الأخبار الجوهرية تعزز التفاؤل بتحسن مسار البورصة
بعد الارتدادة القوية خلال جلسات تداول الأسبوع الماضي
رنا ممدوح _ أعطى الارتداد القوي الذي حققته البورصة المصرية خلال جلسات تداول الأسبوع الماضي، بريق أمل جديد في تحسن مسار السوق وتجاوزه التحديات والعقبات التي تسببت باضطرابه على مدار الشهور القليلة ماضية، وانعكس ذلك على حركة المؤشرات والأسهم لتختبر مناطق المقاومة السابقة لها.
وتوقع رؤساء شركات ومتعاملون بسوق المال استطلعت جريدة حابي آراءهم، أن تعدل البورصة المصرية مسارها خلال المرحلة القادمة، فبعد التذبذب الذي أطاح بمكاسب أول العام واستمر على مدار ثلاثة أشهر، تنتظر سوق المال انفراجة قوية تتضح نتائجها في النصف الثاني من العام.
ورأى المشاركون، أن التحدي الرئيسي الذي يواجه البورصة المصرية حاليًا هو تراجع أحجام التداولات، مؤكدين أن التغلب على هذا يرتكز على استقبال مزيد من الطروحات الأولية لزيادة حجم الشركات المقيدة والعمل على إعادة ثقة المؤسسات في السوق المحلي.
ولفت المشاركون إلى أن تحسن أداء مؤشرات البورصة المصرية خلال جلسات الأسبوع الماضي، يرجع إلى عدد من الأخبار الجوهرية الإيجابية على صعيد الشركات المقيدة وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، موضحين أنه بالرغم من ذلك فقد يخالف السوق التوقعات في حال عودة شريحة الأفراد للسيطرة على أغلب التعاملات اليومية أو ظهور اضطرابات على صعيد الملفات الجيوسياسية.
وفيما يخص القطاعات، أظهر كل من قطاع البنوك والعقارات والبتروكيماويات أفضل أداء بجلسات الأسبوع الماضي وفقًا لآراء المشاركين، متوقعين أن تظهر القطاعات الثلاثة تماسكًا على المدى القصير.
الجدير بالذكر أن مؤشر البورصة الرئيسي EGX30 أغلق تعاملات الأسبوع محققًا صعودًا بنسبة 4.5%، ليتداول عند مستوى 10600 نقطة، وارتفع مؤشر EGX متساوي الأوزان بنسبة 10.48%.
ويرجع صعود المؤشرات إلى القوى الشرائية للمستثمرين الأجانب والعرب والذين حققوا صافيًا بقيمة 88 مليون جنيه و68.6 مليون جنيه على الترتيب، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
ويرى ياسر المصري، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، أن سيطرة المتعاملين الأفراد على أغلب التعاملات اليومية منذ نهاية فبراير الماضي، وحتى الأسبوع الأول من أبريل، كانت السبب الأبرز وراء الاضطرابات التي تشهدها البورصة المصرية في الآونة الأخيرة.
ياسر المصري: دخول استثمارات عربية وأجنبية وراء صعود المؤشرات
وأوضح المصري، أن الاستراتيجية والرؤية الاستثمارية لشريحة الأفراد تعتمد على تحقيق ربح في أقصر فترة زمنية، الأمر الذي أسعل بدوره أحجام المضاربات، إلا أنه أشار إلى أن إعلان الرقيب عن وضع ضوابط جديدة لعمليات الشراء بالهامش، دعم معنويات المستثمر طويل الأجل وأنعش تفاؤله بمسار البورصة المصرية خلال الفترة القادمة.
وتابع نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية: من ضمن الأسباب التي أدت إلى إضعاف أداء سوق المال المصرية، عزوف الأجانب عن الدخول والشراء في الأسهم على الرغم من جاذبية الأسعار الحالية والتي لا تعبر على القيم العادلة لأغلب الشركات المقيدة.
وقال نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، إن البورصة بدأت في النصف الثاني من أبريل الجاري في حصد ثمار بعض الأخبار الإيجابية ومنها على سبيل المثال استقبال أول طروحات العام الجاري شركة تعليم لخدمات الإدارة بعد غياب أكثر من عام كامل.
ولفت المصري، إلى أن بعض الأخبار الجوهرية للشركات المقيدة كانت أيضًا من ضمن العوامل المساندة لصعود البورصة الأسبوع الماضي، ومنها على سبيل المثال موافقة مجلس إدارة المجموعة المالية هيرميس على إتمام إجراءات الاستحواذ على بنك الاستثمار العربي بالتحالف مع صندوق مصر السيادي والتحول إلى بنك استثمار متكامل، وأيضًا الإعلان عن تطورات جديدة فيما يخص استحواذ الدار الإماراتية على شركة سوديك.
وتوقع المصري، على المدى القصير أن يحقق مؤشر البورصة الرئيسي مزيدًا من الصعود ولكن ذلك مرهون بتماسك سهم البنك التجاري الدولي CIB بمنطقة 57 جنيهًا كنقطة دعم، بجانب استمرار وجود قوى شرائية من المستثمرين العرب والأجانب.
وأكد أن الإسراع من تطبيق الضوابط الجديدة لعمليات الشراء بالهامش من شأنه أن يسرع من تعافي البورصة ومنع تأثرها بالمضاربات التي تسبب صعودًا أو هبوطًا جنونيًّا لمؤشر EGX70 بشكل خاص.
وفيما يخص أداء القطاعات فجدد المصري، الرهان على كل الأسهم العاملة في قطاع التكنولوجيا وأيضًا المدفوعات الإلكترونية متوقعًا أن تشهد موجه صعود جديدة في النصف الثاني من العام الجاري.
ومن جانبه قال عمرو حسين الألفي، مدير إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن البورصة لديها إحدى الركائز التي تستطيع أن تهدئ من اضطراباتها وتحول المسار إلى صاعد متغلبة على العقبات كافة، وهي أسعار الأسهم المنخفضة مقارنة بالقيمة العادلة للشركات.
الألفي: انخفاض أسعار الأسهم عن قيمها العادلة ركيزة قادرة على تهدئة اضطرابات السوق وطمأنة المستثمرين
وتوقع الألفي، أن يجني المستثمر ذو استراتيجية طويلة الأجل في البورصة المصرية ثمار ما وصلت إليه أسعار الأسهم، خاصة بعد أن وصلت إلى قيعان الانخفاضات، مستندًا في ذلك بالارتداد الذي حققته خلال جلسات الأسبوع الماضي.
ولفت مدير إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إلى أن سوق المال ما زالت تواجه ضغوطًا وتخوفات ومنها الضوابط الجديدة لعمليات الشراء بالهامش، وملف سد النهضة الذي قد يزعزع من الاستقرار الجيوسياسي، ويأتي ذلك تزامنًا مع انتظار المراجعة الدورية لمؤشر MSCI EM.
ونصح الألفي المستثمرين بانتظار زوال الأسباب وراء تذبذب أداء مؤشرات البورصة، متوقعًا أن يشهد السوق استهدافًا لمستويات جديدة بعد شهر رمضان.
وعلى المدى القصير رجح الألفي، أن تتحرك مؤشرات البورصة في مسار صاعد ولكن ليس بنفس وتيرة أداء الأسبوع الماضي، متأثرة بالأخبار الإيجابية المحفزة والصادرة في النصف الثاني من إبريل سواء على صعيد الشركات المقيدة أو مؤشرات الاقتصاد المصري ككل.
وتابع: الضغط الناتج عن عمليات المارجن والذي وقف كأحد الأسباب وراء اضطرابات البورصة في طريقه للتلاشي بفضل الضوابط الجديدة لعمليات الشراء بالهامش، والتي تعمل الهيئة العامة للرقابة المالية في الفترة الراهنة على صياغة قواعدها.
وأكد مدير إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن هناك ترقبًا حاليًا من قبل المستثمرين تجاه النتائج المالية للشركات المقيدة عن الربع الأول، لعكس قدرتها على امتصاص تداعيات أزمة فيروس كورونا والتي مازالت قائمة، موضحًا في حال توافق النتائج مع التوقعات أن تشكل حافزًا آخر لتبديل مسار السوق إلى صاعد.
وفيما يخص أداء الأسهم في الأسبوع الثاني من أبريل الجاري، رأى الألفي، أن الأخبار الجوهرية كانت أساسًا في قفزات بعض الشركات، وأبرز ما انطبق عليه ذلك هو سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة بعد الإعلان عن القيمة العادلة لبنك الاستثمار العربي والموافقة على إتمام الصفقة، وصاحب ذلك عدد من أسهم القطاع العقاري والمواد الأساسية، مرجحًا أن تواصل أداءها الجيد خلال الفترة المقبلة الفترة القادمة.
وفي سياق متصل توقع محمد أبو باشا، كبير محللي الاقتصاد بالمجموعة المالية هيرميس، سيناريو متفائلًا لأداء البورصة المصرية على المدى القصير والمتوسط، موضحًا أن تحقيقه مرهون باستقرار الوضع الصحي لوباء فيروس كورونا والذي بدأ في التفشي من جديد في بعض الدول في الموجة الوبائية الثالثة.
أبو باشا: قطاعا الخدمات المالية غير المصرفية والأسمدة الأفضل أداءً
وقال أبو باشا، إن البورصة المصرية تغلبت على الجزء الأكبر من التحديات التي واجهتها في الفترة الماضية، من سيطرة شريحة الأفراد وارتفاع أحجام المضاربات، وأيضًا تراجع حصة المؤسسات وعزوف الأجانب على الدخول إلى السوق المصرية.
ولفت إلى أن الفترة الراهنة شهدت انفراجة على صعيد الأخبار الجوهرية للشركات، واستقبلت البورصة أول طرح بعد غياب أكثر من عام كامل بسبب تأثر سوق المال بجائحة كورونا، وصاحب ذلك الإعلان عن عودة مصر إلى مؤشر جي بي مورجان، واستيفاء الإجراءات بعد غياب أكثر من 10 سنوات.
وتابع كبير محللي الاقتصاد بالمجموعة المالية هيرميس، أن التحدي الحالي للبورصة يتمثل في تراجع أحجام السيولة عن معدلاتها المعتادة منذ سنة، وهو ما يعتمد على عودة ثقة الأجانب إلى السوق المحلي.
وقال أبو باشا، إن تشجيع استئناف برنامج الطروحات الحكومية من شأنه أن يذلل من ذلك التحدي، مشيرًا إلى أن وجود شركة حكومية ذات تسعير جيد في البورصة المصرية، يعكس مدى تماسك سوق المال المصرية ويعكس صورة قوية عن صلابة السوق أمام باقي المستثمرين، وخاصة الأجانب.
ولفت كبير محللي الاقتصاد بالمجموعة المالية هيرميس، إلى أن هناك أخبارًا جوهرية في بعض القطاعات المقيدة، من المتوقع أن تحقق مزيدًا من الصعود على صعيد الأسهم خلال الفترة القادمة، وتقود البورصة في موجة صعود، وأبرز تلك القطاعات قطاع الخدمات المالية غير المصرفية.
وتوقع، أن يصاحب قطاع الأسمدة شركات الخدمات المالية غير المصرفية ويحقق نموًّا خلال الفترة القادمة، بفضل دعم الدول العالمية لهذا القطاع.