صندوق مصر السيادي يفاوض شركاء جددا للاستثمار في التصنيع الدوائي

أيمن سليمان: دراسة تأسيس صندوق استثمار فرعي متخصص بقطاع التعليم.. وضخ استثمارات في منصات تعليمية جديدة

ياسمين منير ورضوى إبراهيم _ كشف أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي عن خطط ومستهدفات النصف الثاني من العام الجاري.

وأشار أن تلك الخطط تنقسم إلى شقين، الأول يتعلق بإتمام مزيد من الإغلاقات المالية للصفقات التي تم الإعلان عن تنفيذها على مدار عام ماضٍ، بالتوازي مع التحرك تجاه إبرام اتفاقيات استثمارية جديدة بالقطاعات والفرص ذات الأولوية في ضوء المتغيرات الاقتصادية والاستثمارية المختلفة، وعلى رأسها قطاعات التعليم والصحة والتكنولوجيا المالية وخدمات التخزين واللوجيستيات، إلى جانب ضخ استثمارات بمجالات البنية الأساسية مثل تحلية المياه والطاقة المتجددة.

E-Bank

أضاف سليمان في تصريحات خاصة لجريدة حابي أنه تتم دراسة تأسيس صندوق استثمار فرعي متخصص بقطاع التعليم في إطار خطة لبناء قاعدة استثمارية كبيرة بمجالات التعليم الأساسي -المدرسي- إلى جانب اختراق مجالات التعليم الجامعي والفني وخدمات التدريب.

ولفت إلى اعتزام صندوق مصر السيادي ضخ استثمارات في منصتين إلى ثلاث منصات تعليمية جديدة خلال الفترة المقبلة، وذلك بخلاف الاستثمارات التي نفذها الصندوق مؤخرًا بالقطاع مع منصة جيمس التابعة للمجموعة المالية هيرميس، ومنصة لايتهاوس التي أسسها الصندوق بالتحالف مع بنكي مصر وقناة السويس والشركة القابضة للتأمين.

أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي

وقال سليمان: «عندما ترتفع الاسثمارات إلى حجم مناسب يفضل خلق كيان إداري متخصص، وتم رصد الاستثمارات بقطاع التعليم حتى الآن بنحو 700 مليون جنيه، نصفهم استثمارات نقدية والنصف الآخر عيني متمثل في تخصيص أراضٍ تابعة للصندوق للمشاركة في بناء مجموعة مدارس وجامعة.

وأوضح أنه سيتم ضخ المزيد في الاتفاقيات المرتقبة بقيم تزيد على 250 مليون جنيه.. فخيارات الاستثمار أمام الصندوق متنوعة سواء عن طريق منصات الإدارة والاستحواذ مثل جيمس ولايت هاوس أو في الشق العقاري دون الإدارة عبر الأراضي كحصة عينية أو في كلاهما معًا».

أضاف أنه تمت أيضًا مخاطبة الجهات المعنية في الدولة لتوفير أراضٍ وفقًا لتسعير مناسب بالمحافظات التي تتسم بارتفاع الطلب على خدمات التعليم المتميز، خاصة أن ندرة الأراضي في بعض المحافظات تسببت في بلوغ الأسعار مستويات قياسية تعوق جدوى استغلالها لبناء المنشآت التعليمية.

ونوه إلى أن مجالات التعليم تحظى بأولوية خاصة من الحكومة خلال هذه المرحلة، ما يدعم التحرك بسرعة لتنفيذ الاستثمارات المستهدفة بهذا القطاع والتوسع في إبرام شراكات لا سيما مع اكتشاف توافر قاعدة جيدة من المشغلين والإدارات التي تتمتع بقدرات عالية غير مستغلة.

ومن ناحية أخرى، كشف سليمان عن اعتزام الصندوق تنفيذ استثمارات جديدة بالقطاع الصحي والتصنيع الدوائي، ومفاوضات تجري حاليًا مع شركاء آخرين للاستثمار في تصنيع المواد الفعالة والتوسع في تصنيع بعض المنتجات بغرض التصدير، كذلك تحديد المنتجات ذات الطلب المحلي المرتفع مع هيئة الشراء الموحد لتصنيعها محليًّا، وذلك بالتوازي مع إتمام إجراءات الاستحواذ على شركة آمون للأدوية مع ذراع استثمارية تابعة لشركة ADQ القابضة الإمارتية.

وقال: «هناك مصنعان محليان وتحالفات تضم شركات محلية وعالمية عرضت المشاركة مع صندوق مصر السيادي ومن بينهم من لديه تطلعات للتوسع إفريقيًّا وتجري دراسة لحجم السوق.. ومن جانبنا نسعى إلى جمع الشركاء ذوي الرؤى الاستثمارية المتقاربة لخلق كيان أكبر في ظل التفتت الذي يتسم به مجال صناعة الدواء في مصر، باستثناء الشركة القابضة للأدوية وعدد محدود جدًّا من الاستثمارات الخاصة، مثل شركة آمون التي تعد مؤهلة لإطلاق خطة توسعات كبيرة وفقًا لمكانتها السوقية الحالية».

توجيه شريحة من أصول المحفظة العقارية لقطاع الرعاية الصحية والمستشفيات بالشراكة مع مشغلين متخصصين

وعلى مستوى الاستثمار في مجال الرعاية الصحية، أوضح سليمان أن الصندوق سيوجه شريحة من أصول محفظته العقارية للقطاع، وتجري حاليًا عملية إعادة تصور للأصول التي يمكن تحويلها إلى مستشفيات بما يحقق إضافة جديدة للنشاط بالشراكة مع مشغلين متخصصين.

اقتربنا من انهاء إجراءات تأسيس شركة المخازن الاستراتيجية .. وأتوقع ضخ استثمارات كبيرة بأنشطة المخازن أو تأسيس مناطق لوجيستية خاصة

وبالانتقال إلى قطاع اللوجيستيات، كشف سليمان عن الاقتراب من إنهاء إجراءات تأسيس شركة المخازن الاستراتيجية بما يمهد الطريق لضخ استثمارات كبيرة خلال الفترة المقبلة، سواء بأنشطة المخازن أو في تأسيس مناطق لوجيستية خاصة، في إطار خطة طموح للتوسع بقوة في هذا المجال ومقابلة الطلب المرتفع على الخدمات اللوجيستية.

وأشار إلى أن إبرام أول اتفاق شراكة في هذا المجال سيفتح الباب أمام اتفاقيات تالية كثيرة عبر إيجاد نموذج عمل مناسب قابل للتكرار مثلما حدث بقطاع التعليم.

تحالفات تقدمت للاستثمار في المخازن التموينية وأخرى تستهدف مناطق لوجيستية لخدمة شركات القطاع الخاص والتجارة الإلكترونية

وقال سليمان: «أمامنا تحالفات متقدمة للاستثمار في المخازن التموينية وأخرى تستهدف استثمارات خاصة لبناء مناطق لوجيستية لخدمة شركات القطاع الخاص والتجارة الإلكترونية، ونتوقع تنفيذ إغلاقات مالية لاتفاقيات شراكة في هذه المجالات على التتابع خلال الأشهر الستة المقبلة».

نستثمر مع شركة إي فاينانس في شركات خدمية وندعم إنجاح خطة الطرح العام للشركة في البورصة.. ونخاطب شركاءنا لاقتناص حصص.. ولمسنا اهتمامًا كبيرًا من مؤسسات عالمية وإقليمية

وعلى صعيد القطاع المالي وأنشطة التكنولوجيا المالية، أوضح سليمان أنه بخلاف صفقة الاستحواذ على بنك الاستثمار العربي مع المجموعة المالية هيرميس، يستثمر الصندوق مع شركة إي فاينانس في شركات خدمية، ويدعم إنجاح خطة الطرح العام للشركة في البورصة عبر مخاطبة الشركاء الاستراتيجيين للصندوق السيادي للمشاركة في الطرح الخاص واقتناص حصص واضحة بهيكل الملكية، لافتًا إلى لمس اهتمام كبير من مؤسسات استثمار عالمية وإقليمية.

وأضاف أن القطاع الزراعي يأتي في مقدمة المجالات التي ستستفيد من استثمارات الصندوق السيادي بمجال التكنولوجيا المالية في ظل الاقتراب من تدشين منصة إلكترونية للخدمات المالية للمزارعين.

وأوضح أن دور صندوق مصر السيادي في خطة تحقيق الشمول المالي يركز على استهداف إبرام شراكات لتلبية الطلب بقطاعات اقتصادية محددة دون مزاحمة القطاع الخاص في أنشطة التكنولوجيا المالية التي تحظى باهتمام حاليًا.

جارٍ استكمال دراسات جدوى منصة الاستثمار الزراعي بالشراكة مع البنك الزراعي وشركة إي فاينانس.. وأتوقع دعوة المستثمرين للمشاركة قبل نهاية العام الجاري

وأوضح أنه يجري استكمال دراسات الجدوى الخاصة بمنصة الاستثمار الزراعي وعملية بناء القدرات وتشكيل الهيكل الإداري وذلك بالشراكة مع البنك الزراعي وشركة إي فاينانس كشريك تكنولوجي، على أن يتم فتح الباب أمام القطاع الخاص للمساهمة في الشركة.

وأكد أن الانطلاق الفعلي لن يتم قبل تحقيق هدف مشاركة القطاع الخاص في ظل تمسك الصندوق بحصص أقلية في كل الاستثمارات المستهدفة بالقطاعات المختلفة كنواة لتحفيز ودعم الاستثمار.

وتوقع دعوة المستثمرين للمشاركة في المنصة الزراعية قبل نهاية العام الجاري، وأنها ستضم تحت مظلتها عددًا كبيرًا من الشراكات المحتملة في ظل تنوع الأنشطة والمجالات التي تستهدفها المنظومة لتحقيق الشمول والتكامل، مثل خدمات اللوجيستيات والتخزين والنقل وخدمات التجارة الإلكترونية والإقراض.

وفيما يتعلق باستثمارات البنية الأساسية، خاصة على صعيد محطات المياه والكهرباء، قال سليمان إن اتجاه الدولة لإقرار إقامة محطات تحلية المياه بالمشاركة مع القطاع الخاص أمر جيد ومشجع جدًّا، خاصة أن هذه الخطوة ستضع مصر على خريطة المستثمرين المتخصصين في هذا المجال. وتابع: «إن الطاقات الإنتاجية لدول الخليج في هذا النشاط كبيرة، ولكن خطط مصر في مجال معالجة وتحلية المياه تفوق تلك الإنتاجية».

اتجاه الدولة لإقرار إقامة محطات تحلية المياه بالمشاركة مع القطاع الخاص أمر جيد ومشجع جدًّا

وأضاف: «صندوق مصر السيادي يستهدف توجيه القدرات الاستثمارية للقطاع الخاص إلى تمويل الجزء الأعظم من الخطة القومية لتحلية المياه، والتي تمثل الخطة الخمسية الأولى منها 2.8 مليون متر مكعب مياه”.

وأكد سليمان أن الصندوق السيادي يعكف حاليًا على إطلاق الفرص الاستثمارية المتاحة في مجال تحلية المياه، ومن المقرر طرح المحطات الجديدة المزمع إقامتها على مستثمري القطاع الخاص للمشاركة وفقًا لنظام عقود حق التشغيل “BOT” .

نعكف على إطلاق الفرص الاستثمارية المتاحة في مجال تحلية المياه.. والطرح بنظام عقود حق التشغيل BOT

ولفت إلى أن المحطات الجديدة ذات أحجام متفاوتة، وأن وزارة الإسكان ستحدد عدد المحطات التي ستبدأ تنفيذ الخطة القومية من خلالها والجدول الزمني للطروحات قريبًا، وقال: «الصندوق يستهدف الاستثمار في الحزمة الأولى من محطات التحلية بطاقات إنتاجية نحو مليون متر مكعب».

محطات تحلية المياه ذات أحجام متفاوتة.. ووزارة الإسكان ستحدد عددها والجدول الزمني لطرحها قريبًا

وكشف الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي عن وجود محادثات مع عدة مطورين للدخول في شراكات بمحطات للطاقة المتجددة، من بينها محادثات في مراحل متقدمة. وتابع: «لدينا أكثر من 4 شراكات استراتيجية في مجال الطاقة المتجددة مع شركات أجنبية وإقليمية، وأتوقع انفراجة كبيرة في هذا الملف بالتوازي مع طروحات محطات تحلية المياه».

الصندوق يستهدف الاستثمار في الحزمة الأولى من محطات التحلية بطاقات إنتاجية نحو مليون متر مكعب

وأضاف سليمان أن هذه المباحثات تضمنت أكثر من أسلوب للشراكة، مثل الاستحواذ على المحطات أو المشاركة في تطويرها، مؤكدًا أن الصندوق يستهدف الاستثمار بتوسع في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة.

وحول مشروع استخراج الطاقة من الهيدروجين الأخضر الذي أعلنت عنه وزارة الكهرباء مؤخرًا، أوضح سليمان أن الصندوق السيادي جزء من لجنة تتولى دراسة العروض المقدمة للاستثمار في إنتاج هذه الطاقة.

نخاطب التحالفات المهتمة بالاستثمار في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر.. ومهتمون بالمشاركة بحصص أقلية

وتابع: «مصر من الدول المتميزة في استثمارات الطاقة المتجددة على مستوى اقتصاديات الإنتاج، وهو ما سيساعد هذا القطاع على جذب استثمارات كبيرة خلال الفترة المقبلة، وأتوقع أن تكون أحد أهم الأسواق المنتجة للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء».

وأضاف أنه وفقًا للفرصة الكبيرة المتوفرة في هذا المجال يتم مخاطبة التحالفات وهناك اهتمام شديد وملحوظ من المستثمرين، والصندوق السيادي سيكون ضمن المستثمرين المشاركين بهدف التشجيع وتحقيق عائد أيضًا، ولكن بحصص أقلية وفقًا للنموذج الاستثماري الذي يتبعه في هذه المجالات.

محادثات مع عدة مطورين للدخول في شراكات بمحطات للطاقة المتجددة بعضها في مراحل متقدمة.. والمباحثات تضمنت الاستحواذ على المحطات والمشاركة في تطويرها

وكشف سليمان عن وجود تحالفات مع صناديق سيادية إفريقية تضم مجموعتين، الأولى تستهدف الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، والثانية تستهدف الاستثمار بوجه عام في إفريقيا وفي مقدمتها البنية الأساسية، وهناك تقارب كبير بين المجموعتين في المستهدفات، إلى جانب بعض الأسماء المشتركة والمتكررة مثل صندوق مصر السيادي وصناديق سيادية أخرى.

تحالفاتنا مع صناديق سيادية إفريقية ستساهم في التوسعات الإقليمية للشركات المطورة للبنية الأساسية في مصر

وأضا.ف سليمان أن هذه الشراكات والتحالفات سينتج عنها توسعات إقليمية للشركات المطورة للبنية الأساسية في مصر.

وتابع: «في الحقيقة مصر من أكثر الأسواق جاهزية لاستقبال الاستثمارات الضخمة المخصصة لمجالات البنية التحتية خلال الوقت الحالي، والتنسيق والتعاون الذي يجري حاليًا مع الصناديق السيادية الإفريقية يستهدف توسيع قاعدة الأسواق المؤهلة لهذه الاستثمارات.

لدينا أكثر من 4 شراكات استراتيجية مع شركات أجنبية وإقليمية في مجال الطاقة المتجددة

وأكد الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي أن الصندوق يستهدف توظيف التحالفات التي كونها مع عدة شركات مصرية، مثل مجموعة السويدي وحسن علام ومجموعة أوراسكوم وغيرهم في حزم استثمارية والانطلاق إلى الأسواق الإفريقية، حيث إن دخول هذه الدول تحت مظلة تحالفات استثمارية سيعظم قيمة الفرص المتاحة ويقلل المخاطر الحالية.

وأوضح أن معظم الفرص تتركز في مجالات البنية التحتية، وبعض الأسواق بحاجة لاستيراد كهرباء إلى جانب بناء محطات أيضًا.

أكثر من 5 مستثمرين مصريين وإقليمين وأجانب اجتازوا المرحلة الأولى من المنافسة على مجمع التحرير.. وإعلان الترسية نهاية الشهر المقبل

وفيما يتعلق بتطورات طرح مبنى مجمع التحرير على المستثمرين، قال سليمان إن هناك أكثر من 5 مستثمرين مصريين وإقليمين وأجانب اجتازوا المرحلة الأولى من المنافسة على مجمع التحرير، ومن المنتظر التقدم بالعروض الفنية خلال الفترة الحالية، وتوقع إعلان الترسية بنهاية شهر أغسطس أو بداية شهر سبتمبر على أقصى تقدير.

وحول تطورات البروتوكول الموقع بين صندوق مصر السيادي وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، قال سليمان إن الصندوق أوشك على الانتهاء من إعداد بيانات الفحص النافي للجهالة لشركتي صافي والوطنية للبترول. وتابع: «نستعد لإطلاق المرحلة التالية من طرح الشركتين فور الانتهاء من إعداد بيانات الفحص النافي للجهالة الخاص بهما، وأتوقع أن ننتهي من الترسية قبل نهاية العام الجاري».

الرابط المختصر