مجد الدين المنزلاوي: الإنتاج المحلي لن يتضرر من التسعيرة الموحدة للطاقة

بكر بهجت _ قال المهندس مجد الدين المنزلاوي، رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة طيبة للصناعات الهندسية، إن الصناعة المحلية تواجه عدة تحديات، منها أسعار الطاقة والتي شهدت تغيرات عدة على مدار السنوات الماضية، وأصبح القطاع الصناعي أكثر مرونة لاستيعابها والتعامل معها، ما يعني أن الإنتاجية لن تتضرر بالقرارات الأخيرة.

قرارات زيادة أسعار الغاز كانت متوقعة مع التضخم العالمي

وأضاف رئيس لجنة الصناعة بجمعية رجال الأعمال ورئيس مجلس إدارة مجموعة طيبة للصناعات الهندسية، في تصريحات لجريدة «حابي» أن التسعيرة الموحدة للغاز وبيعه للقطاع الصناعي، هي الحل المثالي الذي يجب استمرار العمل به، ومواكبة الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أن أي دعم لأسعار الطاقة للمصانع المحلية بهدف التصدير يستفيد منه في المقام الأول المستهلك في الخارج، حيث أن جميع المصانع التي كانت تحصل على أسعار طاقة مدعمة كانت توجه إنتاجها للخارج في ظل قدراتها التنافسية المرتفعة.

وتابع أن ذلك التوجه يؤثر على المعروض في الأسواق المحلية وبالتالي ترتفع أسعار بيعه، ما يعني أن المستهلك في الخارج استفاد من الدعم الموجه للتكلفة بينما لم يستفد منه المستهلك في مصر، مشيرًا إلى أن الارتفاع الحالي في التكلفة هو وضع تتساوى فيه الأسواق الخارجية كافة، وبالتالي فإن تأثر الصادرات به أمر غير منطقي لأن الزيادة السعرية ستكون قريبة من بعضها.

وأوضح أن المصانع يمكنها دائمًا التعامل مع تغيرات أسعار التكلفة من خلال التحديثات المستمرة التي تقوم بها للآلات والمعدات إلى جانب البحث دائمًا عن مدخلات الإنتاج التي من شأنها خفض التكلفة، موضحًا أن ذلك ظهر واضحًا خلال الفترة التي تزامنت مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي والتي كان أكثرها تأثيرًا تحرير سعر الصرف في نوفمبر عام 2016، وهو ما نجحت الأسواق في امتصاص تبعاته وتمكنت الشركات من التكيف معه.

وأشار إلى أن الصناعات الهندسية من أكثر القطاعات التي ترتبط مصانعها باستيراد خامات من الخارج، وهو ما ظهرت تأثيراته خلال الفترة الماضية، مؤكدًا أن هناك العديد من الملفات التي يجب التركيز عليها من قبل الحكومة خلال الفترة الحالية، ويأتي في مقدمتها الرسوم التي يتم فرضها على معاملات القطاع الاستثماري.

التكامل داخل القطاع الصناعي يرفع قدرات مواجهة متغيرات السوق

وأشار إلى أن التكامل داخل القطاع الصناعي سيزيد من قدرة القطاع على مواجهة متغيرات السوق، وهو ما نادت به اللجنة بالتعاون مع اتحاد الصناعات وجهات مجتمع الأعمال كافة، وذلك بين الشركات الكبيرة التي تحتاج إلى مكونات وصناعات مغذية، والشركات الصغيرة والمتوسطة التي ستقوم بتصنيع هذه المكونات، والحكومة باعتبارها الأداة التنفيذية والتحفيزية لهذه الشركات للقيام بما هو مطلوب.

وفيما يتعلق بملف التنافسية أكد المنزلاوي في تصريحات سابقة لجريدة «حابي» أن هناك العديد من الدول الشقيقة باتت تتمتع بقدرة تنافسية عالية نظرًا لاهتمامها بالصناعات المغذية، والاعتماد على مراكز بحثية تكنولوجية متطورة، وذلك على الرغم من أن تاريخ الصناعة المحلية أقدم بكثير من هذه الدول، ولذلك وجب التحرك سريعًا نحو تعميق الصناعة الوطنية بما يضمن تحقيق المستهدفات على مستوى الأداء الاقتصادي.

ولفت إلى أن جمعية رجال الأعمال اتخذت خطوات نحو تحقيق هذا المفهوم، وتم عقد مناقشات واجتماعات مع كل الأطراف المعنية، سواء المصنعين أو الحكومة، بل واتجهت أيضًا إلى إبرام تعاقدات مع بعض الجامعات المصرية على رأسها جامعة عين شمس، للاستفادة من رسائل الدرجات العلمية للخريجين وتوجيهها في عمليات الابتكار للمجتمع الصناعي.