أسواق 2021.. محاولات للتعافي وسط صعوبات مستمرة

لم تقل مأساوية عن 2020

رويترز _ لم يقل ثاني أعوام فيروس كورونا المستجد مأساوية عن الأول. ففي الصين، شهدت أسواق الأسهم نزوحًا بما يساوي تريليون دولار من قطاعي التكنولوجيا والعقارات ثقيلي الوزن.

وعلاوة على كل ذلك، خرجت تركيا من عام 2021 بمعاناة كبيرة وصلت إلى حد الفوضى في سوق العملة.

E-Bank

كما شهد2021 انهيار الكثير من العملات المشفرة، وانهزمت صناديق التحوط أمام المتداولين الصغار، ورغم الاهتمام البالغ بالبيئة والتمويل الأخضر، إلا أن النفط والغاز كانا الرابحين الأكبر في 2021.

وفي الجانب المشرق من الصورة.. أضاف مؤشر MSCI العالمي المكون من 50 دولة أكثر من 10 تريليونات دولار، أو 20%، بفضل علامات التعافي من فيروس كورونا واستمرار حوافز البنوك المركزية، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 27%، في حين ارتفع مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 22%.

كما حققت البنوك الأوروبية أفضل عام لها منذ أكثر من عقد مع مكاسب بلغت 34%، لكن أسهم الأسواق الناشئة خسرت 5% بقيادة أسهم التكنولوجيا في الصين التي تراجعت بنسبة 30% بسبب تحركات الصين للحد من نفوذ هونج كونج.

قال تومي جارفي، عضو فريق إدارة الأصول في GMO، إن الأسهم الأمريكية اتسمت بالجنون، وإن معظم التقييمات في غالبية أنحاء العالم كانت باهظة الثمن أيضًا.

أسواق السلع

حاولت أسواق السلع الأساسية التعافي. حيث اجتهدت الاقتصادات الكبيرة المتعطشة للموارد في العالم للعودة إلى نوع ما من الوضع الطبيعي. تعتبر المكاسب بنسبة 50% و48% فيما يتعلق بالنفط والغاز الطبيعي هي الأفضل منذ خمس سنوات وتركت الأسعار أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.

سجل النحاس المعدني الصناعي مستوى قياسيًّا في أبريل وقفز ما يقرب من 25% للعام الثاني على التوالي. وشهد الزنك مكاسب مماثلة، بينما حقق الألومنيوم نحو 40% في أفضل عام له منذ عام 2009.

أسواق الأسهم

أدت الحملة التي شنتها الصين على شركاتها الكبيرة عبر الإنترنت، إلى جانب أزمة قطاع العقارات، إلى محو أكثر من تريليون دولار من أسواقها هذا العام.

تراجع سهم علي بابا، بنحو 50%. وانخفض مؤشر التنين الذهبي للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 42%، وأصبحت شركة إيفرجراند الصينية أكبر متخلف عن السداد في العالم، ما أدى إلى انهيار سوق السندات الصينية ذات العائد المرتفع أو “غير المرغوب فيها”، والتي خسرت ما يقرب من 30%.

وتمثل سندات شركات العقارات 67% من مؤشر ICE الصيني ذي العائد المرتفع.

حذر ساليش لاد رئيس مديري الاستثمار في AXA من أنه إذا استمرت مبيعات المنازل في الانخفاض بالمعدل الذي هي عليه في الوقت الحالي، فإنه من الممكن وبسهولة توقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في الصين بنسبة 1% أخرى.

ارتفعت GameStop بنحو 2500%، لكنها ستنهي العام على ارتفاع 700%. كما ارتفعت AMC Entertainment، بنحو 1200 % لهذا العام، على الرغم من أنها ارتفعت بنسبة تصل إلى 3200 % في أوائل يونيو.

وتعافت تسلا، عميد قطاع السيارات الكهربائية من الانزلاق الذي مرت به في وقت مبكر من العام. لكن الصناديق أو الأسهم الأخرى المرتبطة بالابتكار – مثل ARK Innovation Fund وبعض أسهم الطاقة الشمسية، وأسهم BioTech وشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة أو SPACs – انخفضت 20% إلى 30%.

أسواق السندات

في المقابل.. من المرجح أن تتكبد سندات الخزانة الأمريكية -المعيار العالمي لمستثمري الديون الحكومية- خسارة بنحو 3%، وهي أول نتيجة حمراء منذ عام 2013، بينما انخفضت السندات الألمانية بنحو 9% اعتبارًا من 22 ديسمبر.

على الجانب الإيجابي، حققت المجموعة الأكثر خطورة من سندات الشركات “غير المرغوب فيها” -تلك المصنفة CCC وما دونها- نحو 10% في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

كما حققت السندات المرتبطة بالتضخم أداءً جيدًا أيضًا مرتفعة بنسبة 6%، وصعدت السندات المقومة باليورو 6.3%، وصعدت البريطانية 3.7%.

أصبح ارتفاع التضخم مصدر قلق كبير للمستثمرين في عام 2021 حيث عطل الوباء سلسلة التوريد العالمية وجعل من الصعب تلبية الطلب على كل شيء من الرقائق الدقيقة إلى رقائق البطاطس.

مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته منذ الثمانينيات، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه سينهي مشترياته من السندات في عصر الوباء في وقت أقرب مما كان متوقعًا في السابق، وأصبح بنك إنجلترا أول بنك مركزي لمجموعة السبع يرفع أسعار الفائدة منذ تفشي فيروس كورونا.

ومن المتوقع أن تحذو البنوك المركزية الرئيسية الأخرى نفس الحذو في العام المقبل، لكن بعض الأسواق الناشئة الرئيسية حققت تقدمًا جيدًا بالفعل في هذه العملية.

كان أداء السندات الحكومية بالعملة المحلية في الأسواق الناشئة سيئًا أيضًا، حيث خسرت 9.7%. في حين كان أداء السندات المقومة بالدولار أفضل قليلًا، لا سيما في البلدان التي تنتج النفط، لكن مؤشر جي بي مورجان للعملات في الأسواق الناشئة، والذي يستبعد اليوان الصيني، تراجع بنسبة 10% تقريبًا.

قال جيف جريلز، رئيس ديون الأسواق الناشئة في شركة Aegon Asset Management: “كانت الصين هي القصة الضخمة لهذا العام”، مضيفًا أن العام المقبل من المرجح أن يدور حول مدى سرعة ارتفاع أسعار الفائدة ومدى توقف النمو.

العملات المشفرة

قد تبدو قفزة بيتكوين التي تقترب من 60% تافهة مقارنة بارتفاع العام الماضي بنسبة 300%، لكن جاء ذلك على الرغم من الإجراءات الصارمة الصينية في مايو والتي أدت إلى انخفاض سعر العملة المشفرة إلى النصف تقريبًا.

وارتفع Dogecoin، وهو رمز رقمي تم إطلاقه في عام 2013 باعتباره عرضًا مزاحمًا لعملة بيتكوين، بأكثر من 12000% من بداية العام إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في مايو، قبل أن ينخفض بنسبة 80% بحلول منتصف ديسمبر.

 

الرابط المختصر