غادة شاكر: اهتمام ملحوظ بالمرأة في الجمهورية الجديدة.. والدولة التفتت لضعف المشاركة بسوق العمل في استراتيجية 2030
المساواة بين الرجل والمرأة تزيد الناتج الإجمالي العالمي بين 12 و28 تريليون دولار بحلول عام 2025
إسلام سالم _ قالت غادة شاكر، رئيس قطاع التسويق والعلاقات العامة بشركة رووك – ريدكون للمراكز الإدارية والتجارية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية، إن هناك زيادة في الاهتمام بالمرأة بصورة ملحوظة في الجمهورية الجديدة، مدللة على ذلك بزيادة عدد الوزيرات في الحكومة، والذي وصل إلى 8 وزيرات يدِرن حقائب وزارية هامة، إضافة إلى نائبتين للوزراء، بالإضافة إلى التمثيل الأكبر في البرلمان بإجمالي 162 مقعدًا بمجلس النواب.
وأضافت شاكر، أن المرأة تعيش حاليًا في العصر الذهبي، ولكنها ما زالت تواجه تحديات بسوق العمل أهمها ضعف مشاركتها، فعلى الرغم من أن عدد الإناث في مصر يقترب من 50 مليون سيدة وفقًا لبيانات جهاز الإحصاء، إلا أن نسبة تمثيلهن في سوق العمل ما زالت ضعيفة، وتحتاج لدعم تمكينها على المستوى الاقتصادي وتوفير فرص حقيقية وأكثر فاعلية للمشاركة في التنمية الاقتصادية.
وأكدت رئيس قطاع التسويق والعلاقات العامة بشركة رووك – ريدكون للمراكز الادارية والتجارية، أن الدولة انتبهت بالفعل لهذه النقطة وأطلقت القيادة السياسية منذ 5 أعوام أول استراتيجية لتمكين المرأة 2030، متمنية أن تشهد هذه الاستراتيجية تطبيقًا فعالًا خلال الفترة المقبلة، عبر منح فرصة أكبر للسيدات في إنشاء مشروع خاص بهن، وبناء كيانات اقتصادية كبرى.
وأوضحت أن حصر النساء العاملات في وظائف وأعمال بعينها مثل إدارة حضانات الأطفال يمثل تحديًا أيضًا، رغم أن السيدات في مصر تفوقن في إدارة مؤسسات مالية واقتصادية كبرى بجدارة، وهناك نماذج عديدة ناجحة.
وأشارت إلى أن الأزمات الاقتصادية التي واجهها العالم خلال السنوات القليلة الماضية أثرت على سوق العمل بشكل عام، حيث اضطرت مؤسسات كبرى عالمية للاستغناء عن عمالة أو تقليل الرواتب عقب انتشار جائحة كورونا، وكانت السيدات الأكثر تضررًا على مستوى فقد الوظائف، وفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية.
وأضافت أن الحكومة المصرية نجحت بالتعاون مع القطاع في تفادي تكرار هذا السيناريو، إلا أن المرأة المصرية خلال هذه الأزمات تحملت مخاطر عديدة في القيام بدورها الأسري بجانب مراعاة التغيرات الجديدة والطارئة مثل العمل من المنزل.
وعن تقييم مناخ المنافسة مع الرجل، ومع المرأة، أكدت أن هناك أهمية اقتصادية كبرى للمساواة الاقتصادية بين الرجل والمرأة، وأنها ستؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يتراوح بين 12 إلى 28 تريليون دولار بحلول عام 2025، وبالتالي فإن زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل تحقق عائدًا اقتصاديًّا أكبر.
ورأت شاكر أن المرأة أصبحت حاليًا في منافسة شبة متساوية مع الرجل في سوق العمل وتولي المناصب القيادية، خاصة أنها تتفوق بالنظام والالتزام في المواعيد وإنجاز المهام المتعددة المكلفة بها، وذلك بسبب اعتياد المرأة استخدام جميع الحواس والقدرات بالوقت نفسه، للتوفيق بين إلتزام العمل والتزام الأسرة، إلا أنه ما زالت بعض المؤسسات تفضل الرجال في الوظائف التي تحتاج لجهد بدني بشكل أكبر.
وأشارت إلى وجود مزايا متعددة للعمل مع فريق نسائي، فبطبيعة الحال النساء أكثر تفهمًا وتعاطفًا كما أنهن أكثر تقديرًا للعلاقات الإنسانية ومن ثم أكثر قدرة على حل مشكلات الموظفين ومراعاتها، وأن النساء لديهن قدرة أكبر على قراءة وفهم الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد والتواصل، مؤكدة أنها لم تلاحظ أي عيوب جسيمة في العمل مع فريق نسائي، إلا أن انتباه السيدات للتفاصيل الدقيقة وحب المثالية في ناتج العمل قد يجعلهن أكثر تحكمًا من الرجال في بعض الأمور، كما أن الأعباء الواقعة على المرأة أكثر على مستوى الجمع بين التزامات العمل والأسرة.
النساء أكثر تفهمًا وتقديرًا للعلاقات الإنسانية وقدرة على حل مشكلات الموظفين
وقالت إن هناك مكاسب عديدة حصلت عليها المرأة المصرية خلال آخر 7 سنوات، بداية من تخصيص 2017 عام المرأة المصرية، الأمر الذي يعد سابقة تاريخية في مصر، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، وزيادة تمثيل المرأة في قطاعات مختلفة ومناصب حيوية بالدولة، إلى جانب مكاسب أخرى حققتها المرأة في القطاع الخاص أبرزها وجود 1000 سيدة بمجالس إدارات الشركات المقيدة بالبورصة المصرية.
وتابعت: “حققت المرأة طموحاتها في مختلف مناحي الحياة سواء السياسية والتشريعية والتنفيذية وكذلك الرياضية، ويتبقى صدور تشريعات تسهم في حماية السيدات بشكل أوسع من المضايقات الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة العاملة، وأطمح في إظهار ما يمكن للمرأة أن تحققه بشكل أكبر وبصمتها الريادية في مختلف القطاعات، فكل امرأة في منصب عملها هي انعكاس للقوة النسائية في مصر ودليل على التقدم الذي تحرزه في مختلف المجالات”.
وأضافت شاكر أنها بعملها في القطاع العقاري، استطاعت أن تكون أحد هذه الأمثلة إلا أن العمل لا ينتهي للنساء أبدًا حيث لا تزال هناك الكثير من التحديات التي يجب أن تتكاتف السيدات لحلها وتخطيها، وعلى الجانب العملي، تطمح في التأكيد على الدور الريادي الذي تلعبه المرأة في قطاع حيوي مثل القطاع العقاري.