باره عريان _ أكدت نيڤين الطاهري، رئيس شركة دلتا شيلد للاستثمار أن مجال عملها يتسم بكونه أفضل من أنشطة كثيرة على صعيد سوق العمل للمرأة، لا سيما في ظل تفوق المرأة في مجال إدارة الأصول في العالم وكذا في البنوك، إلا أن المشكلة تكمن في ما يسمى بـ Glass Ceiling بمعنى أنه من الممكن لأي موظفة أن تتدرج في المناصب، لكنه يكون من الصعب اتخاذها كقائدة.
وأضافت أن التحديات التي ما زالت تواجه المرأة بسوق العمل بشكل عام تتمثل في أنه عادة ما يتم النظر عند تعيينها إلى حالتها الاجتماعية، فإذا كانت غير متزوجة، يتم الأخذ في الاعتبار أنها ستتزوج وتنجب، ومن ثم ستحتاج إلى إجازة واستثتناءات لرعاية الطفل، أما إن كانت متزوجة وتعول أطفالًا، يتم الالتفات إلى أعمارهم ومسؤولياتها تجاههم.
وفيما يخص تأثير أزمة وباء كورونا والاضطرابات الاقتصادية الحالية على المرأة بسوق العمل، أوضحت أن الوضع كان أفضل إلى حد ما في ظل وجود تقنية الـ zoom، والتى كان لها دور كبير في تيسير مزاولة الأعمال خلال هذه الظروف الاستثنائية، إلا أن مشكلة العمل من المنزل تكمن في أن وجود الأطفال قد يسفر في بعض الأحيان عن تشتت الانتباه.
وحول تقييمها لمناخ المنافسة مع الرجل، وكذلك ومع المرأة، نوهت الطاهري إلى أن مجال العمل مع الرجل يتطلب من المرأة أن تكون أكثر كفاءة بمعدل 10 أضعاف، لتتمكن من الحصول على الحقوق ذاتها، في حين يتوقف مجال العمل مع المرأة على نوع التعامل به، فهناك ما يكون ممتاز للغاية، كما قد يتسم الوضع بكونه كارثيًّا catastrophic في بعض الأحيان.
وتطرقت إلى مزايا العمل مع فريق نسائي، موضحه أنها تتمثل في أن هذا الفريق عادة ما يكون أكثر تجانسًا، كما أن التفاهم بين هذا الفريق يكون أكبر، لافته إلى أن العيوب التى تظهر في هذا الإطار تكون ناتجة في أغلب الوقت عن بعض الجوانب الشخصية للمشاركين في الفريق.
وأشارت إلى أهم المكاسب التي حققتها المرأة خلال السنوات الأخيرة، مؤكده أن دور الدولة الداعم يشكل الجانب الأكبر من هذه المكاسب، وهو ما يبرهن أن المرأة تعيش أذهى عصورها تحت رعاية قيادة داعمة لها.
ونوهت الطاهري إلى أنه من الضروري أن يكون مجال العمل أكثر مرونة، إلى جانب أهمية ترسيخ قواعد وجود المرأة على مجالس الإدارة، خاصة بعد أن أصبحت المرأة تمثل 25% من مجلس النواب والمحافظات، وذلك فضلا عن وجود أكثر من وزيرة في الحكومة.
وأعربت عن اهتمامها بالصناعات الصغيرة والمتوسطة، آملة أن يتم التحقق من جميع التشريعات الصادرة في هذا الإطار وتفعيلها، بهدف تيسير أعمالهم، خاصةً في ظل ضرورة التركيز على الإنتاج المحلي، لافته إلى أن الظروف الصعبة التي يمرون بها منذ بداية الجائحة والتي أعقبتها تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من شأنها أن تؤدي إلى تقلص العديد منهم، وهو ما يعكس ضرورة ضخ رأسمال مشارك، حتى يتم تخطي هذه المرحلة.