رويترز _ قالت متحدثة باسم شركة “فلاي دبي” الإماراتية اليوم الأحد بعد أن دخلت حركة طالبان العاصمة الأفغانية إن الشركة ستعلق رحلاتها إلى كابول اعتبارا من يوم غد الاثنين.
وذكرت المتحدثة أن طائرة كانت متجهة إلى كابل عادت اليوم الأحد إلى دبي قبل أن تصل العاصمة الأفغانية، مضيفة أنه سيتم تعليق الرحلات حتى إشعار آخر.
وأعلنت “طالبان” اليوم الأحد أنها حاصرت بالكامل كابل، ونقلت “رويترز” عن مسؤول في “طالبان” قوله إن الحركة تسمح لمطار كابول بمواصلة عمله.
ودخل مقاتلو حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول اليوم الأحد، وقالوا إنهم يتوقعون تسلّم السلطة في غضون أيام، متعهدين بتخفيف مواقفهم الدينية السابقة، وذلك في الوقت الذي يواصل فيه الدبلوماسيون الأجانب وكثير من المواطنين الأفغان محاولات لمغادرة البلد.
وجرى نقل الدبلوماسيين الأمريكيين من سفارتهم باستخدام طائرات هليكوبتر، وذلك في أعقاب نجاحات خاطفة حققتها حركة طالبان التي أطاحت بها الولايات المتحدة من الحكم قبل 20 عاما في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية لرويترز إن طالبان تتقدم “من جميع الجهات”.
ولم ترد تقارير عن قتال.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان إن الحركة تجري محادثات مع الحكومة المدعومة من الغرب من أجل تسليم كابول سلميا.
وجاء في بيان الحركة أن “مقاتلي طالبان في وضع الاستعداد على جميع مداخل كابول لحين الاتفاق على انتقال السلطة سلميا وبشكل مرض”.
وبينما تجمع مقاتلو طالبان حول المدينة، قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية إن علي أحمد جلالي، الأكاديمي المقيم في الولايات المتحدة ووزير الداخلية الأفغاني السابق، من المرجح تعيينه رئيسا للإدارة المؤقتة في كابول.
وتحاول طالبان، التي عُرفت خلال حكمها السابق بإبعاد الفتيات عن المدارس وتطبيقها لمفهوم متشدد للشريعة الإسلامية، إظهار وجه أكثر حداثة فيما يبدو.
وقال سهيل شاهين، وهو متحدث آخر باسم طالبان، إن الحركة ستحمي حقوق المرأة وحريات الوسائل الإعلام والعمال والدبلوماسيين.
وتابع قائلا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “نطمئن الناس خاصة في مدينة كابل على أن أملاكهم وأرواحهم في أمان”، مضيفا أن من المتوقع نقل السلطة في غضون أيام.
أصاب تقدم طالبان بسهولة العالم بالصدمة، خاصة وأن الولايات المتحدة وغيرها من الدول أنفقت مليارات الدولارات على بناء قوات حكومية أفغانية محلية.
وقبل أسبوع واحد فقط، ذكر تقرير للمخابرات الأمريكية أن العاصمة الأفغانية بوسعها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل.
ولم يصدر الرئيس أشرف غني تعليقا على الوضع حتى الآن. وذكر مسؤول بالقصر الرئاسي أن الرئيس يجري محادثات عاجلة مع مبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف شمال الأطلسي.
وقال عبد الستار ميرزاكوال القائم بأعمال وزير الداخلية في تغريدة بثتها قناة طلوع الإخبارية إن السلطة ستُسلم إلى إدارة انتقالية. وقال دون الخوض في التفاصيل “لن يكون هناك هجوم على المدينة، وجرى الاتفاق على أن يكون التسليم سلميا”.
وتحدث مكتب القصر الرئاسي الأفغاني على تويتر عن سماع دوي إطلاق نار في عدد من النقاط بالعاصمة لكنه قال إن قوات الأمن تسيطر على المدينة بالتنسيق مع شركاء دوليين.
وقال سكان أن العديد من شوارع كابول يعج بالسيارات وإن الناس يحاولون إما العودة إلى منازلهم سريعا أو الوصول إلى المطار.
وقال أحد السكان لرويترز عبر الهاتف “البعض ترك المفاتيح في السيارة وبدأ يسير على قدميه إلى المطار”. وأضاف “الجميع يعودون إلى منازلهم خوفا من القتال”.
وتدفق الأفغان على كابول خلال الأيام الماضية، فرارا من أقاليمهم، خوفا من عودة الحكم الإسلامي المتشدد.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، شوهد لاجئون من أقاليم تسيطر عليها طالبان ينزلون متعلقاتهم من سيارات أجرة وأسر واقفة أمام بوابات السفارات في حين اكتظ وسط المدينة بأناس يرغبون في شراء الإمدادات لتخزينها.
طائرات الهليكوبتر في السفارة
قال مسؤولون أمريكيون إنه جار نقل الدبلوماسيين بطائرات هليكوبتر من السفارة في منطقة وزير أكبر خان المحصنة إلى المطار. وأُرسل المزيد من القوات الأمريكية للمساعدة في الإجلاء بعد نجاحات طالبان التي جعلتها على أعتاب كابول في غضون أيام.
وقال مسؤول أمريكي إن الأعضاء “الرئيسيين” في الفريق الأمريكي يباشرون عملهم من مطار كابول. وذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.
وفي وقت سابق يوم الأحد، سيطرت طالبان على مدينة جلال اباد الشرقية مما منحها السيطرة على أحد الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان. وسيطر مقاتلو الحركة أيضا على معبر تورخم الحدودي القريب مع باكستان ليصبح بذلك مطار كابول هو السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان ولا يزال في قبضة الحكومة.
وقال مسؤول أفغاني في جلال اباد لرويترز “لا توجد اشتباكات حاليا في جلال اباد لأن الحاكم استسلم لطالبان…فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين”.
وأظهر مقطع مصور وزعته طالبان أناسا يهللون ويكبرون مع دخول شاحنات المدينة وعلى متنها مقاتلون يرفعون الأسلحة الآلية ورايات الحركة الإسلامية.
ومع سحب القوات التي تقودها الولايات المتحدة معظم قواتها المتبقية الشهر الماضي، تسارعت حملة طالبان في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأمريكيين بطريقة “منظمة وآمنة”. وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.
قالت طالبان إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني.
وقال بايدن إن إدارته أبلغت مسؤولي طالبان خلال محادثات في قطر بأن أي تحرك يضع الأمريكيين في خطر “سيواجه برد عسكري أمريكي سريع وقوي”.
ويواجه بايدن انتقادات متزايدة في الداخل مع سيطرة طالبان على المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى بوتيرة أسرع مما كان متوقعا لكنه دافع عن خطة الانسحاب التي بدأها سلفه دونالد ترامب لإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية بأفغانستان بحلول 31 أغسطس.
وقال بايدن يوم السبت “الوجود الأمريكي بلا نهاية وسط صراع أهلي ببلد آخر غير مقبول عندي”.