وكالات _ قفزت أشهر عملة مشفرة “بيتكوين” إلى مستوى قياسي جديد، أمس، قرب 47.9 ألف دولار لأول مرة مسجلة 47885 دولارا للوحدة بعد إعلان شركة تسلا استثمار 1.5 مليار دولار فيها، لترتفع العملة المشفرة 65.9 في المائة خلال 18 جلسة، حيث كانت سجلت مستوى 28871 دولارا للوحدة خلال جلسة 22 يناير الماضي.
وارتفاعات “بيتكوين”، التي تستحوذ على نصيب الأسد من العملات المشفرة، وصلت إلى 65.4 في المائة منذ مطلع العام الجديد، مرتفعة بما قيمته 18,936 دولارا عن مستوياتها المسجلة بنهاية العام الماضي 2020 البالغة 28949 دولارا.
وقالت شركة السيارات الكهربائية “تسلا”، أمس، “استثمرنا ما قيمته 1.5 مليار دولار في عملة بيتكوين، وبموجب تلك السياسة سنزيد حيازتنا من الأصول الرقمية من وقت لآخر على المدى الطويل”.
وأضافت الشركة، ” نتوقع قبول الدفع باستخدام بيتكوين لمنتجاتنا في المدى القريب، مطبقين القوانين المخصصة، وسيكون الأمر على قاعدة محدودة في بداية الأمر”.
ويأتي إعلان الشركة بعد عشرة أيام من إضافة رئيسها التنفيذي إيلون ماسك وسم “#بيتكوين” إلى حسابه على “تويتر”، وهو ما رفع العملة المشفرة في ذلك اليوم.
ومنذ مطلع عام 2020، سجلت العملة المشفرة أدنى مستوياتها في الـ13 من مارس عند 4001 دولار للوحدة بداية تفشي الجائحة مع صدمة غلق الاقتصادات والحدود وتراجع الطلب عليها للصناعة، لكنها صعدت من هذا القاع “نحو عشرة أشهر” بنحو 909 في المائة في الوقت الحالي، حسب أسعار الثامن من يناير 2021.
ويأتي ذلك بعد أن سجلت سيدة العملات المشفرة “بيتكوين” بنهاية عام 2020 أعلى إغلاق في تاريخها على الإطلاق عند 28933 دولارا للوحدة، مرتفعة 302 في المائة، بما يعادل 21737 دولارا، حيث كانت أغلقت عام 2019 عند مستوى 7196 دولارا.
وأصبح المستثمرون يهتمون بالعملات المشفرة، خاصة “بيتكوين”، ويخصصون لها جزءا من محافظهم الاستثمارية، ما يرجح أن السوق الصاعدة ستسيطر على العملة، كما أن الاعتقاد المتزايد بأن عملة “بيتكوين” ستكون بمنزلة تحوط فاعل ضد الارتفاع المحتمل للتضخم يدعم سعرها.
ويأتي ذلك خاصة أن الحكومات في دول العالم تزيد من معدلات الإنفاق بتريليونات الدولارات في غضون أسابيع، لتمويل برامجها التحفيزية، التي تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف.
وجعلت الجائحة العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة “بيتكوين” بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية، التي يقودها “الاحتياطي الفيدرالي” الأمريكي، قيمة عملاتها، وزاد سعرها أكثر من خمسة أضعاف منذ آذار (مارس)، ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020.
واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد – 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة “بيتكوين” إلى ترسيخها، بعدها “ذهبا رقميا”، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة، لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب، حيث انفجرت آخر فقاعة “بيتكوين” منذ أقل من ثلاثة أعوام.
والمتشككون خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، يجدون أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.