أميرة التهامي: تبني مفهوم التعلم من أجل التعلم لضمان التفاعل الإيجابي بالمجتمع ضرورة

جهود الدولة أسهمت في تبوء المرأة مناصب لم تشغلها من قبل

شاهندة إبراهيم _ قالت أميرة التهامي، مدير عام العلاقات العامة والإعلام بشركة أورنچ مصر، إن جهود الدولة في ملف تمكين المرأة سمحت لها بأن تتبوّأ مناصب جديدة لم تكن تشغلها من قبل، ومن بينها على سبيل المثال تعيين المرأة لأول مرة في قضاء مجلس الدولة منذ تأسيسه عام1946 .

وأشارت التهامي، إلى أن القطاع الخاص شهد تطورًا نسبيًّا في عدم التمييز بين الرجل والمرأة، ولا سيما في ضوء الاتجاه العام الداعم للمرأة، بعد أن استطاعت مصر تحقيق طفرة غير مسبوقة في دعم وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في السنوات الأخيرة.

E-Bank

وأرجعت النتائج المتحققة إلى الإرادة السياسية الداعمة والمساندة لقضايا المرأة، لضمان حصولها على حقــوقها في شـتى مجالات الحياة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي خصص عامًا كاملًا لدعم وتمكين المرأة منذ عدة سنوات.

وتابعت: مختلف جهات العمل أصبحت أكثر اهتماما بالكفاءة في المقام الأول، إلا أنه لا يزال هناك بعض التحديات في سوق العمل، حيث إنه في حالة تقصير أي امرأة في عمل ما قد تتجه الاتهامات أولًا إلى كونها امرأة، وهذا تقييم غير عادل يضر المجتمع بأكمله، إذ ربما تضيع فرصة تعيين امرأة في أحد الأعمال نتيجة إخفاق أخرى في العمل ذاته.

وأشارت مدير عام العلاقات العامة والإعلام بشركة أورنچ مصر، إلى أن الأنشطة المختلفة التي تقوم بها عدة وزارات والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني، وعلى رأسهم وزارتا التخطيط والتنمية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي لدعم المرأة ضمن خطط تنفيذ ركائز التنمية المستدامة، ستتغلب على التحديات والعقبات التي ما زالت تواجه المرأة المصرية.

وأوضحت التهامي أن قطاع العلاقات العامة يأتي في مقدمة القطاعات التي أثبتت المرأة كفاءتها به، كما وصلت فيه إلى أعلى المناصب في كل الجهات سواء الحكومية أو الخاصة، مدللة على ذلك بدور وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، إذ تتمتع بتفوق هائل في إدارتها للعلاقات الدولية الاقتصادية بين مصر ودول العالم كافة.

وتابعت: بالنظر إلى المؤسسات الكبرى في مصر، سنجد المرأة في صدارة العلاقات العامة بمعظم الشركات، لأنها برعت وتفوقت في هذا المجال بل وتجاوزت تحديات القطاع التي قد تتطلب العمل لساعات طويلة، وربما من خارج مقر الشركة، عبر حضور الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والبقاء على تواصل مستمر مع الجميع في مختلف الظروف.

وأكدت أنه على الرغم من التحديات التي فرضتها أزمة انتشار وباء كورونا، إلا أنها كانت فرصة لنجاح المرأة في إصلاح الكثير من المفاهيم المغلوطة عنها، حيث كان البعض يظن أنها غير قادرة على مواجهة المخاطر، ولكن رأينا كيف كانت المرأة في صدارة جميع الأعمال وإدارتها بثقة وحزم رغم مخاوف الكثيرين من مخاطر العدوى حينها، فكانت المرأة المصرية بين صفوف الأطباء والتمريض لعلاج المرضى بل وتصدرت وزيرة الصحة المشهد بشجاعة رغم الأعباء والضغوط التي تسببت في استقالة عدد من المسؤولين في بعض الدول الأجنبية.

وعن مناخ المنافسة مع الرجل واختلافها عن المنافسة مع المرأة، قالت إن معظم تجارب المرأة في مجالات العمل المختلف تشير إلى ضعف الدعم والمساعدة المقدمة من النساء للنساء، خاصة إن لم يكن بينهما معرفة سابقة، بينما يبادرمعظم الرجال بتقديم كل الدعم والمساعدة لأي امرأة، وذلك ربما بدافع الفطرة والمروءة التى دائمًا ما تدفع الرجال إلى تجنب إحراج النساء، في حين يزداد التعاون بين النساء في مراحل متقدمة من توطيد العلاقة بينهن وعلى الإدارة الجيدة أن تعي ذلك وتوظفه لصالح العمل.

واعتبرت أن إنجاز الأعمال المشتركة في أي مجال يحتاج إلى توطيد العلاقة بين فريق العمل، ولكن قد يشكل ذلك خطرًا إذا ما انشغلت النساء معًا بتفاصيل حياتهن الشخصية على حساب التركيز في العمل، بينما في عمل النساء مع الرجال قد نتجاوز هذه النقطة بمميزاتها وعيوبها.

وأشارت إلى أنه لا يكاد يمر عام إلا ونجد فيه تقدمًا وتفوقًا ملحوظًا للمرأة المصرية في الكثير من المجالات، حيث تقدم الدولة من جانبها الدعم الكامل وتفتح الطريق أمام المرأة، ومن جانبها تثبت المرأة المصرية جدارتها واستحقاقها لكل المكتسبات، وقد استطاعت أن ترفع اسم مصر في المحافل الدولية حيث تُوجت المصرية فريال عبد العزيز بذهبية الكاراتيه للسيدات في أولمبياد طوكيو 2020.

وتابعت: هناك الكثير من المكاسب التي حققتها المرأة، والتي لم تقتصر على تطوير القوانين واللوائح من جانب الدولة، حيث نجحت في اقتناص الصدارة بعدة مجالات، لما لديها من إصرار وعزيمة راسخة تدفعها دائمًا نحو التفوق وتحقيق الذات، مشيرة إلى أن أبرز مطالب النساء هو استمرار ومواصلة الدعم المقدم من الدولة على النحو الذي نشهده الآن.

وقالت التهامي: «لا أعتقد أن هناك مجالًا يصعب على المرأة أن تنجح فيه، ولكن علينا أن نمنحها العلم والمعرفة دون أي تمييز وسوف يحصل المجتمع بأكمله على نتائج مبهرة، ولذلك نحن بحاجة إلى تكثيف الاهتمام بالمرأة في الريف المصري، وأن نحرص على تعليم جميع النساء لأن العلم والثقافة والمعرفة هي الرهان الأكبر لنجاح المجتمع المصري».

كما شددت على وجوب تغيير مفاهيم وأهداف التعلم لدى المرأة، حيث يظن النساء أن العلم يكون من أجل العمل وبالتالي لا حاجة للتعلم طالما أنه لا توجد رغبة أو حاجة للعمل، وهذا خطأ خطير للغاية ويجب علينا تداركه في أسرع وقت ممكن، إذ يجب أن نتبنى مفهوم التعلم من أجل التعلم والفهم والثقافة والمعرفة التي سوف تنقلها الأم لأبنائها، لتصبح لدينا أسرة قادرة على التفكير العلمي والتفاعل الإيجابي داخل المجتمع.

 

الرابط المختصر