شريف سامي: الشركات بين مطرقة وفرة وسعر الدولار وسندان معدلات الفائدة

ياسمين منير ورضوى إبراهيم _ قال شريف سامي، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي – مصر CIB، والرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية، إن متخذي القرار في الشركات الخاصة والعامة أصبحوا بين مطرقة توافر وسعر الدولار من ناحية وسندان معدلات العائد التي تترجم في تكلفة الاقتراض من ناحية أخرى.

وأشار سامي، إلى أن الكثير من الأسواق الناشئة -لا سيما التي تعتمد على الاستيراد للسلع وتدفق رؤوس الأموال الأجنبية- تعاني منذ الخريف الماضي بسبب الضغوط التضخمية في أوروبا وأمريكا مما دفع البنوك المركزية هناك إلى الإعلان عن خططها لرفع أسعار الفائدة.

وأضاف سامي، أن معدلات التضخم غير المسبوقة في الثلاثين سنة الأخيرة أدت إلى معدلات متسارعة من رفع الفائدة بدأها بنك إنجلترا وتبعه مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتابع رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي – مصر CIB، والرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية، أن تسارع رفع معدلات الفائدة بالخارج أدى بالطبع إلى نزوح الكثير من الأموال المستثمرة من قبل الصناديق والمؤسسات المالية الدولية في البورصات وأسواق أدوات دين في الدول الناشئة طمعًا لملاذاتها الآمنة التقليدية لا سيما مع إغراءات الفائدة الأعلى هناك.

وأضاف سامي، أن أوضاع عمليات الاستيراد في مصر لم تساعد، في ظل ما سببته جائحة كورونا من أزمات منذ منتصف العام الماضي من اضطراب في سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الشحن البحري، وهو ما يظهر جليًّا في بعض القطاعات ويأتي في مقدمتها السيارات والإلكترونيات.

تفاقم الوضع بعد أزمة أوكرانيا دفع لتحجيم استيراد السلع غير الضرورية آملًا في تجاوز تلك الفترة الصعبة

وأشار سامي، إلى أن البنك المركزي والحكومة في موضع غير سهل تفاقم مع الأزمة الأوكرانية نتيجة لتأثيرها على أسعار العديد من السلع ولا سيما القمح والذرة، خاصة أن الأخيرة تعتبر مدخلًا رئيسيًّا في صناعة الدواجن والبيض، موضحًا أن هذه الأسباب دفعت لاتخاذ عدة إجراءات لتحجيم عمليات الاستيراد للسلع غير الضرورية أملًا في تجاوز تلك الفترة الصعبة.

الحكومة نجحت في التحرك سريعًا على عدة أصعدة لتحقيق الاستقرار في احتياطي النقد الأجنبي

وأكد سامي، أن الحكومة نجحت في التحرك بسرعة على عدة أصعدة مع صندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية عربية وصناديق سيادية لتحقيق استقرار في الاحتياطي من النقد الأجنبي.

وشدد على أنه يتعين على كل من: الحكومة والشركات الصناعية والتجارية، الوصول لصيغة عملية للوصول لبر أمان من الأزمة الحالية.

فرصة مهمة لتعزيز الصناعة الوطنية لإنتاج بدائل ذات جودة وتكلفة معقولة لبعض ما نستورده

ويرى سامي، أن الأزمة الحالية تعتبر فرصة مهمة لتعزيز الصناعات الوطنية لإنتاج بدائل ذات جودة وتكلفة معقولة لبعض مما تستورده مصر، وأيضًا لبذل المزيد من الجهد للتوجه لأسواق غير تقليدية.

وأكد رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدوليCIB ، أن البنوك تبذل قصارى جهدها لخدمة عملائها من المستوردين بما يتوافق مع ضوابط البنك المركزي المصري بهذا الخصوص.