محمد القلا في حوار مع حابي: القاهرة للاستثمار تتسلح بجامعات التكنولوجيا التطبيقية في المنافسة بقطاع التعليم

إسلام فضل _ كشف محمد القلا، الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية – سيرا، عن تفاوض الشركة مع 3 بنوك عالمية للحصول علي تمويل يغطي نحو 40 أو 50% من تكاليف إنشاء أول جامعة خاصة للتكنولوجيات التطبيقية في مدينة بدر، باستثمارات تبلغ نحو ملياري جنيه.

وأضاف القلا في حوار مع جريدة “حابي”، أن الشركة تستهدف إنشاء المزيد من الجامعات الخاصة بمجال التكنولوجيات التطبيقية خلال السنوات المقبلة في عدد من المحافظات بعد بداية العمل في الجامعة الأولى.

وذكر الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، أن الشركة تستهدف إنشاء 4 مدارس خلال العام المقبل، في قنا والعلمين وأسيوط الجديدة ورشيد باستثمارات أكثر من 500 مليون جنيه، وإلى نص الحوار..

حابي: كيف تأثر قطاع التعليم بصورة عامة، وأداء الشركة على وجه الخصوص بتداعيات أزمة كورونا؟ وما هي أبرز الفرص التي تجذب اهتمام شركتكم خلال الفترة الراهنة؟

القلا: تأثر قطاع التعليم لدى بعض الشركات في البداية بسبب التحول للتعليم الإلكتروني، ولكن الشركات عكفت منذ بداية جائحة فيروس كورونا على ضخ المزيد من الاستثمارات في التطبيقات التكنولوجية لتنفيذ العملية التعليمية عن بعد.

أما بالنسبة لشركة القاهرة للاستثمار فالأداء بالأرقام كان جيدًا منذ بداية تداعيات فيروس كورونا، واستمررنا في تحقيق المستهدف خلال كل ربع من العام الماضي، كما أن شركتنا بدأت بعد إغلاق الحكومة للدولة بنحو 72 ساعة فقط في تطبيق التعليم عند بعد، حيث كانت الشركة تضخ استثمارات في الخدمات والبنية الإلكترونية منذ 7 سنوات ماضية، ما ساعدنا على مواجهة تداعيات الجائحة وتنفيذ عملية التعليم عن بعد سريعًا.

اهتمام كبير من المستثمرين لدخول المجال.. والسوق تحتاج لتركيز أكبر على الشريحة المتوسطة

قمنا بضخ استثمارات في قطاع الخدمات الإلكترونية خلال السنوات السبع الماضية بقيمة 30 مليون جنيه، واستثمرنا في نفس المجال منذ بداية أزمة الجائحة وحتى الآن، من 15 إلى 20 مليون جنيه، لتصل استثمارات الشركة في الخدمات الإلكترونية من 45 إلى 50 مليون جنيه.

ونوه أن الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الشركة حاليًا في الجامعات والمدارس تضاهي أغلب الجامعات العالمية العاملة في مصر خلال الفترة الراهنة، رغم أن تكلفة مصروفات الجامعات والمدراس التابعة لشركة القاهرة للاستثمار ليست مرتفعة مثلهم، كما أن أولياء الأمور يفضلون حاليًا الخدمات الإلكترونية بسبب أوضاع فيروس كورونا.

حابي: ما هي الإجراءات التي اتخذتها الشركة منذ بداية جائحة فيروس كورونا للتيسير على أولياء أمور الطلبة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مر بها الجميع؟

القلا: قامت الشركة منذ بداية جائحة فيروس كورونا بزيادة عدد أقساط رسوم العملية التعليمية لتخفيف الأعباء عن أولياء الأمور، كما تم فتح باب لجدولة الأقساط، وتم رد كامل رسوم باص التوصيل.

وأشير هنا إلى أنه تم قبول 4500 طالب للتعليم قبل الجامعي، و3000 جامعي، خلال العام الماضي، بنمو بلغ نحو 30% عن العام السابق له.

حابي: اتجه الكثير من الشركات إلى تنويع أنشطتها والاستثمار في قطاعات جديدة.. هل تدرسون التوسع في مجالات أخرى بعيدة عن الأنشطة القائمة؟

القلا: شركتنا استهدفت التوسع منذ بداية فيروس كورونا في قطاعين فقط التعليم التكنولوجي، والخدمات الإلكترونية، وركزنا بشكل كبير على جميع التطبيقات التكنولوجية.

نحن بصدد إطلاق شركات في تطوير خدمات تكنولوجيا رفع مستوى الطالب بجانب التعليم الدارسي، ونخطط لإطلاقها خلال شهر يوليو المقبل، وذلك لمساعدة الطلاب في التعليم الإضافي عن بعد.

ونعمل حاليًا في مراحل الإجراءات النهائية، ونستهدف ضخ نحو 30 مليون جنيه في تلك الخدمات.

أما على مستوى التعليم التكنولوجي، قامت الشركة بنهاية الأسبوع الماضي بتوقيع اتفاقية خدمات تعليمية مع شركة ساكسوني إنترناشيونال SIS، لإنشاء أول جامعة خاصة للتكنولوجيات التطبيقية في مدينة بدر، باستثمارات تبلغ ملياري جنيه، وتقام الجامعة على مساحة 40 فدانًا، وسيتم إنشاء المرحلة الأولى خلال عام 2022 وستضم نحو 4 كليات، ويبلغ حجم استثماراتنا في المرحلة الأولى نحو 600 مليون جنيه، ولم يتم تحديد حتى الآن عدد مراحل المشروع.

نفاوض 3 بنوك عالمية لتمويل 50% من جامعة التكنولوجيات التطبيقية في بدر

ويتم حاليًا التفاوض مع 3 بنوك عالمية للحصول على تمويل في حدود 40 أو 50% من التكلفة الاستثمارية للجامعة، والتمويل سيكون بالجنيه المصري، ولم يتم تحديد نسب الشراكة مع الأهلي كابيتال القابضة الذارع الاستثمارية للبنك الأهلي، والمستثمرين الصناعيين المحليين حتى الآن.

وننتظر خلال الفترة الحالية تنفيذ جامعات خاصة في التكنولوجيات التطبيقية ببعض المناطق الأخرى، ولا نستهدف في الوقت الراهن التوسع في مجالات جديدة بعيدة عن الأنشطة القائمة، فتركيزنا ينصب بشكل أساسي على قطاع التعليم.

حابي: نود التعرف على توزيع الوزن النسبي لقطاعات التعليم والاستثمار العقاري في محفظة الشركة القائمة وكذلك خططها التوسعية تجاه القطاعين؟

القلا: القاهرة للاستثمار كانت تركز خلال العشرين سنة الماضية على التعليم فقط، وتتوزع استثمارات الشركة في التعليم بواقع 70% للتعليم العالي، و30% للمدارس.

التعليم العالي يستحوذ على 70% من محفظة اسثمارات الشركة و30% للمدراس

كانت الشركة تعمل خلال السنوات الماضية في القطاع العقاري ولكن في مشروعات صغيرة جدًّا، ولا نخطط لإنشاء مشروعات عقارية خلال الفترة المقبلة حيث نركز على قطاع التعليم فقط.

حابي: ماذا عن وضع المنافسة في الاستثمار بقطاع التعليم وما أدواتها؟ وأيهما أفضل الاستثمار المباشر أم غير المباشر عبر صناديق الملكية الخاصة على سبيل المثال.. وهل لدى شركتكم نية للتفكير في تأسيس صندوق مماثل؟ أو المساهمة في أي من الصناديق القائمة؟

القلا: المنافسة في قطاع التعليم بدأت تزيد بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب اهتمام العديد من المستثمرين بالقطاع، ولكن القاهرة للاستثمار تعتبر من أكبر المستثمرين في هذا المجال خلال الفترة الراهنة، ونعمل دائمًا للحفاظ على ذلك.

الشركة قدمت العديد من الأدوات لمواجهة تلك المنافسة، أبرزها، تقديم خدمات تعليمية في التطبيقات التكنولوجية، ونهتم خلال الفترة الحالية بالتعليم لأن حجم الطلب كبير عليه، ونعمل علي توفير ما بين 4 إلى 5 آلاف مكان للطلاب في المدارس والجامعات سنويًّا.

ندرس تأسيس صندوق متخصص للاستثمار في التعليم

وندرس حاليًا تأسيس صندوق في قطاع التعليم خلال السنوات المقبلة، لن نكشف عن تفاصيله في الوقت الحالي.

حابي: كيف يتم تسعير الأراضي المخصصة لبناء مؤسسات تعليمية مدارس أو جامعات أو معاهد.. وهل هناك سهولة وتيسيرات في الحصول عليها؟

القلا: تسعير الأراضي المخصصة للمؤسسات التعليمية يختلف أحيانًا عن تلك الخاصة بالاستثمار العقاري، ويرجع ذلك إلى هيئة المجتمعات العمرانية، والشركة لا تسعى لشراء أراضٍ غير متخصصة للتعليم في الوقت الحالي.

الحكومة المصرية تهتم بشكل كبير خلال الفترة الحالية بقطاع التعليم ونحصل على تيسيرات في إجراءات الحصول على أراض في المدن الجديدة، لأنها تحتاج إلى خدمات تعليمية على مستوى عال، ونحن نهتم دائمًا بخلق خدمات تعليمية جديدة تواكب تطلعات الجيل الحالي.

حابي: هل تتفق مع مقولة إن قطاع التعليم الخاص في مصر أكثر ربحية من مثيله في المنطقة؟

القلا: ربحية قطاع التعليم الخاص مرتفعة جدًّا بحسب الخدمات التي يتم تقديمها للطلاب في الجامعات أو المدارس، ولكن عوائدها تأتي على المدى الطويل وليس المتوسط أو القصير، ويتميز قطاع التعليم بأنه من القطاعات الدفاعية ذات العوائد المرتفعة في الأمد الطويل.

حابي: ماذا عن خطة الشركة للتوسع في قطاع تأسيس المدارس؟ وكم يبلغ عدد المدارس المستهدف الاستثمار بها خلال السنوات الثلاث المقبلة؟

القلا: نستهدف افتتاح 3 مدارس جديدة خلال العام الجاري، في مشروع O West ومدينة سوهاج باستثمارات تبلغ 420 مليون جنيه، ونستهدف إنشاء 7 مدارس أخرى خلال السنوات الثلاث المقبلة، منها 4 في قنا والعلمين وأسيوط الجديدة ورشيد، وتم الحصول على كامل الأراض الخاصة بتلك المدارس ونستهدف ضخ استثمارات بأكثر من 500 مليون جنيه فيها.

نستهدف إنشاء 4 مدارس جديدة خلال 2022 باستثمارات تصل إلى 500 مليون جنيه

أما المدارس الثلاث المتبقية سيتم افتتاحها في محافظات مختلفة، ولا أود الإفصاح عن قيمتها في الوقت الراهن، وتمتلك الشركة حتى الآن نحو 25 مدرسة تم إنشاؤها خلال 20 عامًا.

نحصل على التسهيلات الائتمانية دائمًا لتمويل 50% من المشروع بالنسبة للمدراس، وليس لدينا مفاوضات في الوقت الحالي مع بنوك للحصول على قروض جديدة، حيث حصلت الشركة خلال الأشهر الستة الماضية على تمويل عبر طرح صكوك بقيمة 600 مليون جنيه سيتم تمويل المدارس والجامعات الجديدة من خلاله.

حابي: هل لديكم توجه للاستثمار في العاصمة الإدارية الجديدة؟

القلا: نحن في طور المناقشات خلال الفترة الراهنة لضخ استثمارات في العاصمة الإدارية الجديدة، ونعمل حاليًا بجانب العاصمة في مدينة بدر والشروق.

حابي: هل تستهدف القاهرة للاستثمار الاستحواذ على كامل أسهم شركة ستار لايت إديوكيشينال DMCC بعد رفع حصتكم مؤخرًا إلى نحو 80%؟ وماذا عن مساهمتكم في شركة جلوبال فيرنتشر العالمية لصناعة الأثاث المدرسي والجامعي؟

القلا: نعم ندرس الاستحواذ حاليًا على كامل أسهم شركة ستار لايت للتعليم، وسيتم ذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.

نسعى للاستحواذ على كامل أسهم شركة ستار لايت إديوكيشينال في الأجل المتوسط

أما المساهمة في جلوبال فيرنتشر ستتم من خلال زيادة رأسمال الشركة، والتي ستستخدم في شراء قطعة أرض وبناء مصنع للشركة بمدينة بدر بتكلفة 14.5 مليون جنيه، وتبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارين نحو 58.25 مليون جنيه.

ودخلت الشركة في فبراير الماضي عبر شراكة مع «باينوفيت للتعليم لإنشاء وإدارة الحضانات» لإنشاء 25 حضانة سوف يتم الانتهاء منها خلال 2025، باستثمارات نحو 50 مليون جنيه.

وتسهدف الشركة افتتاح 3 حضانات قبل نهاية العام الجاري باستثمارت تصل إلى نحو 6 ملايين جنيه.

حابي: هل تستهدف القاهرة للاستثمار زيادة حصتها في شركة كابيتال ميد الطبية؟

القلا: تبلغ حصتنا في شركة كابيتال ميد الطبية نحو 14% الآن، ولا نستهدف زيادتها خلال الفترة الراهنة.

نسعى لبدء الإنشاءات بالمدينة الطبية في بدر والانتهاء من المرحلة الأولى في غضون عامين

تخطط الشركة البدء في عمليات الإنشاءات للمرحلة الأولى في بناء مدينة طبية متكاملة في مدينة بدر بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة خلال العام الجاري، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى خلال عامين، وتبلغ مدة تنفيذ المشروع بالكامل 7 سنوات، وينفذ على 4 مراحل، ويصل إجمالى مساحته إلى 137 فدانًا.

حابي: ماذا عن مشروع جامعة بدر في أسيوط؟

القلا: تستهدف الشركة افتتاح المرحلة الأولى للجامعة في شهر سبتمبر المقبل، وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة التعليم والقرار الرئاسي للافتتاح، وسيتم إنشاء المشروع على 3 مراحل بمساحة 81 فدانًا، وتضم المرحلة الأولى 4 كليات وتبلغ استثمارتها 750 مليون جنيه، فيما تبلغ حجم استثمارات الجامعة بالكامل 2.1 مليار جنيه، وسيتم الانتهاء منها بالكامل بحلول 2028.

حابي: وأين وصل مشروع جامعة بدر في القاهرة؟

القلا: سيتم افتتاح المرحلة الأخيرة من المشروع خلال شهر سبتمبر المقبل وتضم 7 كليات، ويبلغ استثمارات تلك المرحلة نحو 600 مليون جنيه، وتم تنفيذ المشروع على 3 مراحل بمساحة 52 فدانًا باستثمارت 1.6 مليار جنيه.

حابي: كم يبلغ حجم الاستثمارات المستهدف ضخها خلال 3 سنوات؟ وما هو حجم الاستثمارات التي تم ضخها خلال النصف الأول من 2021؟

القلا: تخطط القاهرة للاستثمار لضخ نحو 2.8 إلى 3 مليارات جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة في إنشاءات المدارس والجامعات.

الشركة ضخت 350 مليون جنيه استثمارات جديدة من مطلع 2021 بجامعة بدر بأسيوط و3 مدارس

وضخت الشركة منذ بداية العام الجاري وحتى الآن استثمارات بقيمة 350 مليون جنيه في جامعة بدر بأسيوط وإنشاءات 3 مدارس جديدة.

حابي: ماذا عن نمو الأرباح المستهدف خلال 2021؟

القلا: تستهدف الشركة تحقيق نفس معدل النمو الذي حققته خلال العام الماضي، والبالغ 35%.

وحققت سيرا أرباحًا بلغت 254.77 مليون جنيه خلال العام الماضي 2020، مقابل 188.26 مليون جنيه خلال العام 2019.

ويبدأ العام المالي للقاهرة للاستثمار في سبتمبر من كل عام وينتهي في أغسطس من العام التالي.

حابي: ماذا عن الشراكة التي تم عقدها مع شركة بيل كاش للتمويل الاستهلاكي التابعة لبنك الاستثمار بلتون؟

القلا: قمنا بتوقيع اتفاقية مع بيل كاش التابعة لبلتون الشهر الماضي لتمويل أقساط ورسوم العملية التعليمية لأولياء أمور الطلبة، ونستهدف من خلال الاتفاق تمويل رسوم الطلاب لنحو 5 مدارس بشكل مبدئي، مع احتمال توسيع نطاق الاتفاق إلى 8 مدارس قبل نهاية العام الجاري.

ونفكر أيضًا في تمويل رسوم الدراسة بالجامعات عبر برامج التمويل الاستهلاكي ولكن بعد نجاح تجربة المدارس.

حابي: حدثنا عن خدمات التعليم عن بعد وهل سيتم زيادة الاعتماد عليه خلال الفترة المقبلة أم سيتراجع؟

القلا: تقدم المؤسسات التابعة لشركتنا خدمات التعليم أونلاين حاليًا، ولكن العام المقبل سيشهد تراجعًا في التعليم عن بعد، مع تسارع عملية إعطاء لقاحات كورونا التي تقدمها وزارة الصحة خلال الفترة الراهنة.

حابي: هل ترى أن مصر تحتاج حاليًا إلى اهتمام أكبر بمشروعات التعليم للطبقة المتوسطة؟

القلا: قطاع التعليم يحتاج الفترة الحالية إلى اهتمام كبير من المستثمرين لإنشاء مدارس للطبقة المتوسطة، حيث بدأ عدد كبير من المستثمرين التوجه لإنشاء مدراس دولية مما أثر على المؤسسات المستهدفة للطلاب من الطبقة المتوسطة.

نستهدف تأسيس 7 مدارس جديدة للشريحة المتوسطة خلال 3 سنوات

وعلى مستوى القاهرة للاستثمار، سيتم إنشاء 7 مدارس جديدة للطبقة المتوسطة خلال السنوات الثلاث المقبلة في عدد من المدن الجديدة، ونمتلك الآن نحو 14 مدرسة لتلك الطبقة.