نورا بدران: استمرار التمييز بين النساء و الرجال في الترقيات الوظيفية
أزمة كورونا والاضطرابات الاقتصادية أثرت علي النساء أكثر من الرجال
إسلام فضل _ قالت نورا بدران، مدير العلاقات العامة والاتصالات بشركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، إن التحديات التي تواجه المرأة بسوق العمل أغلبها نفسية قد تكون من داخل أو خارج الأسرة، وكلها تكون مناخًا معاديًا للمرأة ويجعل مشاركتها في العمل محدودة.
أضافت بدران، أن كثيرًا من النساء ما زلن لا يجدن فرص العمل المناسبة لقدراتهن وإمكانياتهن، فالواقع المجتمعي والثقافة السائدة المغروزة في مجتمعنا ما زالت تعاقب المرأة على وجودها في أي دور خارج الإطار المحدد الخانق لها.
وأشارت إلى أنه ما زال هناك تمييز بين النساء والرجال في الترقيات الوظيفية في بيئة العمل المختلطة، وبحكم المواريث والعادات تتعرض المرأة لعراقيل وصعوبات في ترقياتها الوظيفية، ولكن من الجيد أيضًا أنه في الوقت الحاضر حدث تغيير في الفكرة النمطية القديمة، أن الأنثى لا يناسبها إلا وظائف معينة، حيث استطاعت المرأة أن تثبت ذاتها وتتفوق في مجالات عدة كانت مقتصرة على الرجال فقط.
وأوضحت أنه رغم ذلك فمن أكبر التحديات التي ما زالت قائمة عدم حصول المرأة على نفس المميزات الوظيفية مثل الرجل على الرغم من التساوي مع الرجل في المسمى الوظيفي وعدد ساعات العمل وطبيعة العمل والأداء نفسه، ولكن يبقى التقدير المعنوي والمادي أقل كثيرًا من زميلها الرجل، وربما يكون هذا من أكتر الأسباب والتحديات في وصول المرأة للمراكز القيادية.
كما أن نظرة المجتمع للمرأة على أنها موظف غير ثابت ومحفوف بالمخاطر، خصوصًا لو متزوجة ولها أطفال، كثيرًا ما يتسبب في أن كثيرًا من النساء العاملات يكتفين بالوظيفة التي لا تتطلب المسؤوليات.
وتابعت بدران: «أنا أعمل في مجال العلاقات العامة وقد يكون هذا المجال نسائيًّا أكثر منه رجوليًّا، ويمكن انتقائي هذا المسلك المهني لأنه يتفق مع مؤهلاتي وشخصيتي وطموحاتي وهو المجال الذي وجدت نفسي فيه شغوفة جدًّا، الأمر الذي فتح لي مجالًا أكبر للتقدم والنجاح فيه، طبعًا كان لا بد أن أطور نفسي باستمرار لمواجهة التحديات والعقبات أمامي.”
وأضافت: وفقًا لاعتقادي الشخصي أهم أداة نجاح وقوة للمرأة هي الموازنة والإخلاص بين عملها ومتطلبات أسرتها وأولادها والاستمرار في شغف التعلم وخصوصًا مهارات التحدث وإبداء الرأي والمفاوضات، فيجب أن تكون واثقة من نفسها ومؤمنة بقدراتها في الدخول في أي مفاوضات وأيضًا تعرف جيدًا كيف تقدم مهاراتها الشخصية وإنجازاتها بكل وضوح واحترافية حتى لا تضيع منها فرص للترقية والتقدم العملي.
ولفتت إلى أن الاعتدال من أهم السمات للنجاح، فلا تخاف المرأة عن العمل بروح الفريق أبدًا حتى وإن كان كله من الرجال. فالرجل يحترم المرأة الواثقة من قراراتها ومتزنة وعادلة في عملها من دون محايدة.
وأكدت أن تأثير أزمة وباء كورونا والاضطرابات الاقتصادية كان أقوى على النساء مقارنة بالرجال، حيث إن فرص الرجال في استعادة وظائفهم أكبر بكثير عن النساء في فترة التعافي.
وذكرت أن أوجه عدم المساواة بين الرجال والنساء في العمل تفاقمت في العالم كله أثناء كورونا وحتى الآن، كما أن غياب فرص العمل الجيدة ستشمل حديثي الخريجين، وطبيعي بنفس النمط أن يكون الشباب أكثر حظًّا عن الشابات.
وقالت: يجب أن نشير هنا أيضًا إلى أن إغلاق الكثير من الأنشطة الاقتصادية أثر على العديد من الوظائف وكانت المهن الأكثر تضررًا هي المطاعم، المقاهي، المؤسسات الترفيهية وصناعات العناية الشخصية وشركات الطيران وقطاع الفندقة وعلى رأسها القطاع الصحي، وتكون نسبة العمالة الأنثوية هنا عالية وأعتقد أن التأثير كان قويًّا على المرأة العاملة في هذه المجالات المتنوعة.
كما أنه يجب أيضًا الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من المهن الجديدة بدأت تنمو وتزدهر في وقتنا هذا مثل التجارة الإلكترونية والتعلم عن بعد، وقد يعطي هذا فرصًا قوية للمرأة للعودة لتلك المجالات والنجاح فيها.
وعلى مستوى مزايا وعيوب العمل مع فريق نسائي، قالت بدران، إنه من الاحتراف خلق فريق عمل من الجنسين بحسب احترافية الأشخاص دون النظر لجنسهم، ولكن لما سوف يقدمونه من خلال العمل كفريق وقوة واحدة.
وأوضحت أن عمل النساء مع بعضهن يجعل الوضع أكثر استرخاء وتناغمًا ولا يشعرن بالتهديد فيكن أكثر تلقائية وثقة وبالتالي يخرجن آراءهن بحرية وثقة أكثر، أما العيوب فتكمن في عدم اكتساب معرفة وقدرات جديدة أو متنوعة، فلا نستطيع أن نقلل من إمكانية تعدد الاحترافية في مجموعة مختلطة وتعدد الأفكار والحلول والنقاش والإبداع من وجهات النظر المتعددة والمختلفة.