أكثر من 60 عامًا.. كانت له خلالها بصمة مميزة في القطاع العقاري والاستثمار بمصر.. نجح في صنع اسم كبير لمكتبه الاستشاري وشركته العقارية اللذين كان لهما دور بارز في مشروعات عملاقة.. ما جعل كثيرين يطلقون عليه ألقابًا عديدة، أبرزها «المعلم، والأب الروحي، وشيخ المطورين، وكبير المعماريين، وملهم الاستشاريين، والقدوة».
هو رجل الأعمال المهندس حسين صبور رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي صبور للتطوير العقاري ومكتب صبور للاستشارات الهندسية، والذي رحل عن عالمنا صباح يوم الخميس الماضي تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا من العطاء وحب جميع من تعاملوا معه.
ساهم شيخ المطورين العقاريين منذ تخرجه في كلية الهندسة عام 1957 وعلى مدار أكثر من 64 عامًا في تقديم قيمة مضافة للسوق العقارية بمختلف أنشطتها، فمن خلال مكتبه الاستشاري شارك في العديد من المشروعات سواء القومية أو مع القطاع الخاص من تصاميم وإشراف على التنفيذ، وذلك على الأصعدة التجارية والصناعية كافة، فمرة تجده استشاريًّا لتطوير إحدى المناطق الصناعية، ومرة أخرى مشرفًا على إنشاء المناطق اللوجستية لوزارة التموين والتجارة الداخلية، إلى جانب تعاقداته كمشرف على مشروعات شركات الاستثمار العقاري.
ولم يكن غريبًا أن تتسابق الشركات خلال العامين الأخيرين من أجل التعاقد مع مكتب صبور للاستفادة من اسمه العملاق، بل إن العديد من إعلانات الشركات أبرزت اسمه إلى جانب اسمها لزيادة الثقة مع عملائها، وذلك لا يدل على قلة الثقة في تلك الشركات، وإنما يدل على المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها الراحل في السوق العقارية.
سار مكتب صبور الاستشاري وراء الدولة في مختلف المناطق التي تعمل بها، بمشروعات في الصعيد، وأخرى بين الدولة والبنك الدولي لتطوير القرى، حيث يتولى المكتب متابعة تنفيذ تلك المشروعات، كما أن مكتب صبور يشارك في مشروعات بالقاهرة وما حولها والعلمين الجديدة، إلى جانب المثلث الذهبي.
ولعل كثيرين قرأوا آراءه في الاقتصاد والاستثمار والعقارات، إلا أن الجانب الآخر من حياته كان مليئًا أيضًا بالمواقف التي لم يكن فيها منحازًا لجانب على حساب الآخر، ولهذا كان قريبًا من الجميع قبل وبعد رحيله.
رحل معلم الأجيال حسين صبور.. وترك علامات بارزة وخالدة في مسيرة العطاء والإنجاز.