نجيب ساويرس في مقابلة حصرية بمؤتمر حابي: أطمح لأكون أكبر مستثمر بالذهب في مصر
يحز في نفسي كوني أكبر مستثمر بالمجال في إفريقيا وبين أكبر 10 بالعالم بينما لم أحقق ذلك ببلدي
حابي _ كشف رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، في المقابلة التي أجراها مديرتا تحرير جريدة «حابي» ياسمين منير ورضوى إبراهيم، خلال أعمال مؤتمر حابي السنوي الثالث «استثمار التعافي»، عن رؤيته للمناخ الاستثماري بمصر بعد أزمة جائحة كورونا، وملامح خطته وخريطة استثماراته، والقطاعات التي يضعها على رأس أولوياته في المرحلة الراهنة.
وتضمنت المقابلة مع رجل الأعمال والملياردير المصري، طرح العديد من التساؤلات التي تهم مجتمع الأعمال والتي تتعلق برؤية «ساويرس» لسوق المال والخطوة المستقبلية لاسثماراته في قطاعي الذهب والعقارات، كما وجه مجموعة من النصائح لشباب ريادة الأعمال، وإلى نص المقابلة.


ياسمين منير: سنبدأ حوارنا بعنوان المؤتمر «استثمار التعافي» قدمت مصر أداء مميزًا خلال أزمة كورونا، مبنيًّا على إصلاحات اقتصادية واسعة وقرارات وإجراءات وجرأة في عدم الإغلاق، كل ذلك يمكن الاستفادة منه بالفترة المقبلة لنحقق معدلات أفضل وفق ما أكده الوزراء بالجلسة الافتتاحية، ومن هنا نسأل المهندس نجيب عن رؤيته لكيفية استثمار مصر لما حدث خلال الفترة الماضية؟ وما هي الفرص التي يمكن أن يكون لها دور في ذلك؟
ساويرس: مع بداية كورونا كان لي رأي شخصي أن الأمر سيطول، وأن عمليات الإغلاق الاقتصادي غير مناسبة، لأن الأزمة قد تمتد لسنوات، والناس يمكن أن تموت من الجوع بدلًا من كورونا، وخلال فترة الإغلاق الأولى توقفت الشركات عن العمل، والفنادق أصبحت شاغرة والمطاعم أغلقت والسياحة تضررت، وبالتالي فإن الحل الأمثل هو التعايش مع هذا المرض، ومقاومته مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة، لأنه لا بد للحياة أن تستمر، وهذا بالفعل ما بدأنا في اتباعه.
رؤيتي حول الإغلاق الاقتصادي والتعايش مع كورونا أثبتت صحتها ولا بد للحياة أن تستمر
أزعم أن مصر من أقل الدول التي تأثرت بأزمة كورونا، باستثناء قطاع السياحة، أما باقي القطاعات فظلت مستمرة كما هي ولم نفقد فرص العمل بل إننا أيضًا من الدول القليلة التي حققت نموًّا إيجابيًّا قبل وبعد كورونا، والفضل في ذلك يرجع إلى دخول الحكومة في مشروعات ضخمة للبنية التحتية ومن المعروف عالميًّا أن مثل هذه الإجراءات تؤدي إلى النمو وتوفير فرص العمل ولدينا فرصة ذهبية لاستثمار كل ذلك، والوزراء أصبحوا على مستوى عالٍ من الفكر الاستثماري، وهو ما يتوافق مع متطلبات المستثمرين الأجانب، ولذا فإن الوقت والمناخ مؤهلين لاقتناص تلك الفرصة، كما أن هناك دولًا في المنطقة متوقفة مثل سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن ما سيجعل المستثمرين يتوجهون نحو مصر.
ياسمين منير: وكيف يمكننا جذبهم؟
ساويرس: أولًا علينا ألا نغير القوانين، وأن يتم طرح مشروعات جاهزة بسرعة، وكلمة جاهزة تعني توفر الأراضي الخاصة بها والإجراءات والموافقات والتراخيص وأيضًا التمويلات، بحيث يتم طرح تلك المشروعات على مدار السنوات العشر المقبلة، وعند قدوم أي مستثمر، نسأله في أي قطاع تعمل؟ فمثلًا إذا كان في القطاع الزراعي فسيكون من السهل أن نعرض عليه الفرص المتاحة في مشروع الريف المصري أو استصلاح الأراضي على سبيل المثال، مع عرض نموذج التعاقد والتراخيص بما يتناسب مع عقلية القطاع الخاص.
أرى أنه لا توجد مشكلة في تعيين مكاتب استشارية محلية وعالمية تكون لديها القدرة على فهم ومعرفة متطلبات المستثمرين والأسئلة التي تدور في أذهانهم للرد عليها، ونكون جاهزين بالمشروعات التي سنعرضها ونماذج التصاريح والموافقات التي ستخرج لها، وأن تكون هناك جهة ليست لفض المنازعات، وإنما ضمان عدم حدوث منازعات، وأتمنى ألا تكون هناك منازعات وبالتالي لا داعي لوجود لجنة لفض المنازعات عند قدوم المستثمرين الأجانب.
رضوى إبراهيم: طرحت مشروع الريف المصري كنموذج، نريد أن نعرف منك ما هي المشروعات التي تراها مناسبة لخططك الاستثمارية وكذلك تناسب المرحلة الحالية؟
من المشروعات القومية الكبرى التي يتم عرضها في إطار الشراكة مع القطاع الخاص عبر الوزارات ومنها وزارة قطاع الأعمال أو الصندوق السيادي من ضمنها مشروع الدلتا الجديدة.
ساويرس: بالنسبة لسؤال ما هو المناسب لي، فإنني أمتلك على سبيل المثال مصنعًا للسكر، ولكن ليس لدي الأرض التي يمكنني زراعة البنجر الخاص بذلك المصنع عليها لعدم وجود أراضٍ، ونواجه تحديات كبيرة إذ نقوم بشراء البنجر من الصعيد، ونقوم بنقله مسافة نحو 1200 كيلومتر إلى محافظة البحيرة، فإذا كانت هناك مشروعات قومية بها مثل هذه الفرص بالطبع سأشارك بها.
ويجب الإشارة هنا إلى أن الدولة عندما تطرح تلك المشروعات لا بد أن تراعي كيفية دخول القطاع الخاص وإشراكه بها، وألا يتم طرح المشروعات والبدء في تنفيذها، ومن ثم التعرف على رؤية القطاع الخاص بها، فيجب معرفة احتياجات المستثمرين وعرض المشروعات التي تتناسب معها عبر حوار مجتمعي يتم من خلاله استعراض الأفكار.
طرح المشروعات يجب أن يكون بفكر ورؤية وتنفيذ الدولة ومناسبًا للقطاع الخاص ما يسهل من مهمة المشاركة به، لم نصل حتى الآن إلى استيعاب أن القطاع الخاص هو الذي يوفر ما بين 80 إلى 90% من فرص العمل وهو ما يستوجب ضرورة إشراكه في القرارات ووضع الخطط.
رضوى إبراهيم: الشق الثاني من السؤال يتعلق بما ذكرته في حوار سابق لجريدة «حابي» عن اهتمامك بالفرص التي يطرحها الصندوق السيادي، أو وزارة قطاع الأعمال، فهل ما زلت عند رأيك وما هي تلك الفرص بالتحديد؟
ساويرس: بالطبع ما زلت عند رأيي، وبالفعل دخلنا مع وزارة قطاع الأعمال العام في مشروع الصوت والضوء، ولم تقدم أي شركة أخرى فيه، لأنه مشروع صعب ومن الممكن ألا يحقق أرباحًا.
نصيحتي للصندوق السيادي العمل بنموذج وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات «الشراكة في العائد»
من وجهة نظري فإن المشروعات التي ترفع اسم مصر عاليًا لها وضع مختلف، وإذا لم أقدم أي شيء في حياتي إلا هذا المشروع وإذا ما استطعنا مواجهة التحديات الموجودة به وخاصة في المناطق المحيطة به فإن ذلك سيكون بالنسبة لي أمرًا جيدًا جدًّا.
بالتأكيد رأيتِ ردود الأفعال الإيجابية عالميًّا على موكب المومياوات الملكية والتي كان لها صدى واسع ورد فعل عالمي إيجابي كبير.
أما بالنسبة للصندوق السيادي فإنه إذا ما قام بطرح أي أراض من التي آلت إليه للتطوير فإننا مهتمون بها.
ليس لدي تواصل كبير مع القائمين على الصندوق السيادي، ولكن إذا رغبوا في نصيحتي فإنني أرى أن النموذج الأمثل للعمل به هو المتبع في وزارة الإسكان أو هيئة المجتمعات العمرانية، بطرح المشروعات للمشاركة مع القطاع الخاص بنظام الشراكة في العائد وفقًا لحصص ونسب محددة مسبقًا عند الاتفاق.
لدينا شركات وأسماء مصرية أصبح لها صيت كبير وذائع في العالم وإفريقيا وجميعنا يرغب في الاستثمار بمصر من البداية، هذه بلدنا التي نعيش بها.
كان لي مقترح بأن يتم تحويل أرض الحزب الوطني المنحل لإقامة حديقة بها، وضمها للمتحف المصري بالتحرير، لأننا إذا ما قمنا ببناء أي مبنى آخر عليها فإننا سنغطي بذلك على المتحف، ولن يكون هناك أي بقعة خضراء في وسط القاهرة القديمة، لدينا أراض أخرى يمكننا من خلالها تحقيق عوائد جيدة للدولة، ولكن أرض الحزب الوطني ستحقق قيمة مضافة للمتحف ومنطقة وسط البلد بتوفيرها لمساحة خضراء أمام النيل.
رضوى إبراهيم: بالنسبة لمجمع التحرير ألم يحلُ في عينك بعد ما رأيناه خلال موكب نقل المومياوات الملكية؟
ساويرس ضاحكًا: لي ذكريات أليمة في المجمع عند استخراجي للأوراق الخاصة بالسفر من تصاريح وأوراق الخدمة العسكرية، والفنان عادل إمام أظهر مدى الصعوبات التي تواجه المواطنين في المجمع خلال فيلم «الإرهاب والكباب»، ولذا فإنني أرى أنه من الممكن أن يتم تحويله لفندق، ولكن ذلك لن يكون سهلًا كونه تم بناؤه بطريقة قديمة والغرف ضيقة، وأنا أفضل بناء مشروع من بدايته.
ياسمين منير: رأينا خلال العام الماضي تغييرات جوهرية في استثماراتك بمصر نتج عنها تقسيم شركة أوراسكوم لشركتين، وظهور قوي لولي العهد أنسي نجيب ساويرس، نريد أن نعرف فلسفتك الاستثمارية عبر شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، وما هي الخطوات التي ستنطلق بها؟
ساويرس: الحقيقة أننا وجدنا فرصًا واعدة في المجال الترفيهي والذي يضم المطاعم والفنادق والمسارح والسينما والثقافة ونحاول تحويل أوراسكوم للاستثمار القابضة للشق الترفيهي، حيث تعمل الشركة حاليًا على مشروع تطوير الهرم، ومشروع الصوت والضوء، كما سنتقدم لمشروعات أخرى في هذا الإطار، ونرى أن هناك فرصة لخلق كيانات كبيرة في المجال الترفيهي.
أما في الشق الآخر لدينا خطة في مجال الاستثمار العقاري، عبر شركة أورا ديفلوبرز وسنبحث عن طريقة للتعاون بين الشركتين.
ياسمين منير: وهل عرضت ذلك على المساهمين؟
ساويرس: لا لم أقم بذلك حيث إنني أمتلك شركة أورا ديفلوبرز، وأمتلك أيضًا 50% من أوراسكوم للاستثمار وعند عرض ذلك لن يكون لدي حق التصويت، ومن الممكن أن يظن المساهمون أنني سأبالغ في سعر الشركة، وهناك دائمًا حرج في مثل هذه الأمور، ولذلك أنأى بنفسي عن مثل هذه المواقف، وما زلنا نبحث الأمر.
استثمارات أورا سترتفع لأكثر من 200 مليار جنيه بالدخول في مشروع الساحل الشمالي
رضوى إبراهيم: نريد أن نعرف تصورك عن شكل العلاقة بين شركتي أورا ديفلوبرز وأوراسكوم للاستثمار؟
ساويرس: لا يوجد حتى الآن علاقة، من الممكن أن يكون لدى أوراسكوم للاستثمار فرصة للحصول على المشروعات الترفيهية وأنشطة المطاعم التابعة لشركة أورا ديفلوبرز.
ومن الممكن أن أفكر في وقت ما بطرح شركة أورا على مساهمين أوراسكوم للاستثمار، ولدي استعداد لوضعها بسعر مخفض جدًّا، لأنني لا أريد أن يكون لدي استثمار خارج استثماري الأصلي «أوراسكوم».
كما أن الباب مفتوح في العديد من الفرص الاستثمارية أمام أوراسكوم، ولذا فإن نشاط الدولة في طرح مشروعات بمجالات العقارات والبنية التحتية والمجال الخدمي يفتح أمامنا آفاقًا واسعة، ولدينا خبرات كبيرة منذ استثماراتنا في قطاع الاتصالات.
ياسمين منير: قطاع اللوجيستيات والتصنيع الزراعي كانا من ضمن القطاعات محل الدراسة في أوراسكوم للاستثمار.. ما الجديد؟
ساويرس: المشكلة نفسها نواجهها هنا، إذ إنني أمتلك مصنعًا للسكر، وكنت أفكر لنقله لشركة الاستثمار، ولكن بسبب انخفاض أسعار السكر في ذلك الوقت والتي تسببت في تحقيق خسائر للمصنع، مما منعني من تنفيذ ذلك، وأفضل الابتعاد عن المواقف المحرجة.
رضوى إبراهيم: على ذكر أورا، تعودنا في مصر دائمًا على أن القطاع العقاري له مستثمروه، إلا أنك فاجأتنا بدخولك للقطاع من خلال الشركة، وتسببت في انتعاشة وشجعت رجال أعمال آخرين على دخول مجال الاستثمار العقاري.. نريد أن نتعرف على خططك في هذا القطاع وما هي القطاعات الأخرى التي ستفاجئنا بالاستثمار فيها خلال الفترة المقبلة؟
ساويرس: في البداية أريد أن أشير إلى أننا كان لدينا اتفاق في العائلة على عدم استثمار أحد في القطاع الذي يعمل به إخوته، كل واحد له استثماره ومجاله الذي يعمل به، أنا من خالفت هذه القاعدة بعد بيعي لوحدة الاتصالات، وتركيز أخي «سميح» على الاستثمار في الجونة، حيث لم يقم بالاستثمار في القاهرة.
لم أدخل القطاع العقاري إلا بعد دراسة معمقة قام بها استشاري عالمي، كانت لدي مخاوف إذ إن الإعلانات كافة على كوبري 6 أكتوبر مثلًا كانت تخص القطاع العقاري، وكانت مخاوف بشأن تشبع السوق أو زيادة المعروض.
القطاع العقاري يتمتع بفرص استثمارية ضخمة ويستوعب اللاعبين الجدد كافة
ولكن أثبتت الدراسة أن المعروض في الشريحة المتوسطة وما فوقها يقل عن 10% من حجم الطلب، كما أن الإسكان منخفض التكلفة غير موجود، إذ إن مكون الأرض من نسبة السعر النهائي للوحدة مرتفع جدًّا، وارتفاع أسعار الأراضي يعني صعوبة الاستثمار في وحدات الشرائح منخفضة الدخل.
إذا كانت هناك رغبة في دخول القطاع الخاص للاستثمار بالإسكان منخفض التكاليف، يجب على الحكومة طرح أراض بأسعار مناسبة حتى وإن كانت في مدن ومناطق بعيدة ولكن بقرب مناطق العمل، حيث يساعد ذلك إلى جانب وجود تكنولوجيا تساهم في خفض تكلفة البناء، على فتح الباب لدخول القطاع الخاص للاستثمار في هذه الشريحة.
وأؤكد هنا أن طلبي ليس الحصول على أراضٍ بالمجان، وإنما طرح الحكومة لأراض بأسعار تمكن المستثمرين من إقامة مشروعات تلبي احتياجات الشرائح الأقل دخلًا، ومن الممكن أن تحدد الدولة سعر البيع عند منح الأراضي بالمجان.
أقترح إقامة حديقة على أرض الحزب الوطني واستغلال مجمع التحرير في إقامة فندق
وفي ظل قلة حجم الطلب عن المعروض، فهناك مجال وفرص واسعة تسع جميع الشركات الوافدة حديثًا للاستثمار بالسوق العقارية في ظل الطلب المتزايد.

رضوى إبراهيم: وماذا عن سؤالي حول القطاع الذي ستفاجئنا بالعمل به؟
ساويرس: أعمل حاليًا 5 أو 6 ساعات فقط باليوم، كما ذكرت منذ قليل فإن نجلي أنسي عاد من الخارج، وبات يتولى معظم الأعمال ويعمل بشكل جيد جدًّا، وليس لدي نية لدخول مجالات أخرى.
أما المجال الذي بدأت العمل به مؤخرًا في مصر «الذهب والمناجم» أعمل به منذ 9 سنوات في الخارج، حيث إنني من أكبر 10 مستثمرين في هذا القطاع بالعالم والأكبر بإفريقيا، ولدينا استثمارات في أغلب دول غرب إفريقيا.
ما حدث أنه عندما تم تعيين وزير جديد للبترول والثروة المعدنية، يعي جيدًا عدم إمكانية وضع قانون خاص للثروة المعدنية بمصر، حيث إن فرص التعدين متاحة في كل دول العالم، وهو ما يتطلب أن يكون لدى السوق قواعد مماثلة بذات معطيات الدول الأخرى المنافسة، مثل غانا والسودان وبوركينا فاسو ومالي، على أن نقدم ذات الأسس من حيث النسب وسعر الأرض.
معروض الإسكان الفاخر وفوق المتوسط أقل من 10% من حجم الطلب
فور استعانة الوزارة المعنية باستشاريين وتم إقرار التعديلات على القانون، حدث رواج كبير وتكالب ومنافسة من المستثمرين، ودخلت إحدى شركاتنا وحصلت على 9 قطاعات للبحث والتنقيب عن الذهب.
هذه المشروعات ستحدث رواجًا كبيرًا، وخاصة في منطقة الجنوب الأكثر احتياجًا للاستثمارات، وقيمة ما سيتم ضخه في البداية من كل الشركات الحاصلة على امتيازات التنقيب يصل إلى نحو 80 مليون دولار، لأن الاستكشاف يحتاج إلى وقت قليل كما أن تكلفته قليلة.
ويعقب هذا الاستكشاف والتنقيب إذا ما توصلت الشركات إلى نتائج بعد نحو 3 سنوات، ضخ استثمارات ضخمة قد تصل إلى نحو 4 مليارات دولار في الستين قطاعًا الذين تم طرحهم للتنقيب والبحث عن الذهب، وإذا ما تم ضخ تلك الأموال فإنها سيكون لها دور في إنعاش السياحة والنشاط الاستثماري في الجنوب ككل.
رضوى إبراهيم: وكم تبلغ قيمة الاستثمارات التي ترصدها للتنقيب عن الذهب، وكم تصل نسبة العائد على الاستثمار به؟
ساويرس: الأمر يتوقف على نتائج البحث والتنقيب والوصول إلى وجود ذهب بالفعل، لأننا لو لم نكتشف ذهبًا فإننا لن نستثمر دولارًا واحدًا إضافيًّا، بعد قيمة ما تم استثماره وخسارته في أعمال التنقيب.
ياسمين منير: هل يمكن أن تدخل في امتيازات تنقيب أخرى بالتوازي مع الاستثمارات الحالية؟
ساويرس: بالطبع نعم، شهيتي مفتوحة للاستثمار في هذا القطاع بمصر، ويحز في نفسي أن أكون ضمن العشر الكبار عالميًّا والأكبر بإفريقيا، في هذا المجال، ولا يكون لدي استثمارات به داخل مصر، ولطالما ناديت بتعديل القوانين منذ 9 سنوات.
قمت خلال السنوات الماضية بإرسال نسخ من القوانين المنظمة للثروة المعدنية في أستراليا وكندا وأمريكا وإفريقيا، حتى يتسنى للحكومة المصرية صياغة قانون مماثل، لأنه من غير المعقول أن يقبل المستثمرون الذهاب لسوق تشترط أن تحصل على 50% مقابل الاستكشاف، في حين يدفع في أسواق منافسة بها ذات الفرص 4% و5%، ولذا عند تعديل القانون فإن المجال شهد إقبالًا كثيفًا من المستثمرين، وعند إجراء دورة أخرى فإننا سنشارك بها وسننافس عليها أيضًا.
لدي شركات تعمل في مجال الاستكشاف وأخرى للاستخراج وغيرها للتنفيذ، ولا يوجد أفضل من أن يستثمر رجل الأعمال في بلده.
أوراسكوم للاستثمار ستركز على القطاع الترفيهي بالفترة القادمة
ياسمين منير: بالعودة مرة أخرى للحديث عن شركة أورا، ما آخر تطورات أرض الساحل الشمالي التي أشرت إليها في وقت سابق، وهل هناك وجهات سياحية أخرى تستهدفها سواء من خلال أورا أو أوراسكوم للاستثمار؟
ساويرس: منذ 4 سنوات ونحن نتفاوض على أرض في الساحل الشمالي، وكلما توصلنا إلى قطعة يتم تغييرها إلى أخرى، ونجحنا أخيرًا مؤخرًا في التوصل لاتفاق مع وزارة الإسكان على أرض بمساحة 600 فدان ونتمنى إتمام الاتفاق، وهي بمنطقة جيدة، ونحن لدينا التصميمات الخاصة بالمشروع منذ عزمنا دخول تلك المنطقة، وننتظر إتمام التعاقد عليها.
ياسمين منير: وهل هناك وجهات أخرى مستهدفة؟
ساويرس: حاليًا لا ننوي التوسع بعد الحصول على أرض الساحل الشمالي، لأننا بذلك سيكون لدينا مشروع زد الشيخ زايد، وزد القاهرة الجديدة إلى جانب مشروع الساحل الشمالي، وسنركز على المشروعات الثلاثة لتسليمها في المواعيد المحددة، لبناء ثقة ومصداقية مع العملاء، ومن ثم سنفكر في دخول مشروعات جديدة، لأن المشروعات الثلاثة ستصل استثماراتها إلى ما بين 200 إلى 300 مليار جنيه على 12 عامًا، وهذا يكفينا حاليًا.
أمامنا خياران لطرح أورا في البورصة إما منفردة أو عبر طرحها على مساهمي أوراسكوم.. ومستعد لعرضها بسعر مخفض جدًّا لأبتعد بنفسي عن الأقاويل
ياسمين منير: وهل من الممكن أن تطرح شركة أورا ديفلوبرز في البورصة؟
ساويرس: بالفعل ذلك أمر وارد، أمامنا خياران، إما أن يتم طرحها منفردة، وهذا يتطلب العديد من الإجراءات، وسننتظر حتى تسليم الوحدات وبالتالي تحقيق أرباح، أو الخيار الثاني أن يتم نقلها على أوراسكوم للاستثمار عبر طرحها على المساهمين كما ذكرت.
ويجب الإشارة إلى أن البورصة المصرية لا تزال صغيرة الحجم وتحتاج إلى دخول العديد من الشركات الكبرى، حتى تزداد السيولة بها، والمستثمرون لديهم مخاوف من دخولها لأن السيولة بها غير كافية.
ياسمين منير: وهل يمكن أن يكون لاستثماراتك في قطاع الذهب نصيب أيضًا داخل البورصة؟
ساويرس: من الممكن طبعًا أن يتم ذلك، لأننا لو نظرنا سنجد أن الإمارات على سبيل المثال رصدت مليارات الدولارات للاستثمار في مصر، ولو أن الحكومة طرحت أمام مستثمري الإمارات مشروعات يتولون تنميتها ومن ثم إدراجها بالبورصة، فمن الوارد أن يكون ذلك بابًا لزيادة حجم البورصة المصرية 10 أضعاف، خاصة أن الإمارات لديها شركات مالية لا حصر لها، تستثمر في العالم كله ولديهم إيرادات مالية هائلة جراء ذلك.
ومن هنا أقول إنه في حالة استقطاب 10 مليارات دولار مثلًا في مشروعات بقطاعات الغذاء والتصنيع وغيرها ومن ثم طرحها بالبورصة فإن البورصة ستزداد السيولة بها لنحو 150 مليار جنيه، ومن ثم سيكون ذلك دافعًا لاستقطاب المزيد من المستثمرين الذين كانت لديهم مخاوف من قلة السيولة بالسوق.
وضع خطة لاستغلال مليارات الدولارات المرصودة من الإمارات يمكنه مضاعفة حجم البورصة المصرية
رضوى إبراهيم: لدينا مقابلة في ختام المؤتمر مع محمد فريد رئيس البورصة المصرية، ونريدك أن تطرح توصيات ترى أنها ستحدث فارقًا في وضع وحجم البورصة وقدرتها على جذب الأموال من الأسواق المحيطة؟
ساويرس: الأمر ليس في يد رئيس البورصة لأنه متلقٍّ فقط، ولكن من بيده ذلك الملف هم القائمون على شؤون الاستثمار والصندوق السيادي ورئيس الحكومة، من خلال وضع استراتيجية وخطة استثمارية تتوافق مع متطلبات المستثمرين، فمثلًا يمكن طرح مشروعات تتناسب مع متطلبات مستثمري الإمارات لجذب المليارات المرصودة للسوق المصرية، مع إلزام المستثمرين بطرح تلك الشركات في البورصة ما سيعطي دفعة كبيرة لسوق المال، من خلال استقطاب أموال صغار المستثمرين.
وجود أسهم بحجم التجاري الدولي في قطاعات مختلفة يحقق توازنًا بسوق المال
الناس في مصر معها أموال، بالطبع هناك فقر أيضًا، ولكن معدلات الفقر تنخفض بصورة ملحوظة، مقارنة بدول إفريقيا التي يصل بها مستوى الفقر إلى عدم القدرة على توفير حق الطعام، في المقابل بمصر إذا ما وفرنا فرص العمل فإن مستوى المعيشة سيرتفع أكثر وأكثر، ويمكن القول بأن مصر لديها المقومات كافة لتحقيق نهضة كبيرة.
رضوى إبراهيم: هل ترى أن منهجية البورصة تحتاج إلى مراجعة حتى تتمكن من جذب عدد أكبر من الكيانات الضخمة؟ وكيف ترى سهم البنك التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الأكبر والذي يتحكم في أداء واتجاه السوق في أوقات كثيرة هل يرجع ذلك لمنهجية السوق أم يعود ذلك لثقة المستثمرين في تلك الكيانات؟
ساويرس: رأس المال السوقي لتلك المؤسسة هو الأكبر، وبالتالي فإنه يمتلك القدرة على التحكم بالسوق، فإذا أصبح لدينا مجموعة أكبر من الأسهم بذات حجم للبنك التجاري الدولي في قطاعات متنوعة كالأدوية والأغذية والاتصالات وما إلى ذلك، سيختلف وضع السوق تمامًا، ومن هنا يجب التركيز على أن يكون لدينا 20 شركة ضخمة وحينها عند صعود أو هبوط السهم صاحب الوزن النسبي الأكبر فإن ذلك لن يؤثر على اتجاه السوق.
ولذا أقول إن لدينا فرصة ذهبية يجب استغلالها عبر استقطاب تلك الاستثمارات المرصودة لمصر، فالسعودية أيضًا هي الأخرى رصدت استثمارات لضخها بمصر ولكنها لم تتحرك حتى الآن، لعدم وجود معروض استثماري يلبي احتياجاتهم ويتوافق مع متطلباتهم، ولا بد أن نعرض على المستثمرين الخارجيين الاستثمارات المتاحة بصورة متكاملة وأن يكون هناك جهة مسؤولة لمتابعة ذلك.
رضوى إبراهيم: بالعودة إلى القطاع المالي.. لديك حلم قديم ورغبة للاستثمار في القطاع المصرفي في مصر نعلم أن الشركة المالية لم تعد تحت إدارتك ولكن ما هي النصيحة التي توجهها لولي العهد أنسي في ظل التغييرات التي يشهدها السوق ومع اتجاه المجموعة المالية هيرميس للاستحواذ على بنك بالشراكة مع الصندوق السيادي؟
ساويرس: الجيل الجديد من الأبناء بعدما عادوا من الدراسة والعمل في الخارج، أصبح لديهم خبرات كبيرة واطلاع واسع على جميع التطبيقات الحديثة الخاصة بالخدمات المالية، وعلى سبيل المثال لو عرضت على أحدهم بنكًا من بنوك الاستثمار الحالية بأنشطتها المتنوعة بين إدارة الأصول والمحافظ والسمسرة وغير ذلك فإن ذلك لن يكون مناسبًا لتطلعاتهم، وسيرون وكأنني من العصر الحجري.
ما نحتاجه هو تهيئة المناخ والتشريعات والإجراءات، أرى أن محافظ البنك المركزي أمامه فرصة تاريخية لفتح الباب لمنح تراخيص جديدة لمؤسسات تتمتع بملاءة مالية قوية ومستوفاه لكل الشروط من حيث السمعة والجدارة، وخاصة للشباب العائدين بخبرات كبيرة ومتطورة من الخارج، ليتيح لهم الفرصة بتقديم الخدمات المكملة للنشاط المصرفي سواء كانت تلك الأنشطة لديها قانون ينظم أعمالها أو Non Regulated، وهو ما سيفتح آفاقًا كبيرة أمام الاقتصاد المصري ليكون لديه 20 شركة مثل شركة فوري.
ونحن في مصر لدينا المؤهلات كافة التي تمكننا من إحداث تنمية كبيرة، في مقدمتها الزيادة السكانية التي هي من رأيي ميزة وليس عيبًا، والدليل أن أقوى بلاد العالم حاليًا تعدادها 1.2 مليار نسمة، لأنه كلما كان عدد السكان أكبر فإن السوق يكبر معها والمهم هو استثمار تلك الكثافة وتوظيفها بالشكل السليم، وليست معجزة أن نوفر فرص عمل للجميع.
نصيحتي التي أوجهها لمحافظ البنك المركزي والمسؤولين كافة بكل المواقع هو زيادة عدد التصاريح والتراخيص للعمل بالأنشطة واقتناص فرص النمو السانحة.
ياسمين منير: كتوصية أيضًا.. هل ترى أنه من المهم أن يكون التركيز في الاستثمار في القطاع المالي في مصر أم أن هناك أسواق أخرى يجب التوسع بها؟
ساويرس: دون مجاملة المناخ بمصر جيد، ولكن يجب التخلص من المضايقات الاستثمارية مثل بطء إصدار التصاريح والتراخيص وعدم وضوع الخطط، كما أن باقي المنطقة بها مشكلات بينما في مصر هناك استقرار ولدينا موارد بشرية جيدة جدًّا.
ياسمين منير: ما هي الفرص التوسعية في الخارج للحفاظ على امتداد تواجد ونجاحات الكيانات المصرية خارجيًّا حتى في ظل أفضلية العمل بمصر؟
ساويرس: إفريقيا بالطبع، كانت مشكلتها الأساسية الفساد، ولكن الوضع تغير الآن والقوانين قلصت الفساد كثيرًا والنظرة لمصر من خلالها جيدة، هناك ترحيب كبير بالمستثمرين المصريين، ومن يعمل بها يحقق نجاحًا، ولا يوجد بلد إفريقي ليس به 2 أو 3 مستثمرين لبنانيين مسيطرين على السوق، كونهم غير مرتبطين بفكرة أولوية الاستثمار ببلادهم.
هناك نجاحات مصرية كبيرة في الأسواق الإفريقية مثل السويدي والذي يعد من أكبر مستثمري تنزانيا ولديه قدرة على التعامل مع المؤسسات الدولية الإفريقية التي تمول مشروعاته، وكذلك أنا باعتباري أحد أكبر المسثمرين في الذهب غرب إفريقيا، وحتى إثيوبيا إذا هداهم الله فمن الممكن أن نكون من أكبر المستثمرين بها.
رضوى إبراهيم: ما هي الفرص والقطاعات الأخرى التي يمكن أن تتوسع من خلالها في إفريقيا؟
ساويرس: كما قلت لا أنوي زيادة عدد ساعات عملي اليومية عن 5 ساعات، ما يعني أنني لن أدخل في مجالات جديدة، لأن وقتي حاليًا أصبح محدودًا، ولا يمكن لأحد أن يضع أموالًا دون أن يخصص لها وقتًا، ومهما كانت الأموال أقل أو أكبر فإنها لن تؤثر عليّ في شيء، ولذا فإن وقتي حاليًا أصبح للاستمتاع وإتاحة وقت أكبر للعائلة والأصدقاء.
ياسمين منير: ما هي أولوياتك الاستثمارية كمشروعات خلال الفترة الحالية؟
ساويرس: أولوياتي الانتهاء من مشروع تطوير منطقة الهرم بالصورة التي أرغب بها، بالتعاون مع الأجهزة المعنية سواء للقاطنين بالمنطقة وأفراد الأمن للتوعية بطبيعة المكان والأنشطة السياحية، والفترة الحالية فرصة جيدة مع هدوء حركة السياحة، وأتمنى أن يتم الانتهاء من جميع المشروعات العالقة.
ياسمين منير: ومتى تتوقع افتتاح المشروع؟
ساويرس: قبل موسم الشتاء المقبل سيكون المشروع جاهزًا للافتتاح.
مشروع الصوت والضوء قد لا يحقق أرباحًا ولكنه يرفع اسم مصر عاليًا ومن أهم مشروعاتي
رضوى إبراهيم: وما هي خطتك في هذا المجال بعد منطقة الأهرامات؟
ساويرس: لدي أيضًا مشروع الصوت والضوء، ونعمل على تطويره وسيكون هناك منطقة مطاعم مرفقة بالمنطقة، نسعى لتحويلها إلى منطقة تليق بالحضارة مع الحفاظ على الآثار دون الإضرار بها.
رضوى إبراهيم: باعتبارك أيقونة للنجاح في عالم البيزنس داخل مصر وخارجها..
ساويرس مقاطعًا: لأن ربنا بيحبني.
رضوى إبراهيم: بماذا تنصح رواد الأعمال أو رجال الأعمال الذين لم يكونوا أكثر حظًّا في السنوات الأخيرة وماذا يجب عليهم اتباعه لتحقيق النجاح اللامع الذي نجحت في تحقيقه؟
ساويرس: أولًا كل شخص يصنع حظه، وبالتالي نصيحتي الأولى هي ألا تصدق من يقوم بغلق الأبواب في وجهك، ولا بد أن يكون لديك إصرار، وثانيًا أن يكون متأكدًا أنه لن يصل للنجاح لمجرد تميزه بالذكاء فقط وإنما يجب أن يكون لديك جهد، لأن الذكاء هبة من عند الله والجهد مهمته هو، وثالثًا عدم الاعتماد على الواسطة والمحسوبية وأن يعتمد على نفسه في إنهاء إجراءاته وهو ما قمت به في الصغر، كنت أستيقظ من السادسة صباحًا يوميًّا لمدة ثلاثة أشهر وهي فترة إجازة الصيف للذهاب من مكان لآخر لإنهاء عدة إجراءات واستخراج شهادات وتصريح السفر وغيرها، ولم أستعن بوالدي حينها.
ياسمين منير: استكمالًا لسؤال زميلتي رضوى ولكن فيما يخص حابي.. ما هي توصياتك التي توجهها لنا لنكون أفضل بعد مرور 3 سنوات على انطلاقنا؟
ساويرس ضاحكًا: نحن من ننتظر سماع ذلك منكم ولن نعطيكم توصيات، ودون مجاملة، لأنكم مجموعة شباب كنتم في جريدة مستقرة وقررتم خوض التجربة وتأسيس جريدة خاصة بكم، وهذا ما يعجبني في الشباب ألا يظل في مكانه، كما اتخذتهم مخاطرة كبيرة جدًّا ولم يكن لديكم رأسمال لتمويل مشروعكم ولا جهة تساندكم في توفير التمويل وخاصة أن الصحافة مهنة صعبة جدًّا كما تحقق الصحافة الورقية خسائر كبيرة، ورغم كل ذلك وصلتم للنجاح الذي أنتم عليه الآن، ولذلك تعطون في حابي مثالًا يحتذى به.
وأقول لكم تسيرون بشكل جيد جدًّا، أكملوا على هذا النهج، وركزوا أكثر على الشق الرقمي لأننا آخر جيل يهتم ويقرأ الصحافة الورقية، أما الأجيال الجديدة يعتمدون بشكل كامل على القنوات والوسائل التكنولوجية.
رضوى إبراهيم: نريد أن نفتح باب الأسئلة للحضور؟
ساويرس: طبعًا كما تريدون.
سؤال من الحضور: مع خفض عدد ساعات العمل اليومي فلا بد أن هناك نية للاهتمام بشق الاستثمار المسؤول عبر الاهتمام برواد الأعمال الذين هم في حاجة إلى صندوق استثمار يهتم بمعايير الاستدامة، وأرغب في معرفة وجهة نظرك في ذلك؟
ساويرس: أتفق مع ما تقوله، وأنا لدي اهتمام بذلك، وقمت من قبل بالدخول إلى تجارب بشكل فردي في هذا الصدد مثل «شغلني»، ومع توسع الملف قمنا بتخصيص وحدة داخل المجموعة «جيميناي» مهمتها الدخول في مشروعات مع رواد الأعمال من خلال استعراض الفكرة وخطة الاستثمار وتقوم بالتعديل عليها وتقدم لهم النصائح كما تدخل معهم للمشروع، وتساعد في الإدارة، والعائد منها للمؤسسة مرتفع جدًّا، وما أتمناه هو إخراج كم كبير من رواد الأعمال وهو أمر موجود لدينا.
الأمر لم يعد مجرد نوايا حسنة أو عمل اجتماعي فقط، وإنما هو مجال استثماري واعد جدًّا.
سؤال آخر من الحضور: باعتبارك من أعيان الصعيد.. أين أسيوط وسوهاج من خطتك الاستثمارية؟
ساويرس: ذهبت أكثر من مرة للبحث عن فرص، ولكن لم يكن هناك جدية في تنفيذ أو التعاقد على المشروعات التي عرضت علينا.
لدي إصرار على الاستثمار في سوهاج، فأنا الوحيد من بين إخوتي المولود هناك، هناك قطعة أرض تابعة لأحد مستثمري الصناعات الغذائية، ونتفاوض معه حاليًا لشراء هذه الأرض لإقامة مشروع سكني عليها يخاطب شريحة منخفضي ومتوسطي الدخل، ونتمنى إتمام المشروع.
