خالد بدر الدين _ يتوقع المحللون في المراكز البحثية الصينية، ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 – 24 عاما إلى حوالي 20% خلال العام الجاري، لتسجل أسوأ معدل بطالة منذ تأسيس جمهورية الصين في 1949.
وتشير المسوح التى جرت على البطالة لجميع السكان في جميع أنحاء الصين، إلى أنها تقترب من مستويات لم تشهدها حكومة بكين إلا أثناء الأزمة المالية العالمية وانهيار التجارة العالمية في 2008.
وذكرت وكالة رويترز، أن بيانات مسح البطالة في المناطق الحضرية بالصين والتى تعد أكثر مصداقية من توقعات المحللين والمسوح على جميع السكان، أكدت أن معدل البطالة لقترب من 6% خلال انتشا وباء كورونا منذ نهاية 2019 وحتى بداية الشهر الجاري.
ولكن بعض المقاييس الخاصة التى تحسب بشكل أفضل العمال المهاجرين البالغ عددهم 292 مليون عامل تبين معدل بطالة أسوأ كما أعلن فريق لى شونلى الخبير الاقتصادى بشركة زونجتاى للأوراق المالية، الذى أكد أن هناك أكثر من 70 مليون وظيفة اختفت فى بداية عام الوباء 2020 ولكنه اضطر إلى حذف تقريره وإقالته من منصبه بسبب هذه الأنباء السيئة.
ولم يظهر منذ ذلك الحين سوى تقديرات حديثة قليلة جدا منها تقرير شركة زاوبين دوت كوم لخدمات التعيينات والذى جاء فيه أن 15% من الخريجيين البالغ عددهم 11 مليون شخص هذا الشهر هم الذين استطاعوا العثور على وظيفة.
وتتركز مشكلة البطالة في قطاع الخدمات الذى يعمل فيه حوالي 50% من إجمالي قوة العمل في الصين ومنها وظائف متدنية مثل العاملين في المطاعم ودور السينما و المولات التجارية.
كما تبين في مسح على 165 ألف موظف من العاملين في الشركات الصغيرة والمتوسطة أنهم لديهم سيولة نقدية تكفي لمدة 2.4 شهر فقط لتسجل أدنى مستوى في تاريخ هذه الشركات، ويزداد الحال سوءا في قطاعات التكنولوجيا والعقارات والتعليم والتى يعمل بها أعداد ضخمة وذلك بسبب القيود المشددة التى فرضتها حكومة بكين على شركات التكنولوجيا والديون الهائلة التى يعانى منها شركات المقاولات والبناء.
وأدت أيضا الإغلاقات في بعض المدن الصناعية الكبرى مثل شنغهاى وبكين بسبب انتشار متحورات كورونا خلال الشهور الماضية، إلى تعديل توقعات النمو السنوي التى نشرها بعض خبراء الاقتصاد الذين خفضوها هذا العام من المعدل الرسمي المستهدف عند 5.5% إلى 3% فقط وهذا يعنى كما يؤكد المحللون فى شركة سيندا للأوراق المالية، هبوط عدد الوظائف الجديدة بحوالي 5 ملايين فرصة عمل هذا العام ليرتفع معدل البطالة بأكثر من 1% زيادة على المستوى الموجود حاليا.