فرانس برس _ أكد النائب الأول لعمدة باريس آن هيدالجو الجمعة، أن الأخيرة تريد فرض حجر صحي صارم مدته ثلاثة أسابيع في العاصمة الفرنسية بهدف الحد من انتشار وباء كوفيد-19.
وقال إيمانويل جريجوار إن “حظر التجوال الذي فرضته السلطات الصحية [من السادسة مساء للسادسة صباحا] لم يعد كافيا لوقف انتشار الوباء، والدليل على ذلك ارتفاع نسبة المصابين بالوباء في باريس خلال الأسبوع الماضي إذ تجاوز 300 إصابة من أصل 100.000 شخص بينما لم يتجاوز المعدل على مستوى فرنسا 207 إصابات”.
وتأتي هذه التصريحات فيما تسجل عدة مناطق فرنسية ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بكوفيد-19 لا سيما على مستوى بعض المناطق الفرنسية مثل منطقة “الألب البحرية” (جنوب شرق) ودنكيرك (شمال)، ما جعل وزير الصحة أوليفييه فيران يفرض حظرا صحيا شاملا خلال يومي نهاية الأسبوع.
منع تناول الكحول في شوارع باريس
وقد شهدت باريس وضواحيها في الأيام الأخيرة سطوع شمس في سمائها، ما أدى بالسكان إلى التجمع بكثافة في الحدائق العامة وأماكن الترفيه الأمر الذي عزز من مخاوف انتشار العدوى بينهم. من جهتها، وفي خطوة لتقليص انتشار الوباء، منعت محافظة باريس تناول الكحول في شوارع العاصمة للحيلولة دون تجمع الشبان.
وقال إيمانويل جريجوار: “يجب اتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة من الآن. هذا الحل الوحيد”. وأشار أن البلدية ستقدم اقتراحات أخرى لمحافظ باريس مثل “فرض العمل عن بعد على كل الباريسيين وإجراءات أخرى تمس المحلات التجارية في العاصمة”.
وأكدت البلدية أن “كل شيء مطروح على الطاولة”. ويتوقع أن ترسل هيدالغو اقتراحاتها لمحافظ باريس الأربعاء المقبل في أقصى حد.
“نية البلدية غامضة”
لكن اقتراح هيدالجو بفرض حظر صحي تام لم يلق ترحيبا واسعا لدى أحزاب المعارضة، إذ اعتبرت الناطقة باسم حزب “الجمهوريون” نيلي جارنييه “أن نية البلدية غامضة وغير مفهومة”.
وقالت جارنييه: “التجربة علمتنا أننا لن نتخلص من الوباء خلال ثلاثة أسابيع. اقتراحات آن هيدالجو لها طابع سياسي فضلا عن أنها ستخلق لدى العائلات نوعا من القلق”.
وأضافت: “لا يجب المطالبة بفرض إجراءات صحية إضافية لأن الناس ملوا هذا الوضع”، مشيرة “في حال تم فرض الحجر الصحي في باريس، فهذا يعني أنه سيشمل الضواحي المجاورة لها”، متسائلة: “هل سيتوقف وباء كوفيد-19 على أبواب الطريق السريع الذي يحيط بالعاصمة؟”.
لماذا هذا الذعر في بلدية باريس؟
نفس الموقف اتخذه ممثل الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” في بلدية باريس سيلفان مايار، والذي أكد أنه “لم يتفهم حركة الذعر التي أصابت إيمانويل جريجوار”.
وقال: “يجب أن يبقى الحظر الصحي الخيار الأخير. هناك حلول كثيرة أخرى يمكن اتخاذها قبل ذلك، من بينها تقليص عدد الزبائن في المحلات التجارية أو إجراءات مشابهة مع تلك التي اتخذتها محافظة نيس الأسبوع الماضي”.
من جهتها، وصفت رئيسة منطقة “إيل دو فرانس” (المنطقة الباريسية) فاليري بكريس اقتراح آن هيدالغو بأنه “وهم”. وقالت في تصريح لصحيفة “لوباريزيان”: “كيف سنعمل في منطقة يتنقل فيها يوميا ملايين الناس من أجل العمل ويستخدمون المواصلات العامة، ويسافرون من ضاحية إلى أخرى؟”.