مي الجمال: ضعف الثقافة والوعي بدعم الحوامل والأمهات الجدد أبرز تحديات المرأة بسوق العمل
غياب بيئة عمل مرنة يحرمهن من فرص النمو العادلة ويعرضهن لضغوط أكثر لإثبات أنفسهن
إسلام سالم _ قالت مي الجمال، رئيس قطاع التسويق والاتصالات بالمجموعة المالية هيرميس القابضة، إن التحديات التي ما زالت تواجه المرأة بسوق العمل بشكل عام تتمثل في قلة الثقافة والوعي لدعم الحوامل والأمهات الجدد، والتي تشمل في بعض الأحيان ظروف صعبة في مكان العمل، لا تحمي المرأة الحامل أو الأمهات الجدد من الإجهاد النفسي والجسدي غير الضروري مما قد يضرها وطفلها.
أضافت الجمال، في تصريحات خاصة لجريدة حابي، أن التحديات تتضمن أيضًا عدم وجود بيئة عمل مرنة تسمح للأمهات العمل عن بعد لدعم أطفالهن الصغار عند الاحتياج، بجانب تحيز لا داعي له ورؤية غير موضوعية فيما يتعلق بالحوامل أو الأم العاملة حيث يتم التعامل معهن كأشخاص غير جادين بشأن حياتهن المهنية.
الوعي والانفتاح أهم المكاسب.. والتحرك العالمي لدعم المرأة في البلدان المتقدمة يضغط على الدول الناشئة لتحذو حذوها
وأكدت: “في بعض الحالات يمكن حرمانهن من فرص النمو العادلة في العمل، ما يعرضهن لضغوط أكثر لإثبات أنفسهن، مما يسبب لهن المزيد من القلق على عكس إذا تم منحهن الثقة والمرونة والدعم اللازم الذي سيساعدهن على الازدهار والقيام بمهام أعمالهن على أكمل وجه”.
وأوضحت رئيس قطاع التسويق والاتصالات بالمجموعة المالية هيرميس القابضة، أن أزمة وباء كورونا أثرت على الرجال والنساء على حدٍّ سواء بطريقة سلبية وإيجابية، فبالنسبة للعائلات فإن الواقع الجديد للعمل عن بُعد منح الأمهات والآباء فرصة ليكونوا أكثر حضورًا مع أطفالهم، وتم توطيد الروابط الأسرية بشكل أقوى، ما أدى إلى إحياء الحياة الأسرية.
كورونا أثرت على الرجال والنساء على حدٍّ سواء بطريقة سلبية وإيجابية
وأضافت: “من الناحية السلبية، كان الأمر صعبًا حيث حاول الآباء العمل ورعاية أطفالهم في المنزل مما كان مزعجًا ومرهقًا في بعض الأحيان”.
وأكدت الجمال أن التمييز بين الإناث والذكور أمر مزعج بأكمله وهو ما يخلق الفجوة، معتبرة أن عدم تحديد يوم في العام للاحتفال بالرجال يدلل علـى أنهم لا يحتاجون لذلك ليعرفوا أنهم أقوياء ومزدهرون.
خلق التمييز بين الإناث والذكور مزعج ويخلق الفجوة.. وتحديد يوم للاحتفال بالمرأة يوحي بأنها أقل شأنًا
وقالت: “يجب أن ينطبق نفس الشيء على النساء، فيوم للاحتفال بهن يدل على أن المرأة أقل شأنًا، بينما دعم المرأة وخلق المساواة طوال العام يكون له أثر أكبر”.
وأشارت إلى أن العدالة في مكان العمل وإعطاء الجميع الفرصة بغض النظر عن الجنس وبدون تحيز يجب أن يكون هو القاعدة، حيث يجب تقييم الأشخاص دائمًا بناءً على أدائهم وسلوكهم الإيجابي فقط.
العدالة في مكان العمل وإعطاء الجميع الفرصة بغض النظر عن الجنس دون تحيز يجب أن يكون قاعدة
وترى أن فكرة تحديد مزايا وعيوب العمل مع فريق نسائي اعتقاد فيه تحيز، مشددة على ضرورة تشجيع كلا الجنسين على تبني الذكاء العاطفي وطابع التعاطف باعتبارها صفات يحتاج كل من الرجال والنساء تعلمها وممارستها لخلق ثقافة متوازنة وصحية في المجتمع.
وقالت إن أهم المكاسب التي حققتها المرأة خلال السنوات الأخيرة، هي الوعي والانفتاح الذي قلل من التحيز الواعي واللاوعي في المنطقة على مر السنين، مشيرة إلى أن التحرك العالمي الذي تتبناه الحكومات والشركات في البلدان المتقدمة لدعم المرأة يضغط على الدول الناشئة لتحذو حذوها.
تشجيع كلا الجنسين على تبني الذكاء العاطفي وطابع التعاطف ضرورة لتوازن وصحة المجتمع
وأضافت أن الشرق الأوسط شهد ازدهار المزيد من النساء خلال السنوات الماضية، حيث يقمن بأدوار أكثر نشاطًا وتأثيرًا، ويلعبن أدوارًا إيجابية في تشكيل الاقتصادات ودفع عجلة التنمية في جميع المجالات، كما أن النساء شعرن بالتشجيع على دخول قطاعات كان الرجال يهيمنون عليها في السابق أكثر، مؤكدة أن المرأة تحتاج إلى دعم مستدام ومساواة دائمة مع الرجل لأن كلا الجنسين مهمان لخلق التوازن في المجتمع.
وعن المجالات التي لم تحقق بها المرأة طموحاتها حتى الآن، أشارت إلى أنه على الصعيد العالمي، النساء يخترقن جميع القطاعات، ولكن في الشرق الأوسط لا تزال هناك بعض المجالات التي لم تدخلها النساء بعد.
ولخصت الجمال خططها ومستهدفاتها خلال العام الجديد في مواصلة التأمل والتعلم، بهدف النمو و تحقيق إضافة لها وللآخرين.