فرانس برس _ دعت المفوضية الأوروبية الأربعاء دول الاتحاد الأوروبي إلى التفكير منذ الآن في فرض إلزامية التطعيم ضد وباء كوفيد-19، فيما تواصل متحورة فيروس كورونا أوميكرون انتشارها في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي دفع الدول إلى فرض قيود جديدة على السفر.
وفي السياق، قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي حول الوباء ومتحورة أوميكرون الشديدة العدوى “هذه مناقشة يجب باعتقادي إجراؤها”، مشيرة أيضا إلى تسريع إنتاج النسخة المخصصة للأطفال من لقاح فايزر/بايونتيك وأن الجرعات ستكون متاحة في الاتحاد الأوروبي في 13 ديسمبر، بعد أن سمحت الهيئة الناظمة بإعطاء اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما.
والخميس، أفادت قناة “بي.إف.إم” التلفزيونية نقلا عن هيئة الصحة الفرنسية أنه تم تسجيل إصابة أولى بمتحورة أوميكرون في منطقة باريس إيل دو فرانس الكبرى. وأضافت أن المصاب عاد مؤخرا من نيجيريا.
وتخطط النمسا لفرض إلزامية التطعيم كما تفكر ألمانيا بأن تطرح مشروع قانون بهذا المعنى على البرلمان. وتفكر دول أخرى بذلك بينها جنوب أفريقيا على وجه الخصوص، لكن مقاومة هذا الاتجاه قوية.
وأمام هذه التطورات التي قد تهدد الانتعاش الاقتصادي، قالت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الأربعاء إن “الأولوية تظل لضمان إنتاج اللقاحات وتوزيعها بأسرع ما يمكن في جميع أنحاء العالم”.
وأنفقت الدول المتقدمة في مجموعة العشرين 10 ترليون دولار لحماية اقتصاداتها خلال الأزمة، في حين أن تطعيم كل سكان الكوكب لن يكلف سوى 50 مليارا، حسبما قالت كبيرة الاقتصاديين في المنظمة لورانس بون بأسف.
في نفس الإطار، أكدت أورسولا فون دير لاين أن العلماء يحتاجون إلى نحو 100 يوم لابتكار لقاح جديد ضد المتحورة أوميكرون.
أوروبا الأكثر تضررا
ومنذ أن أبلغت جنوب أفريقيا عن اكتشافها في 24 نوفمبر، أغلقت العديد من الدول حدودها في وجه تلك الدولة وجاراتها، مما أثار غضبها. لكن يعتقد أن أوميكرون بدأت بالفعل في الانتشار حول العالم قبل ذلك بكثير. فقد أبلغت السلطات الهولندية الثلاثاء أن لديها دليلا على أنها كانت تنتشر في هولندا في 19 نوفمبر.
كما تم رصد السلالة الجديدة في جميع القارات، لكن أوروبا التي كانت تواجه موجة جديدة من الوباء قبل ظهورها تبدو الأكثر تضررا منها. فبعد العديد من البلدان الأخرى، أعلنت النرويج عن أول أربع حالات الأربعاء، وكلها جاءت من جنوب أفريقيا.
ودفع ذلك دول القارة العجوز إلى تشديد القيود الصحية من جديد من خلال التفتيش على الحدود وحظر السفر إلى أفريقيا الجنوبية وجعل وضع الكمامة إلزاميا في وسائل النقل والمحلات التجارية في البرتغال والمملكة المتحدة، والتوصية بتلقيح الأطفال المعرضين للخطر في فرنسا.
وفي آسيا، سجلت اليابان التي أغلقت أبوابها أمام الأجانب حالتين من الإصابة بـ أوميكرون وطلبت الأربعاء من شركات الطيران تعليق الحجوزات الجديدة إلى أراضيها لمدة شهر، رغم أن منظمة الصحة العالمية قالت إن منع السفر لن يحول دون انتشار المتحورة.
بدورها، أعلنت كوريا الجنوبية الأربعاء عن أول خمس حالات بأوميكرون وشددت قيود السفر. كما سجلت نيجيريا، الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا، أول ثلاث حالات الأربعاء لدى أشخاص عائدين من جنوب أفريقيا.
وسجلت البرازيل بالمثل ثلاث حالات. وأبلغ عن أول حالة في السعودية، هي الأولى في الخليج، لدى سعودي عائد من شمال أفريقيا.
وفي مواجهة حالة الهلع المسيطرة، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس الثلاثاء إلى “الهدوء” وطلب من “كل الدول الأعضاء اتخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار”.
وقال جيبرييسوس إنه من المفهوم أن الدول تريد حماية مواطنيها “ضد متحورة لم نفهمها تماما بعد.. لكنني قلق أيضا لأن العديد من الدول الأعضاء تفرض تدابير شاملة لا تستند إلى أدلة وليست فعالة بحد ذاتها.. ولن تؤدي إلا إلى تفاقم انعدام المساواة” بين الدول.
موديرنا: انخفاض في فعالية اللقاحات
ومن الأخبار التي تبعث الأمل، أن لجنة خبراء صحيين مستقلين شكلتها الحكومة الأمريكية أوصت الثلاثاء بمنح عقار على شكل أقراص طورته شركة “ميرك” للعلاج من مرض كوفيد-19 ترخيصا بالاستخدام الطارئ في حالات محددة ولدى المعرضين لأخطار صحية مرتفعة. ويفترض أن تتخذ وكالة الأدوية الأمريكية القرار الأخير بهذا الصدد.
وفي حين يتساءل العالم عن الاستجابة المطلوبة لهذه المتحورة، توقع رئيس شركة موديرنا ستيفان بانسل “انخفاضا جوهريا” في فعالية اللقاحات الحالية ضد أوميكرون. وأشار إلى أن تطوير لقاح فعال في هذا الصدد سيستغرق أشهرا. إلا أن الكثير من المختبرات من بينها موديرنا وأسترازينيكا وفايزر/يايونتيك ونوفافاكس أعربت عن ثقتها في قدرة لقاحاتها على مكافحة المتحورة أوميكرون. كما أعلنت روسيا أنها تعمل على نسخة جديدة من لقاحها سبوتنيك.
لا وفاة بمتحور أوميكرون
وتثير أوميكرون القلق أكثر من أي متحورة أخرى منذ ظهور دلتا التي تبين أنها أشد عدوى من متحورات كوفيد-19 السابقة. وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن احتمال انتشار أوميكرون في العالم “مرتفع” وتقر بأن معلومات كثيرة ما زالت مجهولة عنها مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضدها وشدة الأعراض.
لكن ما يطمئن نوعا ما أنه لم يعلن حتى الآن عن أي وفاة مرتبطة بهذه المتحورة.
وفي جنوب أفريقيا، تعزى غالبية الإصابات الجديدة إلى أوميكرون وتتوقع الحكومة زيادة متسارعة في عدد الإصابات.
وفي المجمل، أودت الجائحة بحياة ما لا يقل عن 5 ملايين و214 ألف شخص منذ ظهورها نهاية 2019 في الصين، وفقا لإحصاء أعدته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى بيانات رسمية.