عبير لهيطة: التوازن بين العمل والأسرة تحد كبير لا يستهان به
المرأة هي المسؤول الأول عن الالتزامات الأسرية بالمجتمعات الشرقية.. والعمل بالقطاع الخاص يستهلك أغلب اليوم
إسلام سالم _ قالت عبير لهيطة، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات النقل- إيجيترانس، إن التحديات التي تواجه المرأة بسوق العمل متعددة، يتمثل أبرزها في كيفية تحقيق التوازن بين عملها وأسرتها، خاصة أن المرأة ما زالت في المجتمعات العربية والشرقية تمثل المسؤول الأول عن الأسرة، من حيث القيام بالأعمال المنزلية ومتابعة دراسة أولادها وغيرها من هذه المسؤوليات.
وأضافت لهيطه لجريدة حابي: “هذا تحدٍّ كبير لا يستهان به خاصة في ظل تغير شكل العمل، والذي لم يعد مرتبطًا بساعات محددة وتحديدًا في القطاع الخاص، حيث من الممكن أن يستهلك جزءًا كبيرًا من ساعات اليوم”.
عدم المساواة في الأجور وفرص تولي المناصب الإدارية عقبات مؤثرة.. والرجال تهيمن على قطاع النقل
وأكدت أن المرأة ما زالت تعاني من عدم المساواة في الرواتب والأجور مع الرجل، وكذلك عدم تكافؤ الفرص بين الجنسين في الترقي للمناصب وخاصة الإدارية منها، إضافة إلى أن النظرة العامة للمجتمع وإن كانت تغيرت عن الماضي، لكنها ما زالت تضع عمل المرأة بالأساس محل نقاش مجتمعي.
وأوضحت أن عمل المرأة في قطاع النقل واللوجيستيات، يتسم بوجود تحديات أكبر بكثير، وذلك على مستوى العالم أجمع وليس المجتمعات العربية أو الإفريقية والشرقية، مشيرة إلى أن الرجال تهيمن بشكل كبير على فرص العمل بقطاع النقل الا فيما ندر.
وأرجعت ذلك للمجهود الكبير الذي يحتاجه العمل بهذا القطاع، والذي يتسم بارتفاع عدد العمالة والتي غالبًا ما تكون من الرجال، في ظل كونه عملًا شاقًّا حتى على صعيد إصدار التوجيهات واتخاذ القرارات، لافتة إلى أن العمل بقطاع النقل يعتمد بشكل أساسي على نظام الورديات، ويتطلب عدد ساعات عمل كبيرًا، كما يحمل الكثير من المخاطر.
السياسة والاقتصاد والصناعات الثقيلة والأمن مجالات تناضل المرأة لتأخذ مكانة كبيرة بها
وأكدت لهيطة أن أسواق العمل تأثرت بأكملها بأزمة كورونا وما نتج عنها من آثار سلبية على كل المستويات والقطاعات، إلا أنها بالطبع كانت أكثر تأثيرًا على بعض الفئات، منها صغار العمال غير المنتظمين، والذين يبلغ عددهم نحو ملياري عامل، وتمثل المرأة جزءًا غير صغير منهم، خاصة في المجتمعات الفقيرة، ومنها دول إفريقية وبعض دول أمريكا اللاتينية وآسيا.
ونوهت إلى أن هذه الآثار السلبية تفاقمت على المرأة المعيلة التي تبلغ نسبتها في بعض البلاد نحو ثلث المجتمع، لافتة إلى أنه على مستوى العمالة المنتظمة والوظائف أيضا كانت المرأة هي الطرف الأضعف، وظهر ذلك في تقارير منظمة العمل الدولية التي كشفت عن انخفاض فرص عمل النساء بنسبة 5% عام 2020 مقارنة بالرجال والتي بلغت 3.9%..
وعن تقييم مناخ المنافسة بسوق العمل، قالت لهيطة “التنافس قيمة لا يمكن إغفالها في العمل سواء مع الرجل أو المرأة، ولعل المنافسة مع الرجل تأخذ أبعادًا أكبر نتيجة لشكل التربية التي يتلقاها كل منهما، فاذا كان التنافس في إطار إثبات الذات وتقديم الأفضل، فذلك يعد منافسة إيجابية يستفيد منها الطرفان، بينما التنافس مع المرأة، فأقل حدة ويأخذ بعد أكثر رغبة في التعاضد وإثبات أن المرأة قادرة على إنجاز المهام مثل الرجل.”
وأكدت أن كل فرق العمل سواء مكونة من رجال أو نساء تحمل إيجابيات وسلبيات، ولا يوجد وضع مثالي بينهما، مشيرة إلى أن الاختلاف يأتي من طبيعة الشخصية وما تؤمن به من مبادئ وما تتمتع به من قدرات وإمكانيات، وهذا الأمر ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء.
العمالة غير المنتظمة الأكثر تضررًا خلال الجائحة.. والآثار السلبية تفاقمت على المرأة المعيلة
وأضافت “يمكننا القول إن المرأة لا تقل عن الرجل في التمتع بالعديد من الصفات التي تساهم في نجاح مختلف الأعمال، فهي تتمتع بقدر كبير من المرونة، ولديها الاستعداد للعمل في ل الظروف، كما تحرص عادة على الالتزام بالقواعد واتباع الاألوب المباشر في أداء الأعمال، وهي كذلك مفاوضة لا يشق لها غبار، ولذلك تبرع جدًّا في عمليات التفاوض التي تشكل جزء كبير من الأعمال وابرام الاتفاقيات.. أما السلبيات، فمعظمها يرجع للضغوط المجتمعية التي تقع على المرأة، فهي لا تملك وقتها بالكامل”.
وشددت على أن المرأة حققت الكثير من المكاسب خلال السنوات الأخيرة على المستوى الاجتماعي، في ظل سعي الحكومات إلى تمكينها في كل المجالات الاقتصادية والسياسية، وتخصيص 25% من مقاعد مجلس النواب لها، علاوة على محاربة العنف والتميز ضدها من خلال إقرار العديد من القوانين.
وأكدت أن مطالب المرأة ما زالت كثيرة، ويجب أن تتضافر الجهود لتحقيقها، ومن أهمها وضع القوانين المنظمة لعمل المرأة بما يحقق المساواة في الأجور وتوفير تكافؤ الفرص بينها وبين زملائها الرجال، وكذلك تغير الثقافة المجتمعية تجاه المرأة بشكل عام، وعملها بشكل خاص، والسعي لتذليل العقبات أمام انطلاقها اقتصاديًّا وفي المستويات العليا، وعدم الاكتفاء بالشكل النمطي البسيط الذي ما زالت المرأة محصورة فيه.
ولفتت إلى أن طموحات المرأة لا حدود لها، وهناك بالتأكيد العديد من المجالات التي لم تدخلها بعد، أو التي دخلتها ولكن بنسب مازالت غير مرضية، ومن أهم هذه المجالات السياسة، والاقتصاد، والصناعات الثقيلة، والمجال الرياضي والأمني.
وقالت “ما زالت المرأة تناضل لتأخذ مكانة كبيرة بكل هذه المجالات، إلا أنها حققت الكثير في القطاعات الاجتماعية والفنية حتى الآن”.
وأكدت لهيطة أن لديها خططًا ومستهدفات كثيرة خلال العام الجاري، وكلها تصب في تجاه الارتقاء بأداء شركة إيجترانس والحفاظ على بصمتها في قطاع النقل واللوجيستيات، وكذلك المضي قدمًا في دعم الحوكمة والتكنولوجيا الرقمية، واكتشاف أسواق جديدة من خلال البلاد العربية والقارة الإفريقية.
وأشارت إلى أنه يتم العمل أيضًا على زيادة دعم المرأة في قطاع النقل من خلال توفير كل الفرص للترقي وتحقيق المساواة القائمة على التنافسية في العمل بين الجنسين.