رويترز: لبنان يبدأ محادثات مع صندوق النقد الدولي يوم الاثنين
الحكومة اللبنانية تأمل في التوصل لاتفاق مبدئي للحصول على دعم مالي في يناير أو فبراير
وكالات – قال مصدر حكومي لرويترز إن مسؤولين لبنانيين سيبدأون محادثات مع صندوق النقد الدولي بعد غد الاثنين.
كما أبلغ متحدث باسم صندوق النقد رويترز بأن فريقا من الصندوق سيبدأ محادثات عبر الإنترنت مع السلطات اللبنانية في ذات الموعد.
كانت الحكومة اللبنانية قالت إنها تأمل التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصندوق للحصول على دعم مالي في يناير أو فبراير.
ويواجه لبنان أزمة مالية غير مسبوقة ويُمثل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي السبيل الوحيد للحصول على مساعدة.
مصرف لبنان
وواصل مصرف لبنان السماح للبنوك التجارية بشراء أي كمية من الدولارت بسعر منصة الصيرفة التابعة له وذلك في سياق الاجراءات التي يعمل عليها البنك لدعم الليرة والتي دأبت على تحديد أسعار أفضل لليرة من أسعار السوق الموازية.
وأدى تدخل البنك المركزي في سوق العملات خلال الفترة الماضية إلى صعود قيمة الليرة اللبنانية إلى نحو 23 ألف ليرة للدولار، ارتفاعا من 34 ألف ليرة في وقت سابق هذا الشهر.
لكنها لا تزال أقل بأكثر من 90% من مستواها في 2019، قبيل الأزمة المالية التي دفعت بأغلبية اللبنانيين إلى صفوف الفقراء.
فيما تعرضت سياسة الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان المركزي لانتقادات عديدة باعتبار السياسية غير مستدامة، وستؤدي إلى استنفاد الاحتياطيات المحدودة من الدولار لدعم سعر الصرف.
مفاوضات لبنان وصندوق النقد الدولي
قال الصندوق في ديسمبر الماضي إنه يقيّم 69 مليار دولار أعلنها مسؤولون لبنانيون خسائر في النظام المالي في البلاد.
وتسببت الخلافات في لبنان حول حجم الخسائر وكيفية توزيعها في انهيار المحادثات مع صندوق النقد في عام 2020.
ورفض المصرف المركزي والبنوك والنخبة السياسية الأرقام التي تضمنتها خطة حكومية، دعمها صندوق النقد آنذاك، بشأن هذه الخسائر.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في سبتمبر الماضي، إن خطة الانتعاش المالي التي تضعها حكومته ستتضمن توزيعا عادلا للخسائر التي مني بها النظام المالي لكن الحكومة لم تجتمع منذ أكتوبر.
وانهار النظام المالي اللبناني في عام 2019 بعد عقود من الفساد والهدر في الدولة وتحت وطأة طرق التمويل غير المستدامة.
وكان ذلك نتيجة تباطؤ تدفقات العملة الصعبة إلى النظام المصرفي الذي أفرط في إقراض الحكومة.
وتقول مصادر سياسية لرويترز إن العديد من الإصلاحات التي قد يطالب بها صندوق النقد الدولي، ومنها خفض الدعم وتوحيد أسعار الصرف المتعددة في النظام المالي اللبناني الذي تشوبه الفوضى، قد أصبحت حقيقة واقعة مع شح العملة الصعبة.
موازنة لبنان 2022
ستعقد الحكومة اللبنانية اجتماعا بعد غد الاثنين لمناقشة موازنة 2022 لكن لم يتم الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بخطة الانتعاش.
وقال مصدر لرويترز إن لبنان سيطبق سعر صرف يتراوح بين 15 و20 ألف ليرة للدولار للنفقات التشغيلية في مشروع موازنة عام 2022 التي يُتوقع أن تبلغ نسبة العجز فيها 20.8%.
هذا واشتملت نسخة من مشروع الموازنة اطلعت عليها رويترز على إيرادات متوقعة قيمتها 39.15 تريليون ليرة وإنفاق متوقع بقيمة 49.42 تريليون ليرة.
وقال المصدر إن المسودة لم تحدد سعر الصرف بسبب تطبيق عدة أسعار صرف في لبنان. وتضمن مشروع الموازنة سُلفة لمؤسسة كهرباء لبنان بحد أقصى 5.25 تريليون ليرة. ووفقا للمسودة فإن السلفة ستُقدم لتسديد عجز مشتريات الوقود وتسديد فوائد وأقساط القروض.