حابي – قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه في ظل أوضاع إقليمية ودولية بالغة التعقيد يأتي تعظيم قدرات القوى الشاملة للدولة على رأس أولويات الدولة المصرية.
وأضاف السيسي، في كلمة ألقاها بمناسبة عيد تحرير سيناء، أنه بقدر اهتمامنا بقدرتنا العسكرية نمضي أيضا على خطوط متوازية نحو الارتقاء بباقي القدرات الشاملة للدولة، و التي من أهمها القدرة الاقتصادية؛ حيث نطمح لتأسيس اقتصاد وطني قوي يكون قادراً على التصدي لمختلف الأزمات.
وتنشر بوابة حابي جورنال فيما يلي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي:
“شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم
أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الأربعين لتحرير سيناء الحبيبة… تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التي يحمل لها المصريون جميعاً في قلوبهم تقديراً لا حدود له، وينظرون إليها على أنها درة التاج المصري ومصدر فخر وشرف هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التي تجلت عليها الذات الإلهية، وهي البقعة التي اختارها المولى سبحانه و تعالى لنزول أولى رسالاته السماوية فمكانتها الدينية و التاريخية لا ينازعها فيها أحد وموقعها الجغرافي الفريد هو ما لفت إليها الأنظار عبر العصور المختلفة فهي ملتقى قارات العالم القديم وحلقة الوصل بين الشرق و الغرب.
شعب مصر العظيم
إن يوم الخامس و العشرين من أبريل سيظل يوما خالدا في ذاكرة أمتنا تجسدت فيه قوة الإرادة و صلابة العزيمة أكدتها أجيال أدركت قيمة الانتماء لوطنها فوهبت أنفسها للدفاع عن ترابه تلوح عالياً برايات النصر في سماء العزة و الكرامة الوطنية فتحيةً إلى كل من ساهم في سبيل استعادة هذه الأرض المقدسة وعودتها مرة أخرى إلى أحضان الوطن الأم مصر.
تحية إلى شهداء مصر الخالدين في ذاكرتها الذين جادوا بالروح و الدم من أجل بقاء الوطن حرا أبيا و تحيةً إلى رجال الدبلوماسية المصرية الذين خاضوا معركة التفاوض بكل صبر، وجلد لاستعادة الأرض الحبيبة، وتحيةً إلى روح الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي اتخذ قراري الحرب والسلام بشجاعة الفرسان، وبرؤية القائد الذي يتطلع لتوفير المناخ الآمن وتحقيق الاستقرار لشعبه، و الشعوب كافة المحبة للسلام إلى أن استعدنا أرضنا كاملة لنبدأ بعدها مرحلة جديدة في تعمير سيناء الغالية، ليكون ذلك بمثابة خط الدفاع الأول عنها ولعلكم تلمسون حجم المشروعات التي تنتشر فوق ربوعها و التي تهدف إلى تنميتها و الاستفادة من خيراتها و تحقيق الرفاهية لأهالي سيناء الحبيبة.
السيدات والسادة
إن الاحتفال بأعياد تحرير سيناء يأتي متزامناً مع العديد من المناسبات الدينية و القومية حيث يتواكب مع مرور خمسين عاما هجريا على انتصار العاشر من رمضان الذي مهد الطريق لعودة هذه القطعة المباركة من أرض مصر كما يأتي متواكباً أيضاً مع عيد القيامة المجيد، الذي يحتفل به الإخوة المسيحيون وإني إذ أغتنم هذه المناسبة لأكرر لهم التهنئة باحتفالاتهم بأعيادهم كما يأتي متواكبا أيضاً مع قرب نهاية شهر رمضان المعظم وحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية و الإسلامية بالخير
و اليمن و البركات.
شعب مصر العظيم
في ظل أوضاع إقليمية و دولية بالغة التعقيد يأتي تعظيم قدرات القوى الشاملة للدولة على رأس أولويات الدولة المصرية التي استشرفت آفاق المستقبل برؤية عميقة للأحداث و نظرة ثاقبة للمتغيرات و التطورات الدولية فثبت لها يقيناً أنه من أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة القادرة على الحفاظ عليه، ومن هنا فإني أتوجه بالتحية و التقدير إلى رجال جيش مصر المرابطين على كل شبر من أرض الوطن، والذين يستيقظون كل صباح على تجديد عهد الولاء لله و الوطن متأهبين دوماً للدفاع عن أمة وضعت ثقتها المطلقة فيهم و في قدرتهم على الحفاظ عليها.
وبقدر اهتمامنا بقدرتنا العسكرية نمضي أيضا على خطوط متوازية نحو الارتقاء بباقي القدرات الشاملة للدولة و التي من أهمها القدرة الاقتصادية حيث نطمح لتأسيس اقتصاد وطني قوي يكون قادراً على التصدي لمختلف الأزمات لنحقق من خلاله معدلات نمو مرتفعة تستطيع توفير العديد من فرص العمل لشبابنا الطامح الساعي لتحقيق ذاته ورسم طريق مستقبله.
وفي نهاية كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه إلى الله سبحانه و تعالى بالدعاء بأن يديم علينا نعمة الأمن و الأمان و أن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه و سوء”.