منتصر زيتون: ضعف المبيعات وتكاليف الإنتاج الضخمة وراء التأخر في الصناعات المغذية
شاهندة إبراهيم _ يرى منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن كل ما يخص آلات الجر في السيارات “العفشة” وجميع الأجزاء التي تصنع من الحديد والخردة من الممكن توطين صناعتها محليًّا.
وأشار زيتون في تصريحات لجريدة حابي، إلى أن مصر تصدر خردة للخارج، مقترحًا الاستفادة منها عبر إعادة تدويرها مرة أخرى بدلًا من تصديرها، ومن ثم تصنيع مكونات العفشة بالكامل.

وأوضح أن المصنعين المحليين يصنعون بالفعل البطاريات والفرش الخاص بالمركبات، كما يمكن تصنيع جنوط الألومنيوم، خاصةً مع تصدير نسبة كبيرة من إنتاج الألومنيوم المحلي للخارج.
أضاف: إن تصنيع الشاسيهات يتم محليًّا أيضًا من خلال مصنع متخصص في المنطقة الصناعية، إلى جانب تواجد كيان صناعي آخر في السادس من أكتوبر متخصص في إنتاج ضفائر الكابلات الكهربائية لكبرى الشركات العالمية مثل فولفو ومرسيدس.
ولفت إلى إعلان شركة السويدي للأسلاك والكابلات الكهربائية دخولها مجال السيارات، وهو ما يحفز بدوره مشروع توطين وتعميق المكون المحلي للمركبات.
ويرى زيتون، أن المصنعين المحليين باستطاعتهم تصنيع كل ما يخص هذه الصناعة شريطة توفر الدعم من الدولة، في صورة إعفاءات ضريبية وجمركية مع تقليص الرسوم الحكومية التي تضاعفت بشكل كبير للغاية وإعادة النظر فيها مرة أخرى، وفقًا لتعبيره.
ولفت إلى أن فاتورة الكهرباء التي يتكبدها المصنعون ضخمة للغاية، وتحتاج لدعم من الدولة للمصانع.
وأشار إلى أن أي مستثمر يدرس إنشاء كيان صناعي ينظر في بادئ الأمر لسعر المنتج في الصين، فيجد أن تكلفة الإنتاج والاستيراد قريبة ومتساوية للغاية، فيصرف النظر عن التصنيع ويتوجه للاستيراد مع عدم توافر أجواء مناسبة للمنافسة وسط تلاشي أي هامش ربح أو تكوين أي احتياطي.
وشدد على ضرورة الدعم الحكومي للمصانع بغرض التصدير في النهاية، لأن السوق المحلية لا تستوعب المبيعات الضخمة لضعفها وتحقيقها أرقامًا تدور فوق عتبة الـ 250 ألف وحدة سنويا، وهو رقم صغير لا يرتقي مطلقًا لإنتاج المصانع العالمية التي تشترط الإنتاج الكمي في حالة ضخها استثمارات محلية.
واعتبر أن سبب تأخر مصر في الصناعات المغذية يرجع إلى ضعف مبيعاتها السنوية بجانب تكاليف الإنتاج الكبيرة المحملة بالضرائب والجمارك والرسوم الحكومية المبالغ فيها بحسب تعبيره.
وفي سياق آخر، قال زيتون إن استراتيجية تعميق التصنيع المحلي للسيارات لا تخرج للنور بسبب أنها لا تناقش مع الكيانات المعنية بها والقائمين على هذه الصناعة، وإنما يتم مناقشتها في دوائر مغلقة حكومية فقط.
وأضاف: لا بد أن يتم تجميع جميع الأطراف المعنية والجهات المنوطة بهذا القطاع على طاولة واحدة للمناقشة والوقوف على الحلول المناسبة وآليات التعامل لخروج هذه الاستراتيجية للنور وتنفيذها.