب إقرار حزم التحفيز المالي

سجلت الأسهم الأمريكية أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ أوائل نوفمبر 2020، خاصة مع التوقعات بقرب إقرار حزم ضخمة للتحفيز المالي في أمريكا وعلى خلفية تحقيق الشركات أرباح أعلى من المتوقع في التقارير الفصلية.

وهدأت الاضطرابات والتقلبات التي هزت الأسواق في الأسبوع الماضي بشكل كبير، مما شجع المستثمرين على العودة إلى سوق الأسهم، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 بنسبة 4.65% ليغلق عند أعلى مستوياته القياسية، وأيضا صعد مؤشر داوجونز الصناعي بنسبة 3.89%.

وكانت أسهم قطاع التكنولوجيا أكبر الرابحين هذا الأسبوع، حيث أنهى سهم شركة ألفابت (Alphabet Inc) التداولات عند مستوى قياسي مرتفع، بعد أن صعد بنسبة 7.28%، خلال تعاملات يوم الخميس فقط، بعد أن أعلنت الشركة عن تحقيقها أرباحا أفضل من المتوقع.

كما ارتفعت أسهم eBay وPayPal بعد أن أعلنتا عن تحقيقهما لأرباح جيدة في الفصل الرابع الماضي، وهو ما دفع بمؤشر ناسداك المركب للارتفاع بنسبة 6.01%.

وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق من ارتفاع الأسبوع الماضي، حيث أغلق عند 20.87 نقطة نزولا من مستوى 33.0 نقطة.

وامتدت المعنويات الإيجابية إلى أسواق أوروبا أيضًا، حيث ارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 3.46%، مسجلا أفضل مكاسب أسبوعية له منذ أوائل نوفمبر.

واستفادت أيضا الأسواق الناشئة من شهية المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة (MSCI EM ) بنسبة 4.95%، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ نوفمبر 2020.

أسعار البترول تعود لمستويات ما قبل الجائحة

ارتفعت أسعار البترول الخام بنسبة 6.19% لتسجل أكبر مكاسب أسبوعية منذ شهر، ووصلت إلى أعلى مستوياتها في عام، لتعود الأسعار إلى مستويات ما قبل الجائحة.

وأغلق سعر الخام تعاملات الأسبوع عند 59.34 دولارا، ليقترب من المستوى النفسي الهام والبالغ 60 دولار للبرميل، بحسب وصف النشرة الدورية الصادرة عن البنك المركزي.

وجاء هذا الارتفاع نتيجة لتوقعات بزيادة كبيرة للطلب على البترول، وكذلك انخفاض مستويات المخزون الخام في الولايات المتحدة والصين، أكبر دولتين مستهلكتين للبترول.