أحمد رضوان يكتب.. تسلم العين اللي حبت

بقلم أحمد رضوان رئيس تحرير جريدة حابي _ من بين أغاني الأم، تظل أغنية «دعوتي في الفجر ياما» هي الأقرب إلى قلبي لحنًا وكلمات وأداء، تعلمت عزفها على العود، ومع كل عيد أم، أتدرب عليها استعدادًا للعبها أمام «ست الكل»، ثم يمنعني كسوف الطفل، فأرجئ كل ما خططت له، متمنيًا هزيمة هذا الكسوف في عام آخر.

«دعوتي في الفجر ياما.. تسلمي لي في كل ضمة». مهما دعوت لأمي، فلن أبلغ بركة وجمال دعائها لي، هي تملك مفاتيح ومفردات لا تخطر على بال أحد، ساحرة في اختيار الدعاء المناسب في وقته المناسب، أمر غريب وخارق للعلوم، كيف شعرت بحاجتي الآن لدعاء يزيدني صبرًا، أو يحفظ فرحتي، أو يبعد عني قلقًا، أو يحفظ من أحب من مكروه أصابه، أو ينير قلبي للمفاضلة بين أمرين يختصمان به.

E-Bank

«تسلم العين اللي حبت.. تسلم الإيد اللي ربت.. يسلم القلب اللي سمى». أستلهم من أمي حبها ونصائحها اللطيفة التي ملأت حياتي، إذا كان أبي علمني الوقوف بقوة أمام الأزمات، وأن أتحمل نتائج فعلي وقدري بصدر رحب ورضا وثقة المؤمن، فقد علمتني أمي التحوط والاستعداد المبكر لتقلب الأيام، علمتني أن هناك أمرًا ما مؤجلًا سأحتاج التدبير له من اليوم، علمتني القناعة والسعادة بما في يدي، علمتني هي وأبي كل جميل.

«من آلامك كنت أنا وكانت سعادتي.. وابتسامك كان شفايا وكان إرادتي». لا أشك في أن أمي تحملت الكثير من الآلام والمتاعب من أجلي وإخوتي، ودون أن نعرف، والله لا أذكر أنه سبق وأن تحدثت معنا عن أي من متاعبها، لم تكن من هؤلاء اللاتي يتحدثن ويكررن على مسامع أبنائهن يومًا بعد آخر ومع كل فرصة، أوجاع وصعاب التربية، لم تتحدث يومًا عن تضحياتها الكبيرة أو أحمالها غير العادية، كانت عكسهن تمامًا، صابرة وحنونة.. وهل يخلو قلب أي أم من الألم؟

«وبعلامك ابتدى خطي يخطي.. والحياة جوايا شبت». هي الحياة ولا تحلو الحياة إلا بها، هي العلم كل العلم، هي الخط والخطوات والشباب والشيب، هي كل الأشياء وأحلاها، هي عيني وقلبي ووجداني، هي الصورة في الشعر، والبلاغة في الخطاب، والعنوان في الخبر، والمقام في الأغنية، والدليل في الرحلة، هي ست النساء وكل النساء.

تابعنا على | Linkedin | instagram

«علميني. ده الوفا في الحب طبعك. وارفعيني. نبض قلبي راح يتابعك. طمنيني. واحضنيني بعطف نبعك. لو رياح الصعب هبت. تسلم الإيد اللي حبت. تسلم الإيد اللي ربت.. يسلم القلب اللى سمى».

الرابط المختصر