بقلم أحمد رضوان رئيس تحرير جريدة حابي _ نختم النصف الأول من 2021 بعدد خاص يشاركنا فيه مئة من رؤساء الشركات من مختلف القطاعات بجانب البنوك والمؤسسات المالية.. تحدٍّ جديد خاضه فريق جريدة حابي للحفاظ على المشاركة المميزة والمقدرة من قادة مجتمع الأعمال، عبر الإجابة عن 30 سؤالًا يضم كل واحد منهم 3 اختيارات على الأقل.. جهد كبير يستحق الشكر والتقدير لمن صنع ومن شارك بوقته الثمين في سبيل إخراج العدد الذي بين أيديكم بهذه الصورة التي تشعرنا بحلاوة «الرضا» عن يقين ولذة ثمرة الجهد عن صدق.
قبل أسابيع قليلة، كان مؤتمر حابي السنوي الثالث، والذي جمعت جلساته «صناع القرار» من القطاعين الرسمي والخاص، بكل ما يعنيه مفهوم صناعة القرار من القدرة والتأثير والتفاعل، وكان أحد المحاور المهمة في المؤتمر الذي عقد تحت عنوان استثمار التعافي، هو قياس مدى تأثر الاقتصاد بجائحة كورونا، وصولًا إلى الاستثمار في تعافيه، والاستفادة من تماسك مؤشراته قياسًا بالدول الأخرى التي مرت اقتصاداتها بموجات انكماش غير مسبوقة.
جاءت نقاشات المؤتمر لتشير إلى أن جائحة كورونا لم تفرض فقط تحديات اقتصادية جديدة، وإنما أيضًا، تقلبات وتحولات سريعة دفعت كبرى المؤسسات الدولية إلى تعديل نظرتها أكثر من مرة لآفاق النمو العالمي والإقليمي، وهو ما أعادنا مرة أخرى إلى استطلاعاتنا الموسعة التي نكشف فيها كعادة حابي منذ نشأتها، عن أسماء جميع المشاركين بها دعمًا لمصداقية وقوة النتائج، ولا شك في أن مشاركة من هم أكثر تأثيرًا في قطاعاتهم يعزز من فاعلية وجدية وأهمية نتائج الاستطلاع خصوصًا والمحتوى الاقتصادي عمومًا، ويقربهما أكثر من الواقع.
نتائج الاستطلاع تحتاج إلى الكثير من التحليل والقراءة، فهي تعبر عن لحظة مهمة شهدت إجراءات وقرارات غير تقليدية على مستوى الحكومة والقطاع الخاص أيضًا، ليس هذا فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى رصد محدث لخطط الشركات عن فترة النصف الثاني من العام، وما تخطط له الحكومة أيضًا، وهذه ستكون محاور عددنا المقبل بإذن الله، الذي يأتي استكمالًا لهذا العدد، وجزءًا لا يتجزأ منه.
حتى لا نبتعد كثيرًا عن الاستطلاع ونتائجه، وجب التنويه إلى أن فترة ملء الاستمارات بدأت قبل نحو أسبوعين، وهي فترة شهدت الكثير من التطورات المرتبطة بملفات شديدة التأثير على القرار والشأن الاقتصادي الإقليمي مثل تعنت إثيوبيا تجاه توقيع اتفاق ملزم لإدارة وتشغيل سد النهضة وإصرارها على بدء عملية الملء الثاني في الموعد الذي حددته سلفًا.
وإذا كانت هذه القضية أحد التحديات، ففي مقابلها تم الإعلان رسميًّا عن بدء أحد أهم المشروعات الاقتصادية، المتمثل في مشروع تطوير القرى المصرية الذي يفتح فرصًا ذهبية لمختلف الشركات والقطاعات الاستثمارية والتمويلية لتنشيط الطلب على منتجاتها وخدماتها.
بجانب ذلك، بدأ الاقتصادان العالمي والإقليمي في الاستفادة من نشر لقاحات كورونا، وقلت حدة إجراءات مواجهة الفيروس وتحديدًا على مستوى الإغلاقات وتعطيل النشاط الاقتصادي، وظهر ذلك جليًّا في تراجع أسعار الذهب وارتفاع أسعار النفط وانتعاش أسواق السلع، وهي مؤشرات تؤكد عودة الطلب وبالتالي استعادة النمو.
أحد المؤشرات المهمة أيضًا خاصة للسوق المحلية هو بدء نشاط القطاع السياحي ولو جزئيًّا، وكذلك تراجع الواردات البترولية ونمو الصادرات غير البترولية، والبترولية أيضًا، هذه البنود وإن كانت مهمة في النظرة الكلية على مستوى أداء ميزان المدفوعات، إلا أنها تعبر أيضًا عن نمو الطلب العالمي على السلع والخدمات، وكان لذلك أيضًا انعكاس في نتائج استطلاع حابي عن فترة النصف الثاني من 2021.
التنوع الذي تتميز به استمارة الاستطلاع، وتنوع شريحة المشاركين به، عنصران مهمان أيضًا، فالاستطلاع ضم أسئلة تقيس اتجاهات الاقتصاد الكلي، وعددًا من أهم القطاعات ذات الوزن النسبي المرتفع في المساهمة بالناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك البنية التحتية والطاقة والصناعة والزراعة والخدمات المالية بفرعيها المصرفي وغير المصرفي والمقاولات والإنشاءات والعقارات والطاقة والسيارات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشارك في التصويت ممثلون عن جميع هذه القطاعات.
نخطط لأن يكون استطلاع منتصف العام إصدارًا منتظمًا في بداية يوليو من كل عام، يواكب تسارع المتغيرات الاقتصادية وغير الاقتصادية المؤثرة في مناخ الأعمال، ونأمل أن نتلقى من قرائنا الأعزاء، كما عودونا دائمًا، ملاحظاتهم ومقترحاتهم.
أخيرًا.. وجب التنوية أيضًا إلى أن الاستمارات الخاصة برؤساء شركات أوراسكوم تم استيفاؤها قبل رحيل رجل الأعمال المهندس أنسي ساويرس. ويتقدم لهم فريق حابي بخالص العزاء.