محمد أبو باشا: تكافل وكرامة حلقة الوصل في تحول منظومة الدعم مستقبلا
توسيع قاعدة المستفيدين يزيد ثقة المواطنين ويساعد على التخلي عن الدعم السلعي
إسلام سالم _ قال محمد أبو باشا، كبير المحللين الاقتصاديين ونائب رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرميس، إن المواطنين اعتادوا على الدعم العيني بشكل كبير، خاصة أن المواطن يضمن الكمية والأحجام لأي سلعة أو منتج يحصل عليه، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما يكون هناك تخوف لدى المواطنين بشأن الدعم النقدي، من حيث احتمالية عدم كفاية أموال الدعم لشراء نفس الكميات التي يحصل عليها في الدعم العيني.
وأكد أبو باشا لجريدة «حابي» أن الدعم النقدي له عدة مميزات ودور كبير في القضاء على أي نوع من أنواع تسرب الدعم، كما أنه يغلق أي باب للفساد أو السرقات للسلع والمنتجات.
المواطنون اعتادوا على الدعم العيني لضمان كمية وأحجام السلع
وعن النظام الأنسب للتطبيق في مصر، أوضح كبير المحللين الاقتصاديين ونائب رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرميس، أن الدعم العيني هو الأنسب للتطبيق خلال الفترة الحالية على الأقل، خاصة مع استمرار تقنين عملية منح الدعم الذي نفذته وزارة التموين من حيث الأعداد لكل سلعة أو الأوزان فيما يتعلق بحجم رغيف الخبز، إضافة إلى عملية تنقية البطاقات التموينية من غير المستحقين.
وكانت وزارة التموين قد قررت في أغسطس 2020، تثبيت سعر رغيف الخبز عند 5 قروش لأصحاب بطاقات التموين، مع تخفيض وزن الرغيف من 110 إلى 90 جرامًا، كما أصدرت قرارًا آخر يوليو 2021، بصرف كيلو أرز للبطاقة التي يقل عددها عن 4 أفراد، و2 كيلو أرز لأكثر من 4 أفراد، وبحد أقصى 4 عبوات زيت 800 مل جرام أو 1 كيلوجرام على البطاقة التموينية أيًّا كان عدد أفرادها، و2 كيلو سكر لكل فرد مقيد على بطاقة التموين.
وشدد أبو باشا، على صعوبة وجود نحو 70 مليون مواطن يحتاج لدعم البطاقات التموينية وبنفس الدرجة، مؤكدًا أنه من الضروري أن تشهد البطاقات التموينية عملية تنقية لتحديد المستحقين والأكثر احتياجًا.
ونوه إلى أن برنامج الدعم «تكافل وكرامة» سيكون عبارة عن حلقة الوصل في عملية التحول من الدعم العيني إلى النقدي مستقبلًا من خلال توسيع قاعدة مستحقيه والوصول لشرائح أكثر، مؤكدًا صعوبة تنفيذ التحول من الدعم العيني الذي استمر 60 أو 70 عامًا دفعة واحدة.
يمكن الاستعانة بالتجربة البرازيلية في بحث ودراسة السيناريوهات المناسبة للدعم في مصر
وعن أبرز التجارب الدولية في هذا الشأن أشار محمد أبو باشا، إلى أن دولة البرازيل من أشهر الدول التي طبقت نظام الدعم النقدي المشروط في قطاعات الصحة والتعليم، وكان برنامج دعم كبيرًا للغاية ومؤثرًا، ومن الممكن أن تساعد التجربة البرازيلية عند بحث ودراسة السيناريوهات المختلفة للدعم في مصر.
ولفت إلى أنه رغم صعوبة التحول من الدعم السلعي إلى النقدي، إلا أن توافر الأموال في أيدي المواطنين سيمكنهم من توجيه تلك الأموال في الأماكن التي تحتاجها كل أسرة، فهناك شخص يرى أن احتياجاته خلال الفترة الحالية شراء ملابس وآخر يرى أنه يحتاج لشراء غذاء، وبالتالي فيمكنه اختيار أوجه الصرف المناسبة.
الدعم النقدي يقضي على التسرب ويغلق أي باب للفساد أو السرقات
وأكد أن تفعيل برنامج تكافل وكرامة بشكل أوسع سيساهم في تعزيز ثقة المواطنين بشأن الدعم النقدي تدريجيًّا، وبالتالي سيمكن من تنفيذ عملية التحول بعدما يطمئن المواطن على كفاية أموال الدعم في تلبية احتياجاته.