القصة الكاملة لواقعة إعدام 7 جنود سودانيين في إثيوبيا

الخرطوم: لن تمر بلا رد.. وأديس أبابا تتبرأ من الواقعة وتتهم ميليشيا محلية

aiBANK

محمد علاء – أعلنت الخرطوم أن الجيش الإثيوبي قتل 7 من الجنود السودانيين ومواطن مدني، فيما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى رئيس مجلس السيادة والحكومة والشعب السوداني في “شهداء الواجب”.

وأعلنت القوات المسلحة السودانية، أمس الأحد، أن الجيش الإثيوبي أعدم 7 جنود سودانيين ومواطن كانوا أسرى لديه، موكدة أن “الموقف الغادر لن يمر بلا رد، وسيرد السودان على هذا التصرف الجبان بما يناسبه”.

E-Bank

ووصف البيان التصرف الإثيوبي بأنه “يتنافي مع كل قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني”.

تفاصيل الواقعة

بدأت الواقعة بـ”اختطاف” 7 جنود ومدني واحد من الأراضي السودانية واقتيادهم إلى الأراضي الإثيوبية، في 22 يونيو الجاري، ومن ثمَّ “قتلهم، والتمثيل بجثثهم على الملأ”، بحسب بيان صادر اليوم عن وزارة الخارجية السودانية.

وأدانت الخارجية السودانية بأشد العبارات ما أقدم عليه الجيش الإثيوبي من “جريمة نكراء تجافي مبادئ القانون الإنساني الدولي”.

وأضاف البيان أن الوزارة بينما تشجب “هذا السلوك غير الإنساني” تذكَّر بأن السودان يستضيف أكثر من مليوني مواطن إثيوبي “ينعمون بمعاملة كريمة ويتقاسمون مع الشعب السوداني موارده ولقمة عيشه في كرم وتسامح”.

شكوى رسمية واستدعاء السفير

وفي أول رد فعل على الواقعة، أعلنت الخارجية السودانية بأنها شرعت في التقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة؛ “حفاظا منها على سيادة البلاد وكرامة المواطنين”.

كما أعلنت الخارجية السودانية عن استدعاء السفير السوداني لدى إثيوبيا “فورًا” للتشاور، وأيضًا استدعاء السفير الإثيوبي بالخرطوم لإبلاغه بـ”شجب وإدانة السودان لهذا السلوك غير الإنساني”.

وأكدت أيضًا أن “حكومة السودان تحتفظ بكامل الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة في الدفاع عن أراضيه وكرامة إنسانه”.

البرهان على الحدود

ومن جانبه، تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القوات  السودانية في موقعين قرب الحدود مع إثيوبيا، مؤكدًا “عزم قيادة القوات المسلحة على إسناد القوات وتمكينها من أداء واجبها المقدس في حماية الأرض والعرض”.

وقال البرهان، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا»، إن “أفراد القوات المسلحة لن تضعف عزيمتهم وأنهم ماضون في طريق الفداء والاستشهاد في سبيل البلاد”.

وشدد البرهان على أن دماء الشهداء لن تضيع سدى، مؤكدا أن الرد سيكون واقعا ملموسا على الأرض، وأن ما جرى من أحداث خلال الأيام الماضية بمنطقة الأسرة لن يتكرر مرة أخرى.

ووجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي بـ”عدم السماح بأي تحركات أو تعديات جديدة على الأراضي السودانية والمواطنين حتى خط الحدود الدولية”.

إثيوبيا تعلق

وفي المقابل، أصدرت الحكومة الإثيوبية بيانا صحفيا اليوم الإثنين وصفت فيه الحادث بأنه “مأسوي”، معربة عن أسفها لـ”الخسائر في الأرواح نتيجة المناوشات بين الجيش السوداني ومليشيا محلية، والتي سيُجرى تحقيق بشأنها قريبًا”.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية، وفق البيان الذي أوردته وكالة فانا المحلية، أنها “ترفض رفضًا قاطعًا تحريف هذه الحقائق من قبل قوات الدفاع السودانية التي ألقت اللوم ظلما على إثيوبيا، بينما كانت وحدة الجيش السوداني، هي التي عبرت الحدود الإثيوبية بطريقة استفزازية”.

وأعربت عن أملها في أن “تمنع الحكومة السودانية نفسها من أي تصعيد للحادث وتتخذ تدابير من شأنها أن تهدئ من تصعيد الموقف”.

وذكرت أن الحادث مختلق عمدا “لتقويض العلاقات العميقة الجذور بين شعبي إثيوبيا والسودان علاوة على ذلك، كان الهدف من الحادث هو تدمير وعرقلة إثيوبيا من طريق السلام والتنمية”، مؤكدة أنها ستظل ملتزمة بـ”مبادئ الحل الودي للخلافات بين الدول”.

اشتباكات مسلحة

وكانت منطقة الفشقة، المتنازع عليها بين السودان وإثيوبيا، قد شهدت اشتباكات مسلحة، أواخر عام 2020، بعدما هاجم الجيش الإثيوبي عناصر من القوات المسلحة السودانية التي كانت تمشط المنطقة.

وأعلن رئيس مجلس السيادة أن السودان استرد المنطقة بعدما “ظل يحاور الجانب الإثيوبي لفترة طويلة حول المنطقة، ووجد تعنتا ومماطلة منهم”.

 

الرابط المختصر