وول ستريت جورنال: السعودية تجري محادثات مع الصين لتسعير مبيعاتها النفطية باليوان

وكالات – ذكرت Wall street Journal اليوم الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية تجري محادثات مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية باليوان الصيني، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار الأمريكي على سوق البترول العالمي، وتمثل تحولًا من قبل أكبر شركات النفط في العالم.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر لـ Wall street Journal، إن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان توقفت منذ ست سنوات لكنها تسارعت هذا العام، حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية منذ عقود للدفاع عن السعودية.

E-Bank

وتشتري الصين أكثر من 25% من النفط الذي تصدره السعودية، وإذا تم تسعيرها باليوان، فإن هذه المبيعات ستعزز مكانة العملة الصينية.

وسيكون تحولًا كبيرًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية في تسعير حتى بعض صادراتها من النفط الخام التي تبلغ حوالي 6.2 مليون برميل يوميًا بأي شيء آخر غير الدولار.

حيث تتم غالبية مبيعات النفط العالمية حوالي 80% بالدولار الأمريكي، وتسعر السعودية النفط بالدولار منذ عام 1974، في صفقة مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون تضمنت ضمانات أمنية للمملكة.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وكانت الصين قد قدمت عقود النفط المسعرة باليوان في عام 2018 كجزء من جهودها لجعل عملتها قابلة للتداول في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تؤثر في هيمنة الدولار على سوق النفط.

وبالنسبة للصين، أصبح استخدام الدولار خطرًا أبرزته العقوبات الأمريكية على إيران بسبب برنامجها النووي، وعلى روسيا أيضًا ردًا على الحرب الجارية في أوكرانيا.

وعلى صعيد متصل، ساعدت الصين المملكة العربية السعودية في بناء صواريخها الباليستية الخاصة، وتم التشاور معها بشأن برنامج نووي، كما بدأت الاستثمار في المشاريع المستقبلية بالسعودية، مثل مدينة نيوم.

من جهة أخرى، تعد الولايات المتحدة الأمريكية الآن من بين أكبر منتجي النفط في العالم، بينما كانت تستورد مليوني برميل من الخام السعودي يوميًا في أوائل التسعينيات، لكن هذه الأرقام انخفضت إلى أقل من 500 ألف برميل يوميًا في ديسمبر 2021، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وعلى النقيض من ذلك، تضخمت واردات الصين من النفط على مدى العقود الثلاثة الماضية، بما يتماشى مع اقتصادها الآخذ في التوسع.

وكانت المملكة العربية السعودية أكبر مورد للخام للصين في عام 2021، حيث بيعت 1.76 مليون برميل يوميًا، تليها روسيا بـ 1.6 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين.

قال مسؤول سعودي مطلع على المحادثات لـ Wall street Journal “لقد تغيرت الديناميكيات بشكل كبير، وتغيرت علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، وأصبحت الصين هي أكبر مستورد للخام في العالم، وهم يقدمون العديد من الحوافز المربحة للسعودية”.

بينما وصف مسؤول أمريكي كبير فكرة بيع السعوديين للنفط إلى الصين باليوان بأنها “غير مرجحة للغاية”، حيث قال المسؤول الأميركي لـ Wall street Journal، إن السعوديين طرحوا الفكرة في الماضي عندما كان هناك توتر بين واشنطن والرياض.

وأضاف المسؤول الأمريكي بأن تحويل ملايين براميل النفط من الدولار إلى اليوان كل يوم يمكن أن يضر الاقتصاد السعودي، والذي يرتبط عملته الريال بالدولار الأمريكي.

ويقول الأشخاص المطلعون على المحادثات، إن السعوديين ما زالوا يخططون لإجراء معظم معاملات النفط بالدولار، لكن هذه الخطوة قد تغري منتجين آخرين بتسعير صادراتهم الصينية باليوان أيضًا، مثل مصادر النفط الكبيرة الأخرى للصين وهي روسيا وأنجولا والعراق.

كما يمكن أن تؤدي الخطوة السعودية إلى تقليص هيمنة الدولار الأمريكي في النظام المالي الدولي، الذي اعتمدت عليه واشنطن لعقود من الزمن لطباعة أذون الخزانة التي تستخدمها لتمويل عجز ميزانيتها.

وقال الخبير الاقتصادي جال لوفت، مدير معهد تحليل الأمن العالمي والذي شارك أيضًا في تأليف كتاب عن de-dollarization: “إن سوق النفط وبالتالي سوق السلع العالمية بأكمله، هو بوليصة التأمين الخاصة بوضع الدولار كعملة احتياطية، وإذا تم إخراج تلك الكتلة من الجدار، سيبدأ الجدار في الانهيار”.

الرابط المختصر