غادة لبيب: الانضباط والالتزام الوظيفي والكفاءة وحسن الأداء.. واسطتها لبناء الثقة وتحقيق الإنجازات
النظرة السلبية وعدم تقبل بعض أفراد المجتمع لعمل المرأة وصراع الأدوار وتدني أجور النساء مقارنة بالرجال.. تحديات ما زالت قائمة
باره عريان _ أكدت غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي على عدم وجود عمل أو مجال دون تحديات.
ونوهت إلى أنه على الرغم مما تبذله الدولة المصرية وقيادتها السياسية الداعمة للمرأة من جهود كان لها أثرها في تحقيق المرأة لمكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية ظلت تطالب بها منذ زمن.
وأوضحت أن هناك مجموعة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ما زالت تواجه المرأة في سوق العمل بشكل عام، كالنظرة السلبية وعدم تقبل بعض أفراد المجتمع لعمل المرأة بسبب العادات والتقاليد السلبية، بالإضافة إلى معانتها من صراع الأدوار نتيجة التعارض أحيانًا بين متطلبات العمل والأسرة، لافتة إلى وجود بعض التحديات الأخرى مثل تدني أجور النساء مقارنة بالرجال، أو افتقار مكان العمل لوسائل الانتقال وللاستراحات الخاصة بالعاملات ولأماكن حضانة الأطفال.
المرأة المصرية قادرة على تخطي الأزمات وتدبير أمور أسرها
أما بالنسبة للتحديات التي تواجه المرأة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فقد أشارت إلى أنها من مجالات الــSTEM التي تتطلب قدرات ومجهودًا مستمرًّا، مما يضع المرأة أمام تحدٍّ للموازنة بين العمل والحياة، منوهه إلى أنها تلاحظ إقبالًا كبيرًا جدًّا من جانب الفتيات ربما يفوق الذكور للالتحاق بتلك التخصصات رغم ما تتطلبه من مجهود وقدرات صعبة، بل نجحت الكثير من الفتيات أيضًا في تحقيق نجاحات ملموسة خاصة في مجال البرمجة.
وأضافت لبيب أنه أصبحت هناك قيادات نسائية مؤثرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سواء في الجهات الحكومية أو الشركات المحلية والدولية العاملة في القطاع، وقالت: “الحمد لله كان لي الشرف أنني أول سيدة تتولى منصب نائب الوزير على مدار تاريخ الوزارة”.
وحول أثر أزمة وباء كورونا والاضطرابات الاقتصادية الحالية على المرأة بسوق العمل، نوهت إلى أن سوق العمل دائمًا حساس لأي أحداث أو أزمات، وبالفعل كانت جائحة كورونا محنة كبيرة تسببت في تسريح أعداد كبيرة من العمال سواء من الرجال أو النساء، كما أنها أسفرت عن تغير طبيعة العمل كتطبيق نظام العمل من بُعد، وهو ما منح المرأة فرصة كبيرة سواء فيما يتعلق بتسهيل التوازن بين متطلبات العمل والمنزل والحياة العائلية، وكذلك دعم فرصها في التدريب وبناء القدرات.
قيمة العمل وسط فريق سواء كان رجاليًّا أو نسائيًّا.. العنصر الأهم
وترى أن الاضطرابات الاقتصادية الحالية الناتجة عن الأزمات الدولية المتصاعدة كالأزمة الأوكرانية من شأنها التأثير على سوق العمل، خاصة فيما يتعلق بانخفاض القيمة الحقيقية للأجور وزيادة الضغوط الاقتصادية، إلا أن المرأة المصرية دائمًا قادرة على تخطي الأزمات وتدبير أمور أسرها.
وأكدت أن المنافسة تعد بمثابة قيمة أساسية في أي عمل حتى يكون للإنسان حافز للإنجاز، والحقيقة أن الدستور والقانون المصري كفلا هذا الأمر، سواء بين المرأة والرجل، أو المرأة والمرأة، ولكن من الناحية العملية أحيانًا نجد تحيزًا ضد المرأة بسبب نظرة قاصرة لدورها والمتوقع منها وهو ما يحرمها من حقوق ومميزات وظيفية، إلا أننا في الوقت ذاته نجد قيادات من الرجال تدعم المرأة وليس هناك مثال أوضح من دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرأة.
وخلال تجربتها الشخصية في ساحات العمل، أوضحت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أنها وجدت تشجيعًا ودعمًا من معظم رؤسائها الرجال، سواء كانوا مديرين أو وزراء أو رؤساء وزراء، وكان الانضباط والالتزام الوظيفي والكفاءة وحسن الأداء هم واسطتها لبناء الثقة وتحقيق الإنجازات.
الفريق النسائي تغلب عليه قيمة العمل الجماعي.. والفريق الرجالي أقل تعاونًا وجماعية
وفيما يخص مزايا وعيوب العمل مع فريق نسائي، أشارت إلى أن الأهم يكمن في قيمة العمل وسط فريق سواء كان رجاليًّا أم نسائيًّا، موضحة أن خبرة عملها بالقطاع الخاص التي استمرت على مدار 12 عامًا، والقطاع الحكومي لفترة دامت لنحو 16 سنة، أكدت يقينها بأن الأمر لا يرتبط بالنوع بقدر وجود معايير ومنهجية واضحة منظمة لعمل الفريق.
وأضافت أنه في ضوء اهتمامها بالقراءة اطلعت على دراسات كثيرة تتحدث عن وجود اختلاف بين فريق العمل المُشكل من رجال والفريق المُشكل من نساء، وأن الفريق النسائي يغلب عليهم قيمة العمل الجماعي أما الفريق الرجالي فيكون أقل تعاونًا وجماعية والتركيز على إنجاز العمل، فالرجال يهتمون أكثر بالأنظمة والقوانين ويركزون على إكمال المهام والاحتفاظ بالمعلومات وتحقيق الأهداف، حيث يركزون على الاهتمام بالوظيفة، بينما يهتم النساء أكثر بالعلاقات الإنسانية ومناخ العمل، ويركزن على المشاركة وتشغيل العمليات من خلال الاهتمام بالموظفين، وهو ما يعكس أن أسلوب المرأة هو الأمثل للتنظيمات المستقبلية، والتي تعتمد كثيرًا على تطوير الفريق الواحد، وإن كانت لا توجد دلائل وبراهين قاطعة على الاختلاف في هذا الإطار.
وقالت: “أتذكر هنا تجربة مهمة وملهمة للعمل مع فريق نسائي، حيث تشرفت باختياري ضمن قائمة Amujae للقيادات النسائية الإفريقية الـ15 الأكثر إلهامًا في مجال الإدارة والقيادة العامة، وشاركت هذه المجموعة النسائية عدد من الفعاليات والاجتماعات سواء أونلاين، أو زيارات خارجية، وبالفعل أستطيع أن أجزم بأن العمل مع فريق نسائي يعد تجربة مميزة بالنسبة لي، حيث وجدت منهن الإبداع والرغبة الحقيقية في تنفيذ أعمال تخدم المجتمع المحيط، والطموح الكبير لتحسين أوضاع الناس”.
نعيش العصر الذهبي للمرأة المصرية
وترى نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي أن العصر الحالي هو العصر الذهبي للمرأة المصرية، فواقع المرأة تغير كثيرًا في عهد الجمهورية الجديدة، مشيرة إلى وجود قيادة سياسية ذات رؤية واثقة في قدرات المرأة، والتي نجحت في ظل الجمهورية الجديدة في الوصول إلى المواقع الوظيفية التي كانت بمثابة حلم لها في السابق كالقضاء، كما أثبتت المرأة وجودها في سوق العمل بدرجة كبيرة، وما زال المجال مفتوحًا لإنجازات جديدة تحققها المرأة في ظل القيادة السياسية الداعمة.
وأكدت أن المرأة أصبحت حاليًا شريكًا فاعلًا في صنع القرار سواء في قطاعات العمل العام أو الخاص، فالمرأة حاليًا وزير ونائب وزير ومحافظ ونائب محافظ، كما تشغل عددًا كبيرًا من المقاعد بمجلسي النواب والشيوخ، كذلك وضعت هيئة الرقابة المالية قواعد ملزمة تضمن تمثيل المرأة في مجالس إدارات الشركات، وبالتالي الوظائف التي كانت صعبة وبعيدة المنال استطاعت المرأة حاليًا أن تصل إليها، حتى أصبح البعض يعتبرنا في عصر المرأة، معربة عن سعادتها الكبيرة بذلك التطور والانفتاح.
وأشارت إلى أن سعادتها تزداد بالنماذج النسائية التي تصادفها يوميًّا، وتجد فيهن الحماس والاحترافية، منوهة إلى أنها في كل المحافظات التي زارتها لمراجعة تهيئة واستيعاب المحافظات لأعمال التحول الرقمي لضمان استدامتها تقابل العديد من النماذج النسائية النشيطة والمجتهدة وصاحبة الرؤية، لذا لا تتفاجأ بهذا النجاح الذي تحققه المرأة كل يوم لأنه نتاج جهد مخلص لوطننا الغالي.
ونوهت لبيب إلى عدم وجود مطالب فئوية لدى المرأة لتمييزها عن الرجل، ولكن فقط استمرار الوضع الراهن فيما يتعلق بفرص العمل والترقي وضمان التكافؤ، مع تحسين بيئة العمل خاصة في الأعمال الشاقة لتسهيل أدائها.
وترى أنه لم يعد هناك مجال من المجالات لم تقتحمها المرأة أو تحقق إنجازًا فيها، إلا أنها تأمل أن تصل المرأة في تمثيلها سواء في سوق العمل أو المواقع القيادية في القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية إلى المستوى الذي يتناسب مع نسبتها في التوزيع السكاني، فالمرأة نصف المجتمع وبأدوارها المتنوعة وظيفيًّا وأسريًّا تعتبر أساس وجوهر الحياة.
وأعربت نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي عن سعادتها بما حققت من إنجازات وظيفية خلال فترة عملها في السلك الحكومي منذ عام 2005، إلا أنها تتطلع دومًا للمزيد في كل لحظة، وتؤمن جدًّا بمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمواطنين والمسؤولين بضرورة الحلم والاستمرار في الحلم كلما تحقق الحلم السابق، فلا حياة دون أمل، ولا نجاح دون عمل وتضحية.
وأشارت إلى أنه نظرًا لأن لكل مجتهد نصيبًا، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فقد حظيت بالعديد من التكريمات الوطنية والدولية، إلا أن سعادة المواطن بتحسن خدمة تظل أكتر ما يسعدها، واختتمت قائلة: “بعشق شغلي وبحس بكياني فيه وبحب البلد دي جدًّا ونفسي تكون أد الدنيا”.