حابي – التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، يانوش أدير، رئيس جمهورية المجر، في مقر القصر الرئاسي ببودابست، وذلك في إطار اليوم الثاني للزيارة الرسمية للمجر.
وأقيمت للرئيس السيسي مراسم الاستقبال الرسمي، وعُزف السلامين الوطنيين واستعرض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، بأن الرئيس السيسي أجرى مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة مع رئيس المجر.
وأشار رئيس الجمهورية بعلاقات الصداقة المصرية المجرية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معربا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات المجرية في مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس المجري أعرب عن تقدير بلاده لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الصديقين.
كما أشاد الرئيس المجري بالتجربة التنموية الناجحة التي تشهدها مصر حاليا بقيادة الرئيس السيسي في جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها.
وأكد حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في المجالات كافة من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
وأكد الرئيس السيسي من جانبه أن الاستثمارات والصناعات المجرية لديها فرصة كبيرة حاليا للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الإفريقية، خاصةً في ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية.
كما أكد الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع المجر وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
وأشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الجاري بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية وإدارتها، خاصةً ما يتعلق بمحطات معالجة المياه، وذلك في ضوء الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة لدى المجر في هذا المجال.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن المباحثات تناولت عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية، والأوضاع في أفغانستان، والجهود المشتركة للتصدي لتداعيات جائحة كورونا.
وأضاف أن المناقشات عكست تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات.
وأشاد الرئيس المجري، في هذا الإطار، بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.
كما تبادل الجانبان الرؤى بشأن جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على المستويات كافة، في حين أشاد الرئيس المجري بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب.
كما تطرقت المباحثات إلى التطورات الجارية في قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة؛ استنادا إلى قواعد القانون الدولي والبيان الرئاسي لمجلس الأمن في هذا الشأن.
وأعرب الرئيس المجري عن تفهم بلاده التام لموقف مصر وأهمية مياه النيل بالنسبة لها، مؤكدا أن تسوية هذه القضية من شأنها تعزيز الاستقرار بالمنطقة بالكامل.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن تطورات عملية السلام، حيث ثمن الرئيس المجري التحركات المصرية الأخيرة في هذا الصدد، والتي أفضت إلى تحقيق وتثبيت الهدوء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المصرية لاعادة إعمار غزة.