هاجر عطية _ قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة سابقًا، ورئيس مجلس إدارة شركة كايرو ثري إيه للدواجن، إن المرأة بشكل عام تواجه العديد من المشاكل والصعوبات في جميع أنحاء العالم، فإذا عقدنا مقارنة بين الرجل والمرأة من نفس مستوى العمل والالتزام والانضباط فإن كفة الرجل ستكون هي المائلة، وذلك لأن أغلب المجتمعات لا تزال تفكر أن النساء لهن العديد من المتطلبات الأخرى مثل رعاية المنزل وتربية الأبناء، لذلك فإن المرأة دائمًا بحاجة إلى بذل مجهود أكبر لتتمكن من الحصول على فرصة وتغير المعتقد بأنها تستحق نفس الفرصة التى يحصل عليها الرجل.
أضافت محرز أنها تؤمن بعقيدة أن المجتهد لا بد أن يصل إلى حلمه، لافتة إلى أنها منذ بداية عملها في وزارة الزراعة حصلت على فرصة للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراستها، وعند عودتها قلدتها الدولة مناصب مختلفة تمكنت من خلالها أن تثبت أنها جديرة بها، وقد ساعدها على ذلك المجهود الذي كانت تبذله ضعف زملائها في العمل وأدائها الجيد.
وذكرت أنها كانت من أكثر أبناء جيلها حظًّا على ما بذلته من جد واجتهاد في الوزارة، مؤكده أن فريق العمل الجماعي يجب أن يتمتع بالتعاون والانضباط فيه واحترام جميع أعضاء الفريق لبعضهم البعض ليتمكنوا من الحصول على أفضل النتائج.
وتابعت رئيس مجلس إدارة شركة كايرو ثري للدواجن، إن عقيدتها في الحياة هي أن العمل لا يقتصر على الاجتهاد فقط بل يجب أن تكون صاحب كفاءة مرتفعة للوصول إلى التميز، مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” وهذه الحكمة التى تحرص على نقلها إلى أبنائها وطلابها دائمًا لحثهم على العمل الجاد.
وأوضحت أنها لم تواجه أي عنصرية من قبل الرجال منذ بداية عملها، ورجحت أن السبب قد يكون بسبب كثرة اجتهادها والتزامها بأن تكون أول الحاضرين للعمل وآخر من يغادر بعد الانتهاء منه، لذا فهي تعتبر نفسها من أكثر المحظوظين في الوزارة نتيجة الاهتمام الذي حظيت به من قبل وزارة الزراعة خلال فترة تولى الدكتور يوسف والي لمنصب وزير الزراعة، والذي قام بإرسال العديد من البعثات لاستكمال دراستهم في الخارج كما حرص على تعيين مستشار خاص بكل قطاع ما جعلها تشعر بحجم الاهتمام الموجهة إليهم.
ووجهت رسالة للشباب، أن الاجتهاد هو السبيل الوحيد للوصول إلى ما يريدون، موضحة أن المجتمع يقف بجانب المجتهد ويدعمه كما أن المرأة بإمكانها أن تصل للمكانة التى تستحقها بجدها واجتهادها دون الحاجة إلى مساعدة زملائها أو أي واسطة، وهذا ما حدث معها بالفعل، فقد تنقلت بين العديد من المناصب دون أي جهد منها بسبب اجتهادها في العمل، وقد نجحت في جميع المناصب التى تولتها وتمكنت من ترك بصمتها من خلال رفع كفاءة العاملين وتحفيزهم على بذل جهود أفضل وتوفير المناخ الملائم لهم، وهو ما يجعلها تشعر بالفخر بأن عددًا كبيرًا من طلابها قد حصلوا على العديد من الاعتمادات الدولية، قائلة: “قدرت أحقق أمنياتي في طلابي مش في شخصي”.
وكشفت “محرز” عن رأيها في تولي المرأة لمنصب قاضية والذي يراه العديد من الأشخاص بأنه من المناصب التي يحصل عليها الرجل فقط في مصر، موضحة أن هناك فرقًا بين عاطفة المرأة على المستوى الإنساني بينما في العمل فإنه لا يصح إلا الصحيح.
وأكدت أن أزمة كورونا أثرت على العديد من الأشخاص حول العالم من الجنسين ليس المرأة فقط، وأشارت إلى أن عدم ذهاب الأطفال للمدارس خلال الجائحة ووجودهم في المنزل قد أثر كثيرًا على الأم، وأرجعت ذلك إلى نظرة المجتمع الشرقي بأن رعاية الأبناء مطلوبة من الأم فقط، لذلك فإن في هذه الحالة ينبغي على الأم التضحية بترك عملها والاعتناء بأطفالها، على النقيض في المجتمعات الأوروبية التى يتشارك فيها الأب والأم مسؤولية الأبناء، وهو ما نحتاج إلى تغييره في ثقافة مجتمعنا، وهذا لا يقتصر على مسؤولية الأبناء فقط بل يجب أن يتشارك الزوجان في جميع المهام وكذلك الإنفاق على الأسرة والادخار سويًّا.
وقالت نائب وزير الزراعة السابقة، إنه في حالة وجود منافسة في العمل بين كل من الرجال والنساء، فإذا كانت المرأة مجتهدة في مجال عملها وعلى قدر من الذكاء الاجتماعي فإنها ستتمكن من منافسة الرجل وهي مطمئنة، مشيرة إلى أن ذكاء المرأة يجب أن يكون له دور كبير في عملها.