قادة الأعمال يستعرضون فرص نمو الاستثمار المحلي والأجنبي بالاستفادة من المشروعات القومية والمبادرات
في الجلسة الأولى من مؤتمر حابي
فريق حابي _ ركزت الجلسة الأولى بمؤتمر حابي السنوي الثالث بمؤتمر حابي السنوي الثالث على فرص نمو الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي، حيث ناقشت الجلسة فرص القطاع الخاص في الاستفادة من عدد من المشروعات والمبادرات الكبيرة التي طرحتها الحكومة خاصة خلال جائحة كورونا، ومنها مبادرات إحلال السيارات وتطوير الريف المصري واستثمارات البنية التحتية وتحلية المياه والزراعة.
شارك في الجلسة كل من أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، وأحمد السويدي رئيس مجموعة السويدي إليكتريك، وشريف الخولي الشريك والرئيس الإقليمي لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بشركة أكتيس للاستثمار المباشر، وكريم عوض الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس القابضة، وأسامة بشاي الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم كونستراكشن ويحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلى المصري.
وبسؤال الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، حول ما إذا كان للصندوق خطة فعلية للاستثمار المباشر للصندوق في البورصة مع التوجهات الحكومية لإنعاش السوق، نفى سليمان، وجود أي خطة فعلية حالياً للاستثمار المباشر في البورصة المصرية.
أيمن سليمان: البورصة بحاجة لأوراق مالية جديدة.. ولا توجد خطة للاستثمار المباشر بسوق المال
وأوضح سليمان أن الغرض القائم عليه الصندوق هو جذب رؤوس أموال القطاع الخاص، والعمل على خلق فرص جديدة للمستثمرين.
وأكد الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، أن البورصة تحتاج إلى أوراق مالية جديدة وشركات تطرح بصورة أولية وبقطاعات جديدة، وأن الصندوق قد يكون جزء من استثمار بعض الشركات في البورصة ولكنه لا يستهدفها بشكل مباشر.
وكشف سليمان، عن عزم صندوق مصر السيادي زيادة رأسماله المرخص به من ملياري جنيه إلى 200 مليار جنيه، على أن يصل مستقبلا إلى تريليون جنيه عبر توسيع قاعدة الأصول التي يديرها لصالح الدولة.
وقال سليمان، إن الصندوق يقوم بإدارة بعض استثماراته بشكل مباشر منها الاستثمار العقاري، وهو إعادة الأصول الغير مستغلة وتنمية النشاط السياحي.
أسامة بشاي: مشروعات تحلية المياه تمثل فرصا واعدة أمام الشركات المحلية والأجنبية
ومن جانبه قال المهندس أسامة بشاي الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم كونستراكشن، إن الدولة مستمرة في إقامة مشروعات علاقة بالبنية التحتية واللوجيستيات، وهي تمثل فرصة واعدة لشركات المقاولات، مشيرا إلى أن شركة أوراسكوم كونستراكشن تستثمر في قطاع البنية التحتية، إلى جانب عملها في قطاع المقاولات.
وأضاف أن المشكلة ليست في الفرص بقطاع البنية التحتية، وإنما تكرارها خاصة وأن هناك شركات قادرة على إقامة العديد من المشروعات، حيث تعمل تلك الشركات على دراسة الفرص المتاحة والبحث عن مشروعات كل 6 أشهر للدخول إليها، وذلك مع وجود تحالفات تسهل تلك المهمة.
وأوضح أن الدولة تعمل على طرح مشروع أو إثنين كل فترة طويلة ما يتطلب ضرورة تسريع وتيرة طرح المشروعات، مشيرا إلى أن هناك أحاديث كثيرة حول طرح مشروعات بالمياه ومعالجتها وتحليتها وهناك خبرات كبيرة في مصر تمتلكها الشركات بذلك المجال، كما أن التمويلات الخاصة بها متاحة، وما ينقص حاليا هو طرح تلك المشروعات أمام القطاع الخاص.
وأشار إلى أن تلك المشروعات ستكون بوابة استثمارية كبيرة ليس فقط للشركات المحلية، وإنما أيضا للشركات الأجنبية المتخصصة في ذلك المجال، ما سيساعد أيضا على نقل التكنولوجيا.
وأوضح أن تكاليف الخدمات في مصر مرتفعة جدا مقارنة بدول العالم، وخاصة أسعار الأراضي والكهرباء وتكلفة الترفيق مرتفعة، لافتا إلى أن الشركات التباعة لأوراسكوم والتي تستمثر في قطاع السماد عملت في أمريكا، وأسعار الأراضي المرفقة هناك أقل من سعر الأرض غير المرفقة في مصر، والضرائب لا تتجاوز 30%.
شريف الخولي: فرص واعدة بقطاعي التعليم والصحة
وقال الدكتور شريف الخولي، الشريك والرئيس الإقليمي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بشركة أكتيس للاستثمار المباشر، إن مصر تقدم فرصا واعدة جدا في العديد من القطاعات لاسيما التعليم والرعاية الصحية.
وأضاف الخولي، خلال مشاركته في جلسة بعنوان “فرص لنمو الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي أيضا” بمؤتمر حابي السنوي الثالث تحت عنوان «استثمار التعافي.. ما بعد صمود الاقتصاد المصري في مواجهة جائحة كورونا»، برعاية وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية والمالية والتجارة والصناعة، أن أسرع طريق لتطوير القطاع الصحي في مصر، يتمثل في رفع كفاءة المؤسسات العلاجية بإتاحة تشغيلها وإدارتها من قبل القطاع الخاص.
وأشار الخولي إلى الطفرة الهائلة التي يشهدها قطاع الكهرباء خلال السنوات الخمس الماضية، ليس على مستوى زيادة القدرات فقط، ولكن من ناحية تنويع المصادر أيضا، والي فتحت بابا للاستثمار وتواجد القطاع الخاص في تلك المشروعات، منوها بإمكانية اتاحة دور أكبر للصندوق السيادي للمشاركة في تلك المشروعات.
ونبه، الخولي بأن أكبر المشكلات التي تعترض الاستثمار المباشر في مصر تغيير القواعد المنظمة للأنشطة من فترة لأخرى ما يثير تخوفات المستثمرين باستمرار.
وأضاف الخولي: اليوم، هناك احتياج كبير لتطوير التعليم العالي خارج نطاق القاهرة الكبرى وإتاحة الفرصة لتواجد الجامعات الخاصة لاسيما في محافظات الصعيد والدلتا.. ولكن ظهرت قرارات جديدة تحظر الدخول في هذا القطاع دون الحصول على موافقة مسبقة لإتمام أي صفقة، ما أثار مخاوف المستثمرين مجددا عن دخول قطاع واعد.
أحمد السويدي: مصر لازالت أفضل دول العالم في الاستثمار.. وبعض الضرائب بحاجة لإعادة النظر
وقال أحمد السويدي، رئيس مجموعة السويدي إلكتريك، إن المجموعة تُصدر حاليا أكثر من نصف إنتاجها، إلى دول أوروبا والخليج.
وأضاف السويدي، أن مصر ما زالت أفضل دول العالم في الاستثمار، وهو ما يبدو واضحًا خلال الخمس سنوات الماضية.
وأكد رئيس مجموعة السويدي إلكتريك، على أهمية ما يجرى حاليًا من قبل الدولة في أعمال تجهيز وبنية تحتية والتي ساهمت في دفع العديد من الأنشطة الاقتصادية وتطوير الأعمال.
وطالب السويدي، بضرورة إعادة النظر في بعض أنواع الضرائب المفروضة حاليا، لاسيما وأن الضرائب تعد من أهم وأكبر المشكلات التي تعترض المستثمرين في السوق المصري، مؤكدا أنه لا يختلف على فكرة الضريبة في حد ذاتها.
وأوضح رئيس مجموعة السويدي إلكتريك، أن هناك مثلاً ضريبة بواقع 2.5 في الألف، وضريبة أخرى خاصة بربحية النشاط في حدود 22.5%، وأيضًا الضريبة المركبة، مشيرا إلى تحصيل بعض الضرائب قبل توزيعات الأرباح، “ما يعرض الشركة لمشكلة ازدواج ضريبي” على حد قوله.
رئيس المجموعة المالية هيرميس: عزوف الأجانب عن ضخ استثمارات جديدة وراء الأداء الباهت للبورصة المصرية
وبسؤال كريم عوض الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس القابضة، حول سبب الأداء الباهت للبورصة المصرية مؤخرا، فسر الأمر بعزوف المستثمرين الأجانب عن ضخ استثمارات جديدة، في السوق متأثرين بتداعيات جائحة كورونا، مؤكدا حاجة البورصة لطروحات كبيرة.
وأضاف أن أسعار الأسهم في البورصة المصرية متدنية بالنسبة لأسعار الأسهم في أسواق المال بالمنطقة، مشيرا إلى أن المجموعة المالية هيرميس القابضة تتداول حاليًا عند 6.3 مضاعف ربحية وهو أقل مضاعف في الأسواق العربية.
وأوضح عوض في رده على سؤال لهاني توفيق الخبير الاقتصادي والرئيس السابق لجمعيتي الاستثمار المباشر المصرية والعربية، ومدير الجلسة الأولى بعنوان “فرص لنمو الاستثمار الخاص المحلي والأجنبي أيضا” بمؤتمر “استثمار التعافي” السنوي الثالث لجريدة “حابي”، حول سبب تدني عدد المتعاملين النشطين وتراجع الشركات المقيدة رغم تذليل التحديات كالحوافز الضريبية وتكلفة التداول، أن صعوبة تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية دفعت وزارة المالية بالاجتماع مع شريحة من المتعاملين لبحث حلول وسط لتذليل ذلك التحدي والمساعدة في تنشيط التداول في البورصة وانتهي بتأجيل الضريبة 3 سنوات واستبدالها بضريبة دمغة مع تراجع تكلفة التداول.
وعقب الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس القابضة، على التوجه الذي أطلقه رئيس الجمهورية لتنشيط البورصة المصرية، وحديث وزارة التخطيط عن طرح مرتقب لإحدى الشركات الحكومية، قائلا إن الدور الأساسي لهيرميس القابضة يتمثل في ترويج الاستثمار في مصر، مستندة إلى تواجدها في 12 دولة بالخارج.
وكشف عوض، عن الاهتمام المتزايد من المستثمرين الإماراتيين والسعوديين بجانب صناديق الرياض وأبوظبي السيادية بفرص الاستثمار في مصر، بالنظر لحجم السوق المصري وتعداده السكاني الذي وضعه في صدارة الأسواق الواعدة في المنطقة.
وانتقل مدير الجلسة، إلى سؤال يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلي المصري، عن مدى تأثر البنك بتداعيات كورونا، ودوره في المشروعات الجديدة سواء بالتمويل أو المساهمة في رؤوس الأموال.
وأجاب أبو الفتوح، بأن القطاع المصرفي متواجد بشكل قوي ليس فقط على مستوى قطاع واحد إنما على صعيد كافة القطاعات الكبري، كما سجلت مؤشرات أداء البنك الأهلي نموا.
وأضاف نائب رئيس البنك الأهلي، أن محفظة القروض زادت بنحو 100 مليار جنيه خلال شهر لتصل إلى 950 مليار جنيه مصري حاليا، وان البنك على مشارف الوصول إلى أول تريليون جنيه رصيد قائم لمحفظة التمويل خلال العام الجاري.
ولفت إلى أن حجم محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدى البنك بلغ نحو 90 مليار جنيه، وأن محفظة قطاع التجزئة وصلت إلى 230 مليار جنيه، فيما وصلت ودائع البنك الأهلي إلى تريليوني جنيه.
ولفت أبوالفتوح، إلى انخفاض متوسط معدل توظيف الودائع للقطاع الصرفي عنه في العديد من البلدان المجاورة، والذي بلغ 50% لدى البنك الأهلي.
وأضاف أبوالفتوح، أن تدني معدل التوظيف لايساعد على الربحية، وأن البنك الأهلي يرى فرصا كبيرة للوصول به إلى 75% خلال الفترة المقبلة بدعم من السيولة الوفيرة.
وذكر أبو الفتوح، أن بعض القطاعات مثل الأسمنت والسيراميك والحديد كانت متعطلة، ولكن لا يوجد أي تعثر في تلك القطاعات على الرغم من الظروف التي تعاني منها، منوها ببوادر تعاف لتلك القطاعات خلال العام الجاري.
وقال أبوالفتوح، إن كل المؤشرات تتجه لعدم تنفيذ الإغلاق الكلي في مصر مجددا، وأن عدم تنفيذ الغلق الكامل خلال الفترة الماضية “كان حكيما لعدم قدرتنا على احتمال تكلفة الغلق مجددا”.
وأضاف نائب رئيس البنك الأهلي: “ما رأيناه أمس في موكب المومياوات الملكية يبشر بقرب عودة قطاعي السياحة والطيران بشكل إيجابي.