أكد وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، أن سد النهضة، وتأثيره على مياه النيل، أحد التحديات الكبرى التي تواجه مصر حاليًا، خاصةً في ظل الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا، وما ينتج عن هذه الإجراءات من تداعيات سلبية ضخمة، لن تقبلها الدولة المصرية.
وقال عبد العاطي، في ندوة عن “مستقبل مصر المائي .. الفرص والتحديات” نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، إن مصر تدعم التنمية في دول حوض النيل والدول الإفريقية.
وأوضح وزير الري أن القاهرة أقامت العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها.
وتابع: كما نفذت مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات، وإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسي النهرية.
ونوه عبد العاطي أيضًا إلى مساهمة وزارة الموارد المائية في إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء السدود متعددة الأغراض لتوفير الكهرباء ومياه الشرب للمواطنين بالدول الإفريقية، بالإضافة لما تقدمه مصر في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.
وقال وزير الري إن هذه التحديات تستلزم بذل مجهودات مضنية لمواجهتها سواء على المستوى المجتمعي من خلال وعي المواطنين بأهمية ترشيد المياه والحفاظ عليها من جميع أشكال الهدر والتلوث، أو على المستوى الحكومي من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة أو من خلال التطوير التشريعي.
وأضاف أنه على صعيد التطوير التشريعي، فقد أعدت الوزارة مشروع قانون الموارد المائية والري الجديد، والجاري مناقشته حاليا بمجلس النواب، مشيرا إلى أنه يهدف لتحسين عملية تنمية وإدارة الموارد المائية وتحقيق عدالة توزيعها على جميع الاستخدامات والمنتفعين، وحماية الموارد المائية وشبكة المجاري المائية من أشكال التعديات كافة.
وتابع: وعلى صعيد المشروعات القومية الكبرى التي تهدف لترشيد استخدام المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه، فإن الوزارة تنفذ حاليا المشروع القومي لتأهيل الترع، والذي يهدف لتحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وتوصيل المياه لنهايات الترع المتعبة، بخلاف المردود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والبيئي الملموس.
وأضاف: كما تعمل الوزارة حاليا في المشروع القومي للتحول من الري بالغمر لنظم الري الحديث من خلال تشجيع المزارعين على هذا التحول، لما تمثله هذه النظم من أهمية واضحة في ترشيد استهلاك المياه.