حابي _ قالت مها سعد، المديرة التنفيذية لشركه بلو أوشن للعلاقات العامة، إن أبرز التحديات التي تواجهها المرأة اجتماعية بالدرجة الأولى، فما زالت قيم المجتمع تختصر قدرات وإمكانيات المرأة في أطر محدودة.
أضافت سعد، في تصريحات لجريدة حابي، أنه من المزعج للغاية، الحوادث المتكررة الخاصة بالتحرش بالمرأة والتي يجب أن يسن لها قوانين رادعة، مشددة على أنه من الناحية العملية النجاح ليس مرتبطًا بكون مؤدي العمل رجلًا أو امرأة، خاصة أن سوق العمل في مصر يرحب بالمرأة العاملة بصفة عامة، وبالنسبة لمجال الاتصالات والعلاقات العامة؛ فأكثر العاملين فيه من السيدات فهو مجال استطاعت السيدات التفوق فيه على الرجل بجدارة.
وعن تأثير أزمة كورونا والاضطرابات الاقتصادية على المرأة بسوق العمل، أكدت أن الأزمات توثر على العاملين الرجال والنساء معًا، وقد يكون الرجل أكثر تأثرًا بصفة عامة لكونه العائل الأساسي للأسرة، ولكن كما هو معتاد فالأزمات أيضًا تولد فرصًا، فقد حدثت طفرة ملحوظة في المشاريع الصغيرة والتي تدار غالبيتها من المنزل كالفنون والحرف اليدوية وغيرها، وساعد في ذلك منصات التواصل الاجتماعي التي يسرت التسويق وفرص التواصل مع المستهلك مباشرة.
ولفتت المديرة التنفيذية لشركه بلو أوشن للعلاقات العامة، إلى أن المنافسة العملية وفي جوانب الحياة الأخرى مفيدة ومهمة، لكن لا يجب أن تقتصر على المنافسة بين الرجل والمرأة لأسباب تتعلق بدونية طرف عن الآخر، مضيفه أن المنافسة الإيجابية هي التي تؤدي إلى التطور والإبداع.
وفيما يخص مزايا وعيوب العمل مع فريق نسائي، كشفت عن أنها ليست مع التفرقة، ولكن في مصر الضغوط على المرأة أكثر من الرجل لأنها مطالبة بإثبات جدارتها في العمل بنسبة أكبر مما قد يدفع المرأة في بعض الأحيان للعب دور الرجل وإخفاء هويتها كمحاولة للحفاظ على ما حققته، مشيرة إلى أنه كلما كانت ثقة المرأة في نفسها قوية استطاعت أن تبرز هويتها في العمل ببساطة، بل وأن تنجح في علاقاتها مع زملائها وﻣﺮؤوسيها ورؤسائها بدرجة أكبر بكثير من النموذج الأول.
وشددت على أن المرأة في مصر استطاعت أن تكون عضوًا فاعلًا في المجتمع، وخاصة مع اهتمام الدولة في الفترة الماضية بصفة خاصة في إبراز أهميتها ودورها المحوري، وقد شهدت السنوات الماضية تقلد المرأة مناصب قيادية في الحكومة مع تواجد 8 وزيرات حاليًا بزيادة 6% عام 2015 إلى 20% في عام 2017 ثم إلى 25% في عام 2018، وهو أعلى تمثيل على الإطلاق للمرأة في مجلس الوزراء المصري، وذلك بحسب تقرير المجلس الأعلى للمرأة، كما أن هناك زيادة في تمثيل المرأة بالبرلمان وإدارات الدولة المختلفة، إلى جانب ارتفاع نسبة تمثيلها في القطاع الخاص.
وقالت إن مطالب المرأة إنسانية بصفة عامة بضرورة المساواة في فرص العمل وتقلد جميع المناصب استنادًا إلى الكفاءة والخبرة دون تمييز، متمنية مساندة الدولة للمرأة العامله كذلك من خلال التشريعات والحلول لتساعدها في رعايتها لأطفالها وتخفيف الضغوط عليها.
وعن المجالات التي لم تحقق بها المرأة طموحاتها حتى الآن، أشارت إلى أن المرأة مثل الرجل يجب أن تتاح لها جميع الفرص استنادًا إلى كفاءتها، وهناك بالطبع مراكز كثيرة ما زالت تقتصر على الرجال، فأتطلع لوجود امرأة تترأس الدولة يومًا ما، وأن تكون رئيسة وزراء وغيرها، دون استثناءات لكونها امرأة.
وأكدت أن عام 2022 يأتي بعد عامين كثرت فيهما التحديات، واستطاع الجميع التكيف معها بطريقة أو بأخرى لمواصلة الحياه والعمل، وسوق الاتصالات بصفة خاصة من أكثر المجالات تأثرًا لأنها مرتبطة بالتسويق والذي تأثر سلبًا الفترة الماضية، وخاصة مع منع ثم تقليص فرص الاجتماعات وما شابه، ومع انحسار هذه التحديات إلى حد كبير، يتم التطلع إلى أداء الأعمال بنسبة متقاربة مع 2019، وقد لوحظ أن هناك حركة في سوق الأعمال ملحوظة مع بداية شهر يناير، وذلك بخلاف المعتاد حيث يعتبر هذا الشهر هادئًا نسبيًّا، متمنية التوفيق للجميع، بعدما عانى الجميع الفترة الماضية، وحان الوقت للتطلع لمردودات إيجابية.