شريف الصياد: التركيز على إنتاج السيارات الكهربائية مفتاح التوطين

تعميق التصنيع المحلي الإستراتيجي للمكونات يقلل فاتورة الاستيراد

شاهندة إبراهيم _ قال المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، رئيس مجلس إدارة شركة تريدكو، إن التركيز على تصنيع السيارات الكهربائية هو مفتاح توطين هذه الصناعة المهمة.

وأشار إلى أن أوروبا تتجه الى وقف تصنيع سيارات الوقود السائل بحلول عام 2030، وهو ما يقلل من جدوى أي إستراتيجية محلية خاصة بالمركبات العادية، إضافة إلى أن صناعة السيارة الكهربائية أسهل بكثير من مثيلتها الأخرى، وبالتالي تحقق قيمة مضافة أعلى للدول المصنعة.

E-Bank

وأضاف الصياد، في تصريحات لجريدة حابي، أنه من الضروري النظر بشكل مختلف لهذه الصناعة، عبر إجراء دراسات تقدم لوزارة الصناعة والتجارة للتركيز على المركبات الكهربائية، خاصة في ظل المعوقات التي تواجه صناعة السيارات التقليدية على المستوى المحلي، وأبرز هذه المعوقات يتمثل في المنافسة القوية من المملكة المغربية التي باتت سوقا واسعة، وقطعت شوطا كبيرا بهذا المجال سواء في الصناعات المغذية أو تصنيع العربات الكاملة.

وأشار المهندس شريف الصياد إلى أن جميع المعنيين بالصناعة ينادون بتعميق التصنيع المحلي منذ أكثر من 15 عاما، بدعم من أنه مستقبل الصناعة في مصر، مؤكدا أن الصناعة يجب ألا تقوم على التجميع فقط حتى لو كانت نسب التصنيع عالية، فمن دون تصنيع مكونات مغذية ومواد خام ستكون هذه الصناعة ناقصة، وفقا لتعبيره.

وأوضح أن أغلب الصناعات الموجودة في مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد بعض المكونات والمواد الخام لعدم توافرها الكامل في السوق المحلية، وعلى سبيل المثال خامات البلاستيك والصاج التي يتم استيراد معظمها من الخارج، وكذلك الاستانلس ستيل والنحاس.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وأضاف أن كل خامات الصناعات الهندسية يتم استيرادها من الخارج، ومن المعروف أنها تدخل في جميع الصناعات، كما يتم استيراد جزء كبير من المكونات الأساسية، مثل الموتورات والأجزاء الهيدروليك، وهو ما يعزز القول بأن الصناعة المحلية غير متكاملة وينقصها التكامل الصناعي القوي حتى تستطيع الاعتماد على نفسها.

وتطرق رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية في تصريحاته إلى أن ظروف الجائحة الوبائية “كورونا” ومن ثم الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع تكلفة الشحن، أدت إلى صعوبة كبيرة في الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

وتابع: صعوبة الاستيراد تؤثر بشكل مباشر في الصناعة المصرية، ما يجعلها غير منافسة في التصدير، نظرا للاعتماد على استيراد جزء كبير من المكونات، إضافة إلى تكاليف الشحن والتخليص الجمركي والتخزين، وكلها مصاريف ترفع بدورها سعر المنتج النهائي.

وأشار إلى أن المجلس التصديري للصناعات الهندسية كان قد أطلق مبادرة لتعميق التصنيع المحلي الإستراتيجي، بغرض التركيز على المكونات التي تتلقى حجم طلب عاليا من قبل المصنعين وذات الأولوية القصوى، وعلى سبيل المثال خامة الإستانلس ستيل التي تدخل في تصنيع البوتاجازات والمطابخ بشكل أساسي، إضافة إلى عدد كبير من الصناعات، إلا أنه لا يوجد مصنع في مصر يقوم بتصنيعها، فيستوردها المصنعون وبحجم كبير.

وشدد الصياد على ضرورة إيجاد حلول لتوطين خامة الإستانلس ستيل محليا لأهميتها القصوى وللاعتماد الكبير عليها في عدد واسع من الصناعات.

وتابع: إن هناك حلين اثنين لتوطين خامة الإستانلس ستيل، وهما إما استقدام مستثمر أجنبي بخبرته لإقامة مصنع في مصر، وإما عبر تشجيع بعض المستثمرين المحليين لدخول هذه الصناعة، مع تفضيل الحل الأول لامتلاكه آليات التعامل والمعرفة وقدرته على الإنتاج في وقت قصير.

وتطرق رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية إلى أن هناك بعض المكونات مثل موتور الثلاجة يتم استيراده بكميات كبيرة، رغم أن مصر تنتج تقريبا حوالي 2 مليون ثلاجة مع تصدير جزء كبير منها.

الرابط المختصر