تطور ورقمنة الأجهزة يفتح آفاقا جديدة لإقراض القطاع الطبي
التعاون مع الشركات المصنعة أو الموزعة يضمن سهولة وصول البنوك لأصحاب العيادات
إسلام فضل _ ناقش مجموعة من خبراء تصنيع وتوزيع الأجهزة الطبية مع ممثلي بنك الإسكندرية المسؤولين عن تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أبرز التحديات والعقبات التي تواجه الأطباء في الحصول على التمويل المصرفي، وكذلك فرص التمويل المتاحة بقطاع الرعاية الصحية.
وقال الخبراء خلال ندوة نظمها بنك الإسكندرية بعنوان “تعزيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ـ آفاق جديدة لإقراض القطاع الطبي”، إن عقد اتفاقات مع البنك لتمويل العيادات الطبية كان بدافع من اهتمامه الكبير بالفرص المتاحة في القطاع الطبي.
وأوضح مسؤولو بنك الإسكندرية، أن استراتيجية وخطة البنك تعمل على التوسع في تقديم الخدمات المالية والمنتجات التمويلية لرواد وأصحاب الأعمال في المجال الطبي خلال الفترة المقبلة، علاوة على الدفع في تحقيق التحول الرقمي وميكنة المدفوعات بالمراكز والعيادات الطبية متوسطة وصغيرة الحجم عن طريق نشر ماكينات نقاط البيع POS، وتشغيل خدمة رمز الاستجابة السريع QR-CODE، ما يساعد على تعزيز مفهوم الشمول المالي.
أكد شريف لقمان، رئيس قطاع التجزئة المصرفية والشركات الصغيرة والمتوسطة في بنك الإسكندرية، أن البنك عقد شراكة مع شركة ميدي تك خلال العامين ونصف الماضيين بغرض توفير التمويل لتجهيز عيادات طب الأسنان، في ضوء اهتمام خطة البنك بالقطاع الطبي، لافتًا إلى أن البنك كان يستهدف تقديم منتج يتناسب مع هذه الشريحة وبإجراءات ميسرة ووقت قصير للحصول على التمويل.
وأضاف لقمان، خلال الندوة، أن البنك ما زالت لديه فرص كبيرة لتمويل عدد كبير من الأطباء خلال الفترة المقبلة، ويسعى حاليًا لإنشاء قاعدة كبيرة من العملاء في ذلك القطاع الذي يتمتع بفرص نمو كبيرة.
وأكد لقمان، أن مصرفه متفائل بتطوير إمكانياته خلال الفترة الراهنة لجذب شرائح جديدة من أطباء الأسنان، موضحًا أن عيادات الأطباء تحتاج إلى أجهزة طبية بأسعار عالية ولذلك تحتاج إلى دعم تمويلي من البنوك.
وأشار إلى أن الأطباء في مصر لديهم توجه كبير في المرحلة الحالية للاستعانة بالأجهزة الطبية التي تعتمد على الرقمنة بشكل كبير، لتكون أكثر دقة.
فيما لفت إلى اتجاه بعض العيادات الطبية للتعاقد مع بنك الإسكندرية لتركيب ماكينات نقاط البيع POS، والتي ساهمت في سهولة عمليات الدفع الإلكتروني لعملائها وروادها بدلًا من الدفع النقدي، موضحًا أن وجود مثل هذه الوسائل للدفع يتيح للعملاء تقسيط مقابل الخدمة الطبية عبر استخدام بطاقات الائتمان.
وتابع: كانت هناك طلبات كثيرة من أطباء تجميل الأسنان للاستعانة بماكينات الـ “POS”، موضحًا أن زيادة التعامل من خلال وسائل الدفع الإلكتروني تمكن الأطباء من الحصول على قرض من البنك في وقت زمني قصير جدًّا.
رقمنة المدفوعات عبر POS وQR Code يتيح الحصول على تمويل بنكي في 24 ساعة
وذكر لقمان، أن بنك الإسكندرية لمس أيضًا إقبالًا كبيرًا من بعض عيادات الأسنان للتعاقد على تشغيل خدمة رمز الاستجابة السريع QR-CODE لتسهيل معاملات العملاء داخل العيادات والمراكز الطبية، وهو الأمر الذي يعزز أيضًا عمليات الشمول المالي.
ويعد كود الاستجابة السريع “Quick Response Code” هو رمز ثنائي الأبعاد، يمكن قراءته عن طريق “قارئ رمز الاستجابة السريعة” أوعن طريق كاميرا الهاتف المحمول.
وأوضح رئيس قطاع التجزئة المصرفية والشركات الصغيرة والمتوسطة في بنك الإسكندرية، أن هناك ميزة عند تركيب ماكينات Point Of Sale تمنح للعيادات، وهي إمكانية منح قروض خلال 48 ساعة فقط مع ارتفاع التعامل من خلالها، وذلك للتشجيع على التوسع في تطبيق التحول الرقمي.
وتابع: “بعض الأطباء لديهم مخاوف من الاستعانة بماكينات POS في العيادات بسبب الضرائب”، مؤكدًا أن تطبيق فيزيتا أحد النماذج الناجحة في التحول الرقمي المتواجد في السوق المصرية خلال الفترة الحالية.
وأكد لقمان، أن البنك المركزي المصري لديه اهتمام كبير بدعم البنوك لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال طرح عدد من المبادرات، لما يمثله هذا القطاع من قيمة فهو المحرك الرئيسي للاقتصاد المصري.
بنك الإسكندرية يوفر تمويلًا حتى 8 ملايين جنيه لتجهيز عيادات الأطباء
ونوه لقمان إلى أن بنك الإسكندرية يعد من أسرع البنوك المتواجدة في القطاع المصرفي المصري في تلبية قروض القطاع الطبي، ويصل حجم التمويل الواحد إلى أكثر من 8 ملايين جنيه، كما أن هناك مرونة في التعامل مع العملاء.
البنك لديه 18 مركزًا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تمنح قروضًا حتى 20 مليون جنيه
وأشار لقمان إلى أن مصرفه يمتلك نحو 18 مركزًا للمشروعات الصغيرة والمتوسطة على مستوى الجمهورية، وأن هذه المراكز تتيح تمويلات لأصحاب الشركات والمنشآت الصغيرة ومتوسطة الحجم بقيمة تتخطى 20 مليون جنيه.
ومن جانبه قال حسام عبد العال، رئيس إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بنك الإسكندرية، إن مصرفه طرح العديد من المنتجات التمويلية التي تستهدف العيادات الطبية وتقع ضمن تصنيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك لتسهيل إجراءات الحصول على تسهيلات ائتمانية وقروض بشكل أسرع.
نمول حتى 70% من الاحتياجات التمويلية لأصحاب الأعمال الطبية
وأضاف أن مصرفه يقوم بتمويل العميل بقيمة قد تصل إلى أكثر من 8 ملايين جنيه، مع فترة سداد تصل إلى 5 سنوات، ويقوم البنك بتمويل شراء المعدات الجديدة أو المستعملة، وتمويل رأس المال العامل بنسبة تصل إلى 70%.
اتفاقيات شركات الأجهزة الطبية ساعدت في الحصول على المستندات المطلوبة وتنفيذ الإجراءات في وقت أقل
وذكر أن الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما مع شركتي ميدي تك وسيمنس هيلثينيرز خلال السنوات الماضية ساهمتا في الوصول والتواصل مع العملاء من شريحة الأطباء كما دعمت وعززت قدرات أصحاب العيادات للحصول على تمويل بنكي بشكل سريع وبإجراءات بسيطة، مؤكدًا أن تلك النوعية من الاتفاقيات ساهمت أيضًا في الحصول على الأوراق والمستندات المطلوبة وتنفيذ الإجراءات في فترة أقل.
نولي اهتمامًا خاصًّا بقطاعات الصناعة والخدمات الصحية والزراعة
وأشار إلى أن مصرفه لا يضع تركيزه في قطاع معين، ولكن يهتم بشكل كبير بعدة قطاعات، أبرزها الصناعي والطبي والزراعي والخدمي، مضيفًا أن البنك ما زال لديه طريق طويل في تمويل عملاء القطاع الطبي، ويسعى لجذب شرائح جديدة من العملاء.
وتابع رئيس إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بنك الإسكندرية، أن أبرز التحديات التي كانت تواجه عملاء القطاع الطبي للحصول علي قرض بنكي هو تحضير الأوراق والمستندات، وكان يمكن أن تصل فترة الحصول على القرض في البنوك إلى نحو سنة تقريبًا، ومن خلال الاتفاقية تم حل تلك المشكلة.
وأوضح عبد العال، أن هناك العديد من الطرق للعملاء للتواصل مع البنوك للحصول على احتياجاتهم التمويلية، أبرزها التحدث إلى الكول سنتر، أو عبر حساب البنك على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أو عن طريق الموقع الإلكتروني، منوهًا إلى أن إجمالي عدد فروع البنك على مستوى أنحاء الجمهورية يصل إلى 178 فرعًا.
وكشف عبد العال، عن استهداف بنك الإسكندرية الوصول بحجم محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 25% خلال العام المقبل وفقًا لمتطلبات البنك المركزي، موضحًا أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة نجحت في تخطي أزمة جائحة فيروس كورونا.
وتابع: بنك الإسكندرية نجح في تحقيق نسبة تمويل SMEs والوصول بحجم محفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 20% من إجمالي المحفظة الائتمانية في نهاية عام 2019، منوهًا إلى أن حجم المحفظة حقق نموًّا بنسبة 30% خلال العام الماضي، وذلك بدعم من تنوع المنتجات المصرفية التي يقدمها البنك للعملاء في جميع مختلف مجالات الأنشطة الصغيرة والمتوسطة.
كان البنك المركزي ألزم البنوك خلال فبراير الماضي، بضخ 117 مليار جنيه إضافية في قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنهاية ديسمبر 2022، وإتاحة التمويل لما يزيد على 120 ألف شركة ومنشأة صغيرة ومتوسطة، وذلك بعد زيادة نسبة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة من 20% إلى 25% من إجمالي المحافظ الائتمانية، وتخصيص 10% كحد أدنى من محافظ البنوك للشركات الصغيرة، خلال عامين تنتهي في ديسمبر 2022.
حضر الندوة كل من الدكتور إيهاب هيكل نقيب عام أطباء الأسنان، وحاتم الغزاوي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة ميدي بنك، وشريف لقمان رئيس قطاع التجزئة المصرفية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك، وحسام عبد العال رئيس إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك الإسكندرية، وآسر الزربة المدير المالي لشركة سيمينز هيلثينيرز، ومي عيسى، مدير العلاقات المصرفية بشركة سيمينز هيلثينيرز، والمهندس طارق الشيخ، مدير المبيعات بشركة سيمينز هيلثنيرز.
المنافسة الشديدة بين مراكز علاج الأسنان تخلق فرصًا متنامية للتمويل البنكي
وخلال الندوة قال الدكتور حاتم الغزاوي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة ميدي تك، إن بنك الإسكندرية قام بتسهيل الإجراءات في الأوراق المطلوبة من عملاء القطاع الطبي.
وأضاف أن الشركة بدأت العمل في السوق المصرية عام 1996، ومستمرة حتى الآن في التعامل مع أبرز التوكيلات المعروفة عالميًّا، موضحًا أن الشركة تقوم بتجهيز عيادات الأسنان بشكل كامل.
وذكر أن الأجهزة التي يحتاج إليها الأطباء أسعارها مرتفعة لذلك يحتاجون إلى تمويل من البنوك للحصول على المعدات والأجهزة الرقمية التي تتسم بالسهولة والدقة في الأشعة، مشيرًا إلى أن هناك منافسة قوية خلال الفترة الراهنة بين عيادات طب الأسنان وهو ما يدفع للتحديث المستمر للأدوات والأجهزة لمواكبة تطور السوق مما يخلق فرصًا متنامية للطلب على التمويل البنكي.
وفي سياق متصل أوضح المهندس طارق الشيخ مدير المبيعات لدى شركة سيمنس هيلثينيرز، أن أسعار الأجهزة الطبية مرتفعة نتيجة تكلفتها العالية، مشيرًا إلى أن تلك المعدات أسعارها مرتفعة لتقديم إمكانيات أفضل للأطباء في السوق.
وذكر أن بنك الإسكندرية شريك أساسي لسهولة حركة مبيعات الأجهزة الطبية للعملاء نتيجة دعمها لتمويل عدد كبير من العيادات الطبية، مؤكدًا أن السوق المصرية تعد من أبرز الأسواق الواعدة بالمنطقة.
وأضاف أن الشركة لديها عدد من الفروع في محافظات الإسكندرية، والقاهرة والمنصورة، كما تمتلك فروعًا في العديد من الدول الإفريقية مثل ليبيا والسودان.
وأشار مدير المبيعات لشركة سيمنس هيلثينيرز، إلى أن أبرز التحديات التي كانت تواجه عملاء القطاع الطبي هي الحصول على قرض من البنوك نتيجة زيادة الإجراءات والأوراق المطلوبة.
وكان بنك الإسكندرية، أعلن خلال العام الماضي، عن دعمه لقطاع الرعاية الصحية في مصر من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع شركة سيمنس هيلثينيرز مصر (شركة سيمنس للرعاية الصحية)، ويوفر البروتوكول حلولًا تمويلية ودعمًا استشاريًّا لأصحاب الأعمال الطبية، لشراء المعدات الطبية من شركة سيمنس هيلثينيرز مصر.
ومن جانبه قال آسر الزربة، المدير المالي لشركة سيمنس هيلثينيرز، إن الأطباء كان لديهم تحديات وعقبات صعبة في الحصول على تسهيلات ائتمانية من البنوك خلال السنوات الماضية، نتيجة كثرة الإجراءات والأوراق المطلوبة وكانت مدة الحصول على القرض تصل إلى أكثر من 6 أشهر.
وأضاف الزربة، أن بنك الإسكندرية منذ بداية تعاونه مع سيمنس سهل على الأطباء الحصول علي قروض لتمويل الأجهزة الطبية خلال فترة لا تتخطى 10 أيام بعد استيفاء كامل الأوراق المطلوبة.
وأكد أن اقتصاد الرعاية الصحية في مصر بدأ يشهد طفرة ونموًّا بشكل كبير خلال الفترة السابقة نتيجة تكاتف العديد من المصادر مثل العيادات الطبية والبنوك والجهات المصنعة، موضحًا أن أسعار الأجهزة الطبية مرتفعة نتيجة تكلفتها العالية في التصنيع للحصول على دقة أفضل.
وذكر الزربة، أن الأجهزة التي تعمل بشكل رقمي خففت جزءًا كبيرًا من الأعباء على الأطباء في عيادات الأسنان، وخاصة أجهزة الأشعة التي تساعد على التشخيص الدقيق، مشيرًا إلى أن شركته تعمل خلال الفترة الراهنة لاستغلال إمكانيات الدولة المصرية لتصنيع أجهزة تكون بتكلفة أقل.
وفي سياق متصل أكدت مي عيسى مدير العلاقات المصرفية في شركة سيمنس هيلثينيرز، أنه من بداية التعاقد مع بنك الإسكندرية لتمويل الأجهزة الطبية لعملاء سيمنس من الأطباء كان البنك متفهمًا بشكل كبير لأهداف وخطة الشركة لتطوير ذلك القطاع.
وأضافت أن الشركة قامت باختيار بنك الإسكندرية بسبب العديد من المميزات أبرزها، ارتفاع عدد الفروع، وقربه من جميع العملاء على مستوى أنحاء الجمهورية، وتحديث البنية التحتية الكبير الذي تم في جميع المجالات، واهتمام الإدارة بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما أن البنك يتمتع بمرونة عالية في التعامل.
وأوضحت أن الشركة اختارت التعاقد مع بنك نتيجة التحديات التي تواجه الأطباء في التمويل بسبب زيادة الأوراق المطلوبة، وعدم وجود مرونة في التعامل المباشر مع الأطباء للحصول على تسهيل ائتماني أو تمويل بنكي، مضيفة: كانت فترة التمويل تصل إلى ما يقارب العام الكامل أحيانًا.