استراتيجي آند تحدد ثلاثة مبادئ للشركات لضمان استدامة المشروعات التنموية

أوصت شركة استراتيجي آند الشرق الأوسط، الشركات التي تعمل في المشاريع الإنشائية والتنموية الكبرى في الشرق الأوسط، أن تأخذ بعين الاعتبار عند إطلاقها تبني مفهوم إنشائي متماسك قابل للتكيف، يركز بشكل رئيسي على العملاء، وذلك حتى تتمكن من تحقيق النجاح والإيفاء بوعود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على نطاق واسع.

وأضافت في تقريرها الذي صدر تحت عنوان “المشاريع التطويرية العملاقة في الشرق الأوسط”، إن تحديد المفاهيم الناجحة التي تجتاز اختبار الزمن” الضوء على هذه المشاريع التنموية متعددة الاستخدامات والتي تمتد على مئات الآلاف من الأمتار المربعة، وحيث يتم اللجوء إليها في مختلف أنحاء العالم كما في الشرق الأوسط، لدفع عجلة التطور والتنمية وفق أجندة اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، والإسهام في تحقيق الطموحات الوطنية الكبرى.

E-Bank

وأكدت أن الأهداف المنشودة تتمثل في تقديم رؤى وخطط جديدة ومحسنة لتطوير المجتمعات العمرانية بهدف تحسين مستوى حياة السكان بشكل عام، وإعادة إحياء المناطق المهملة أو غير المستغلة بالشكل الكافي، وتطوير قطاعات اقتصادية معينة كالسياحة، والتصنيع، والخدمات المالية، وإلقاء الضوء على الثقافة الغنية للبلاد لتعزيز مكانة الدولة على الصعيد العالمي.

وأوضح التقرير، أنه في دولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال، تم تحويل قطعة أرض فضاء قاحلة إلى وجهة سياحية عالمية وواحدة من أكثر المناطق السكنية جاذبية في المدينة، وهي ما أصبحت تعرف اليوم بوسط مدينة دبي. ويعد وسط مدينة دبي مثالاً ناجحاً على المشاريع القابلة للتكيّف.

وأشارت إلى أنه على الرغم من انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في العام 2009 خلال فترة الركود الاقتصادي، فقد حقق هذا المشروع نجاحاً ساحقاً للشركة المطورة، والمستثمرين، والمقيمين فيه، ولملايين الزوار الذين لا زالوا يتوافدون عليه من كل حدب وصوب.

تابعنا على | Linkedin | instagram

ويضمّ مركز دبي المالي العالمي، أكثر من 2,200 شركة مسجلة يعمل فيها أكثر من 24 ألف موظف، ويتوسع المركز حالياً لجذب شركات التكنولوجيا المالية والخدمات المهنية المختلفة، بحسب التقرير.

وقال كريم عبد الله، الشريك في استراتيجي آند الشرق الأوسط، والمسئول عن المنصة العقارية في الشركة ، إن المشاريع العملاقة قادرة حال نجاحها على تحقيق أثر مستدام، وتحقيق هذا النجاح ليس بالأمر الأكيد على الإطلاق، ولكن يحتاج إلى رؤوس أموال هائلة.

وأضاف، من الضروري أن ترتكز هذه المشاريع منذ البداية على مفهوم يهيء لها الأرضية اللازمة للنجاح في المستقبل، ويتيح لها التكيف مع أية أحداث ليست في الحسبان، كوباء كوفيد-19 الحالي على سبيل المثال.

وحدد تقرير استراتيجي آند ثلاثة مبادئ توجيهية محددة، الأول هو الانسجام مع السياق العام للمشروع، ويعني هذا من الناحية العملية البدء بفهم واضح وشامل للسياق الخارجي للمشروع، بما في ذلك القيود المفروضة عليه. وهذا من شأنه أن يسمح لمختلف الأطراف المعنية تحديد الفرص المتاحة بشكل مناسب بهدف تلبية الطلب المتوقع وتعزيز المفهوم.

رامي صفير الشريك والمسئول عن قطاعات الأعمال العائلية والاستثمارات المتعددة القطاعات والعقارات وأسواق المستهلكين

وأكد رامي صفير، الشريك والمسئول عن قطاعات الأعمال العائلية، والاستثمارات المتعددة القطاعات، والعقارات وأسواق المستهلكين في استراتيجي آند الشرق الأوسط، أن الأهمية المباشرة بمبدأ الانسجام مع السياق تكمن في فهم مصالح واحتياجات وتفضيلات أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك المستخدمين النهائيين الذين يحدِّدون الطلب الأساسي، والشركاء الذين يستثمرون في الأصول، ويطورونها، ويشغلونها، والهيئات التنظيمية، والموظفين، والمجتمع الأوسع.

أما المبدأ الثاني هو، الوضوح والتماسك والتركيز على العملاء، الذي من شأنه أن يضمن النجاح بتبني مفهوم يتّسم بتركيز واضح وأولويات محددة جيداً، وهو ما يتناقض إلى حد كبير مع المقاربة التي يتم اللجوء إليها في العادة وهي “كل شيء يناسب الجميع”، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى مفاهيم سيئة التحديد، ومشاريع باهتة لا تتّسم بالجاذبية ولا تتمتع بأية مزايا مختلفة.

سامي خواجة المدير الأول في استراتيجي آند الشرق الأوسط

تعليقاً على ذلك، قال سامي خواجة، المدير الأول في استراتيجي آند الشرق الأوسط، إن المشاريع العملاقة الأكثر نجاحاً في العالم، تتميز باتساق الرؤية، والفئات المستهدفة، وعروض القيمة، وعناصر المشاريع مع السياق العام للمشروع، وتماسكها التام في ما بينها، وهذا ما يضمن بالتالي تنفيذ هذه المشاريع على الوجه الأمثل وتسليمها بأكثر الوسائل فعالية.

وعن المبدأ الثالث والأخير فهو التحلي بالمرونة، خصوصاً في مواجهة التغيرات الحتمية التي تطرأ على السوق والتذبذب في تفضيلات العملاء، وللتحلّي بالمرونة، يمكن أن يحرص المطورون على أن تتضمَّن مشاريعهم العملاقة وسائل تضمن تحقيق تدفقات إيرادات ثابتة وكبيرة ومتكررة قادرة على تغطية النفقات التشغيلية وتوفير مصدر تمويل للمراحل اللاحقة في حال جفاف التمويل حسبما أشار التقرير.

وأضاف كريم عبد الله ، إنه في استطاعة المطورين أيضاً اللجوء إلى نماذج شراكة جديدة تتمتع بمزيد من الكفاءة في تخصيص الأموال المتاحة وإدارة المخاطر والحد منها، وقد تسمح التزامات المستأجرين المسبقة للمطورين بتكوين صورة معقولة عن حجم الطلب المتوقع، في حين أنه في حالة الأصول السكنية، يمكن الاعتماد على المبيعات المسبقة في تعزيز التدفقات النقدية للمشروع.

الرابط المختصر