رويدة بيبرس: المرأة تواجه تحديات اجتماعية كأنها كائن يتلخص في دور واحد فقط

حابي _ قالت رويدة بيبرس مدير عام شركة POD للعلاقات العامة، إن هناك عدة تحديات تواجه المرأة العاملة المصرية يأتي على رأسها، التحديات الاجتماعية التي تتعامل مع المرأة على أنها كائن يتلخص في دور واحد فقط، وعدم وجودها في أي دور خارج هذا الإطار المحدد والخانق لها، مما يجعل كثيرًا من النساء يفضلن عدم المشاركة والانزواء بعيدًا عن الأضواء، ليس فقط دفاعًا عن سمعتها ولكن خوفًا على أسرتها من عواقب هذا الهجوم.

أضافت بيبرس، في تصريحات لجريدة حابي، أن هناك تحديات اقتصادية تتمثل في عدم إقبال أغلب القطاعات الاقتصادية في القطاع الخاص على تشغيل النساء حيث يخشى من ارتفاع نسبة الغياب للمرأة العاملة من الرجل نتيجة لواجباتهن الاجتماعية، وبالتالي نتيجة “للتكلفة” العالية لتوظيف النساء، إلى جانب التحديات الثقافية، والمتعلقة بتنامي الثقافة المعادية لمشاركة المرأة وتمكينها من القيام بأدوار قيادية داخل سوق العمل.

وأكدت مدير عام شركة POD للعلاقات العامة، أنه في مجال العلاقات العامة هناك تحديات ترتبط بالمسؤولية تجاه فريق العمل وكيفية قيادته، وأيضًا تجاه كيفية استيعاب الأفكار المختلفة للكيانات الراغبة في الحصول على الخدمات التي يتم تقديمها، وفيما يخص تأثير أزمة كورونا والاضطرابات الاقتصادية الحالية على المرأة بسوق العمل، أوضحت أنه بشكل عام وبحسب تقرير منظمة العمل الدولية الجديد، تضررت النساء من الأزمة، حيث شهدن انخفاضًا بنسبة 5% في فرص التوظيف خلال عام 2020 مقارنة بـ3.9% بين صفوف الرجال، وخرجت نسبة أكبر من النساء من سوق العمل، وأصبحن غير نشيطات بسبب المسؤوليات المنزلية الإضافية الناتجة عن الإغلاق، ولكن على مستوى العلاقات العامة فالجهد يتضح بقوة خلال الأزمات واستطاعت الشركة خلال الأزمة دعم الكثير من العملاء بخدمات جديدة ارتبطت بتداعيات الجائحة.

وعن تقييم مناخ المنافسة مع الرجل، لفتت إلى أنها ضد المنافسة بمفهومها الدارج الذي يعني إزاحة طرف على حساب الآخر، ولكنها تدعم بشدة فكرة المنافسة التي تهدف إلى التكامل وتخدم العمل الجماعي وفي الوقت نفسه تراعي البعد الإنساني بجميع أشكاله وحالاته، والمنافسة الأفضل هي في كيفية الارتقاء بمستوى العمل، والتنافس على كيفية التعامل بشكل متحضر وراق يدعو إلى الإنسانية أولًا وأخيرًا.

وتابعت: “دون سرد مرتب لمزايا أو عيوب العمل مع فريق نسائي، العمل مع فريق نسائي يتميز بالتعددية في تنفيذ المهام رغم اختلافها، فالعنصر النسائي يستطيع القيام بدوره ضمن فريق العمل وأيضًا يستطيع القيام بواجباته الاجتماعية تجاه الأسرة والأهل، وهي ميزة منحها الله للمرأة دون غيرها وتخضع لطبيعتها البشرية، والتي تستطيع من خلالها القيام بعملها ورعاية أسرتها وتربية أبنائها، وغيرها الكثير من المهام التي يصعب على الرجل القيام بها كاملة مما يجعل العيوب في العمل مع فريق نسائي يقابلها العديد من المميزات”.

ونوهت إلى أن المكاسب التي حققتها المرأة خلال الفترة الأخيرة غير مسبوقة، ويمكن تلخيصها في أن المرأة وضعت في المكانة التي تستحقها، ولكن يبقى مطلب مهم ولا غنى عنه، وهو الحقوق القانونية للمرأة في قوانين الأحوال الشخصية والأسرة والتي ما زالت ملحة بشكل أساسي وتتلخص في ضرورة العدالة الناجزة وسرعة إجراءات التقاضي في القضايا التي تنظرها محاكم الأسرة.

وفيما يخص المجالات التي لم تحقق بها المرأة طموحاتها حتى الآن، لفتت إلى أن هذا الأمر كان يمكن الإجابة عليه سابقًا بالعديد من الطموحات التي ترغب المرأة في تحقيقها، ولكن الأن منذ ثورة 30 يونيو حصلت المرأة المصرية على العديد من المكاسب على جميع الأصعدة، وكان أبرز تلك المكاسب إعلان عام 2017 عامًا للمرأة المصرية وهو الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ الدولة المصرية وتم إطلاق الاستراتيجية القومية لتمكين المرأة المصرية 2030.

وشددت على أنه لأول مرة في تاريخ مصر تهتم الدولة بصحة المرأة وحياتها الاجتماعية فجاءت الحملات المتنوعة للاهتمام بالمرأة، متمنية خلال الفترة المقبلة ألا يكون هناك موقع يشغله الرجل ولا تشارك فيه المرأة على قدم المساواة بعد أن أثبت الواقع العملي قدرتها وإمكاناتها.

وأكدت تطلعها إلى مزيد من التقدم في مجال العلاقات العامة وقدرتها وفريق العمل على تطوير ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة، مشيرة إلى رغبتها من خلال قيادة فريق كبير أغلبه من العنصر النسائي إلى تقديم أجيال جديدة قادرة على الاستمرار في سوق العمل بشكل يلبي متطلبات القطاعات التي تستهدفها، متنمية مزيدًا من الفرص التي يتم تقديمها للمرأة لإثبات نفسها في المواقع المختلفة والمناصب التي كانت حكرًا لسنوات طويلة على الرجال.