لميس نجم: الدعم المعنوي وإتاحة الفرصة في التعليم والعمل دون تمييز أهم مطالب المرأة

الوصول إلى مناصب قيادية هامة ومواقع صنع القرار واختراق تخصصات جديدة مكاسب كبيرة

أمنية إبراهيم _ عبرت لميس نجم، مستشار محافظ البنك المركزي المصري للمسؤولية المجتمعية، ورئيس لجنة التنمية المستدامة في اتحاد بنوك مصر، عن امتنانها للقيادة السياسية الحالية التي كانت ولا تزال داعمًا قويًّا للمرأة، بداية من إعلان عام 2017 عامًا للمرأة، وحتى القرار الأخير بتعيين 98 قاضية بمجالس الدولة والذي مر على إنشائه 72 عامًا دون تمثيل المرأة به.

وعلى صعيد التحديات التي تواجه المرأة في سوق العمل، قالت نجم، إن التحدي الأكبر في تصورها الشخصي يأتي من نظرة المرأة لنفسها وإيمانها بقدراتها الحقيقية، ومدى ثقتها بنفسها والذي يؤثر بشكل مباشر على دخول سوق العمل وتحقيق النجاح الفعلي.

E-Bank

وأضافت أنه بالرغم من إمكانيات المرأة الفطرية التي حباها الله لها من قدرتها على القيام بمهام عديدة في الوقت ذاته وتحملها أعباء أسرتها، نجد أنها أحيانًا تقبل وعن اقتناع بالأدوار التابعة مع ترك الأدوار القيادية للرجل، ويرجع السبب في هذا للتنشئة غير الواعية من قبل الأهل وانعكاس الموروثات الاجتماعية غير المحببة عن المرأة.

جائحة كورونا زودت أعباء المرأة بجانب العمل لرعاية الأسرة والأطفال ومتابعة العملية التعليمية عن بُعد بعد تعطل المدارس والحضانات

وتابعت نجم أن لهذه الأسباب تسعى الكثير من المؤسسات إلى تثقيف المرأة بأهمية دورها في الحياه العملية وذلك بالتوازي مع جهود الدولة لتمكين المرأة بتعديل وسن القوانين التي توفر لها بيئة سليمة وصحية لتمكينها في شتى المجالات، بجانب تسليط الضّوء على دعم ما حققنه من إنجازات وإبراز نجاحهن لتكون مثالًا يحتذى به، مشددة على ضرورة تأسيس أجيال جديدة من المواطنين تقدر مبدأ عدم التمييز والمساواة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وعن تأثيرات أزمة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية على المرأة بسوق العمل، قالت نجم، إنه بالرغم من أن هناك عددًا كبيرًا من كلا الجنسين قد فقدوا وظائفهم أو جزءًا من رواتبهم بسبب توقف الأعمال والأنشطة الاقتصادية إلا أنه من المعروف أن المرأة معرضة لخسارة عملها ودخلها أكثر من الرجل.

وأشارت إلى أن ذلك يعود لاعتبارات اقتصادية واجتماعية تعتبر عمل المرأة ودخلها شيئًا ثانويًّا مقارنة بعمل ودخل الرجل، إلا أن هذا في الواقع ليس صحيحًا لأن دخل المرأة يعتبر أساسًا لها وللأسرة، بالإضافة إلى أعباء المرأة أيام الحظر داخل المنزل من العمل بالبيت والاهتمام بشؤون الأسرة ورعاية الأطفال وخاصة في ضوء تعطل المدارس والحضانات والتي كانت تساعد المرأة بجزء معين من رعاية الأطفال سواء كانت تعمل أم لا.

وقالت نجم، إن هذه المساحة البسيطة تم خسارتها بل وازدادت أعباء المرأة في إدارة تعليم الأطفال عن بُعد ومساعدتهم في المتابعة وإتمام الواجبات المدرسية، مضيفة: “صحيح أن المرأة كانت دائمًا تهتم بتدبير أمور دراسة الأطفال، إلا أن التعليم عن بُعد شكل تحديًا وأعباءً إضافية للأسرة بشكل عام وللمرأة تحديدًا”.

وبالإضافة لذلك، تضاعفت الأعباء الاقتصادية والحظر في المنازل لجميع أفراد الأسرة بمن فيهم الأزواج، من الاحتكاك والتفاعل المستمر والذي أدى إلى زيادة الضغوطات النفسية وزيادة ملحوظة بالعنف النفسي والجسدي ضد الزوجة والإناث عمومًا داخل الأسرة” بحسب ما ذكرته نجم.

وحول تقييم المنافسة مع الرجل والمرأة أيضًا في سوق العمل، أكدت مستشار محافظ البنك المركزي، أن المنافسة في العمل من الأمور الشائعة والأساسية والصحية أيضًا ولا ترجع لجنس معين دون الآخر، ولكن يجب التفريق بين المنافسة الإيجابية والمنافسة السلبية، فالأخيرة يعتمد فيها نجاح طرف سواء فرد أو فريق على فشل الآخر مما يخلق نوعًا من الصراعات في بيئة العمل إذ يعزز من مشاعر الشك وعدم الثقة ويؤثر سلبًا على حس الإبداع.

وتابعت، أما المنافسة الإيجابية فهي سعي أعضاء الفريق على العمل بشكل جماعي والمنافسة فيما بينهم لتحقيق هدف مشترك أكبر من الأهداف الفردية، مؤكدة أنه يجب على المديرين إدراك الفرق بين النوعين والعمل على تعزيز المنافسة الإيجابية لأنها بمثابة حافز للابتكار والإبداع فالجميع مهمون لنجاح المؤسسة.

وعلى مستوى مزايا وعيوب العمل مع فريق نسائي، ذكرت نجم، أنه في مجال تخصصها تعتقد أن المرأة هي الأنسب للعمل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا ليس تحيزًا وأن النساء يملن للعمل الجماعي وهن أكثر دعمًا لفريق العمل التابع لهن كما يتميزن بالإقناع والحزم بشكل أكبر وأكثر شمولية ودقة وملاحظة في التفاصيل.

وأضافت أن قدرة المرأة على القيام بمهام متعددة في الوقت نفسه أحد أهم الأسباب أيضًا، إذ إن هذه الصفات مطلوبة في العمل الاجتماعي، ولا يعني بذلك بخس مجهودات الرجل إذ إن هناك أسماء عديدة ناجحة في هذا المجال.

وأوضحت أن التحديات والأمور التي تحتاج للتطوير ليست قاصرة على النساء فهي كما ذكر سلفًا تكمن في المنافسة السلبية والتي تتواجد سواء في الرجل أو المرأة.

وعن أهم المكاسب التي حققتها المرأة في السنوات الأخيرة، قالت نجم، إن المرأة نجحت في الوصول إلى مناصب قيادية هامة وفي مواقع صنع القرار واختراق تخصصات كثيرة لم تتطرق لها من قبل تعد من أبرز المكاسب، حيث لم يعد دور المرأة مقتصرًا على مجالات بعينها، مؤكدة أن في المجال المصرفي يأتي قرار البنك المركزي المصري في محله بمنح المرأة مقعدين بمجالس إدارة البنوك كحد أدنى، وأن هناك نماذج مشرفة على نجاح المرأة في رئاسة مجالس إدارة البنوك.

ولفتت إلى أن من ضمن المكاسب أيضًا التكلفيات الرئاسية الأخيرة الخاصة بالمرأة ومنها: إصدار قانون مستقل لمنع الزواج المبكر، والحد من ظاهرة الغارمات، وعدم التمييز في المزايا الائتمانية (القروض والتمويل) ومراعاة الظروف الخاصة بالمرأة، وتعاون جهاز المشروعات الصغيرة مع الأجهزة المعنية لتنفيذ برامج لمساندة المرأة الريفية.

أما عن مطالب المرأة، رأت نجم، أن أكثر ما تحتاجه المرأة هو الدعم المعنوي وإتاحة الفرصة سواء في مجال التعليم أو العمل دون تمييز، مع النظر لدور المرأة نظرة شمولية فهي الابنة والأخت والزوجة والأم كما أنها الزميلة والمديرة فهي شريكة وليست منافسة للرجل، وهذه هي الإجراءات التي تؤكد قناعة القائمين على القطاع المصرفي بالدور الحيوي للمرأة في المجتمعات كافة.

وعن خطط ومستهدفات العام الجديد، قالت نجم، إن أهداف 2022 العمل على دعم القطاعات كافة وفقًا لخطة التنمية ورؤية مصر 2030 والتي وضعتها الدولة مع الاهتمام بالشباب سواء في مجال التعليم والرياضة والثقافة وريادة الأعمال وتنظيم برامج توعية هادفة، واستكمال دعم المنظومة الصحية لمواجهة تداعيات فيروس كوفيد 19.

 

الرابط المختصر