حسن الفندي: ترشيد النفقات وفتح أسواق جديدة أبرز آليات التعامل مع التحديات الراهنة

تداعيات قاتمة لمؤشر الحرب على السلع الاستراتيجية

aiBANK

شاهندة إبراهيم _ قال حسن الفندي، رئيس لجنة الصناعات الغذائية بجمعية مستثمري العاشر من رمضان ورئيس شركة الحرية للصناعات الغذائية، إن الفترة الماضية شهدت ارتفاع أسعار جميع المواد الخام لمستويات قياسية جديدة وليس فقط مواد الطاقة وعلى رأسها البترول.

أضاف الفندي في تصريحات لجريدة حابي، أن أسعار النفط هبطت بصورة جيدة في الفترة الماضية ليتداول دون 100 دولار للبرميل، بعدما وصل لفوق مستوى 130 دولارًا خلال الآونة الأخيرة.

E-Bank

وتابع: حسابات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وإمدادات أوروبا بالغاز الطبيعي وطرح أمريكا كمية من احتياطياتها النفطية كل هذه الآليات لها انعكاسات.

وأوضح رئيس شركة الحرية للصناعات الغذائية، أن مؤشر الحرب ألقى بظلاله القاتمة على السلع التي تنتجها كل من روسيا وأوكرانيا، نظرًا لاستراتيجيتها وأهميتها القصوى، ومن بين هذه المنتجات القمح والذرة وزيت فول الصويا.

واستطرد: السلع السالف ذكرها مهمة جدًّا ويسيطر عليها لاعبون كبار في إشارة إلى عدد من الدول ومن بينها روسيا، ومن ثم يساهم الموردون الأساسيون في غذاء العالم بصورة يعول عليها بشكل كبير.

وأشار إلى أن توقعات أسعار البترول الفترة المقبلة تتسم بالتفاؤل، بدعم من أجواء التهدئة التي تكتنف المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، لافتًا إلى أن درجة تأثر مصر شديدة نظرًا لأنها مستورد كبير للقمح والذرة والزيوت ومعظم المواد الغذائية بشكل عام.

وتطرق إلى أن تكاليف الحرب باهظة على جميع الأصعدة إلا أنه توقع عقب الوصول لاتفاق بين الأطراف المتصارعة أن تعود الأمور لطبيعتها من جديد في وقت قريب للغاية.

ورجح أن تتراجع أسعار المنتجات التي ارتفعت بقوة عقب صعود البترول، ومع تراجع النفط التدريجي الظاهر حاليًا فمن المتوقع أن ينعكس أيضًا بالإيجاب على السلع بالانخفاض.

ونوه الفندي في تصريحاته لجريدة حابي، إلى أن مصر تواجه ضغطًا كبيرًا على مستوى المواد الأساسية المتمثلة بالترتيب من حيث الأهمية في القمح والذرة ثم زيت عباد الشمس.

وفي نفس السياق، أشار إلى أن الزيوت في العادة إذا تأثر نوع منها على سبيل المثال فباقي الأنواع الأخرى تتأثر بالتبعية في النهاية من خلال عجز وتدهور معروضها، ضاربًا مثالًا على ذلك بأن نقص زيت الصويا يؤثر على زيت عباد الشمس ومن ثم الذرة، مضيفًا أن أي عجز يرفع بدوره باقي منتجات الزيوت بصورة تلقائية.

فيما قلل رئيس شركة الحرية للصناعات الغذائية من درجة تأثر مصر على صعيد مواد الطاقة، معتبرًا أن المواد الغذائية الاستراتيجية هي الأكثر تضررًا.

وعلى نحو آخر، أشاد الفندي في تصريحاته، بتحركات الحكومة الاستباقية عقب تداعيات وباء كورونا العالمي، موضحًا أن مصر كانت تمتلك مخزونًا استراتيجيًّا ممتدًا لتغطية احتياجات أشهر عديدة في مقابل التأثر الشديد لدول العالم الأول.

وفي نفس السياق، أوضح أن الحكومة تحركت سريعًا أيضًا عقب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية في سبيل مواجهة زيادة الأسعار، معربًا عن أمله بذل المزيد وتكليل جميع خطواتها بالتوفيق والسداد.

ويرى رئيس شركة الحرية للصناعات الغذائية، أن هناك ميكانيزمًا بسيطًا لضبط الأسعار وهو العمل على آليات العرض والطلب الكفيلة بتراجع المستويات السعرية بشكل تلقائي.

واعتبر أنه طالما هناك نقص في المعروض فالنتيجة الحتمية لذلك هي زيادة الأسعار، مشيرًا إلى أن الصورة المتداولة في وسائل الإعلام تبث روح الطمأنينة عبر توافر أرصدة كافية من الطعام لتغطية احتياجات البلاد لعدة شهور، بالإضافة لقرب موسم حصاد وتوريد القمح المنتظر بحلول شهر أبريل المقبل.

وعلى صعيد آخر، أوضح أن القوة الشرائية متأثرة بشدة منذ بداية جائحة كورونا ومن ثم زادت الوتيرة مرة إضافية مع تداعيات الحرب الدائرة، ولكن على الرغم من ذلك تحاول الشركة جاهدة العمل بمرونة أكبر للتعامل مع المتغيرات الطارئة والمعطيات المتواجدة.

وأفصح عن أن شركته تعمل وفق سياسة ترشيدية للمصروفات على قدر الإمكان والتوفير من جميع الاتجاهات الممكنة إلى جانب محاولات زيادة المبيعات عبر فتح أسواق جديدة.

 

الرابط المختصر