وزير الخزانة الأمريكي السابق يتوقع تطبيق برنامج آبينوميكس لمواجهة مخاوف الركود الحالية

خالد بدر الدين _ يتوقع لورانس سومرز وزير الخزانة الأمريكي السابق، أن يلجأ خبراء الاقتصاد والهيئات المعنية في الدول المتقدمة التى تواجه كسادا ماليا ومخاوف من الركود ، إلى برنامج “آبينوميكس” الذى ابتكره الراحل شينزو آبي عندما تولى منصب رئيس الوزراء في عام 2012 للمرة الثانية لتطبيق سياسة اقتصادية ونقدية جديدة لإنقاذ اليابان من ركود استمر عشرين سنة.

وذكرت وكالة بلومبرج ، أن سومرز يرى أن اغتيال شينزو آبي ليس مأساة لليابان فقط ولكنه تراجيديا حزينة للولايات المتحدة لعلاقتها الوثيقة معها وللعالم كله، حيث تولى آبي رئاسة الوزراء مرتين ليصبح أطول رئيس وزراء في اليابان بقى في المنصب.

E-Bank

وتولى آبي رئاسة وزراء اليابان أول مرة في عام 2006 وكان أصغر من تولى المنصب في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وبعد عام شهد فضائح سياسية وغضب الناخبين لضياع سجلات خاصة بمعاشات التقاعد وهزيمة تكبدها حزبه الحاكم في الانتخابات، ليستقيل آبي بزعم اعتلال صحته ثم تولى المنصب مرة أخرى في 2012 ثم تنحى في 2020 .

ويعد مصطلح آبينوميكس الذى ابتكره آبى برنامج مبتكر يتضمن السياسات الاقتصادية التى يطبقها ويشبه مصطلح ريجانوميكس أو كلينتونوميكس ” أي السياسات التابعة للرئيس ريجان والرئيس كلينتون”، حيث تم الترويج لآبينوميكس كطريقة لإخراج الاقتصاد الياباني من فترة النمو الضئيل والانكماش التى عانى منها عقدين من الزمان.

وتعود المشاكل الاقتصادية في اليابان إلى التسعينيات، حيث كانت فترة من الركود الاقتصادي الملحوظ بعد انفجار فقاعة العقارات الهائلة في الثمانينيات، وانفجار فقاعة أسعار الأصول اليابانية في أوائل التسعينيات.

تابعنا على | Linkedin | instagram

واستخدم آبى مجموعة من السياسات الاقتصادية التي دافع عنها عندما تولى السلطة للمرة الثانية في عام 2012، والتي تم وصفها على أنها نهج اقتصادي من 3 مراحل تركز الأولى منها على زيادة المعروض النقدى من خلال طباعة العملة اليابانية بقيمة تتراوح بين 60 تريليون ين إلى 70 تريليون ين، وذلك لجعل الصادرات اليابانية أكثر جاذبية وتوليد تضخم متواضع.

واتجهت المرحلة الثانية إلى تعزيز الإنفاق الحكومي لتحفيز الاقتصاد من خلال تقوية الطلب والاستهلاك مع تشجيع النمو قصير الأجل وتحقيق فائض في الميزانية على المدى الطويل بينما حققت المرحلة الثالثة إصلاحات اقتصادية وتنظيمية عن طريق إصلاح الأنظمة المختلفة لجعل الصناعات اليابانية أكثر تنافسية ولتشجيع الاستثمار في القطاع الخاص.

وقام أيضا آبي فى المرحلة الثالثة بإصلاح حوكمة الشركات، وتخفيف القيود على تعيين موظفين أجانب في مناطق اقتصادية خاصة، وتسهيل قيام الشركات بفصل العمال غير الفعالين وغير النشطين وتحرير قطاع الصحة، وتنفيذ تدابير لمساعدة رواد الأعمال المحليين والأجانب مع إعادة هيكلة قطاع المرافق والصناعات الدوائية وتحديث العمليات الزراعية لجعل اليابان أكثر قدرة على منافسة الأسواق العالمية.

وتطورت سياسة آبينوميكس مع استمرار رئيس الوزراء آبي في الحكم، والذي سعى لتوظيف الإناث، والنمو المستدام، ومفهوم يُعرف باسم “المجتمع 5.0” والذي يهدف إلى زيادة رقمنة اليابان ليشتهر آبي بسياسة “آبينوميكس” المتمثلة في تيسير السياسة النقدية والإنفاق المالي وتعزيز الإنفاق الدفاعي بعد سنوات من تراجعه ووسع قدرات الجيش لإظهار قوته في الخارج.

وأعاد آبي في تحول تاريخي عام 2014، تفسير الدستور السلمي، الذي تم وضعه بعد الحرب، للسماح للقوات اليابانية بخوض عمليات قتالية في الخارج لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية وأنهى في العام التالي تشريع حظر على ممارسة حق الدفاع الجماعي عن البلاد، أو الدفاع عن دولة صديقة تتعرض لهجوم.

ولكنه لم يحقق هدفه طويل الأمد في مراجعة الدستور الذي صاغته الولايات المتحدة غير أنه كان له دور فعال في الفوز باستضافة أولمبياد طوكيو 2020، لتتحقق أمنيته في رئاسة الحدث الرياضي الكبير الذي تم تأجيله عاماً واحداً حتى 2021 بسبب جائحة كوفيد-19.

وانتهت اليوم الجمعة حياة أطول رئيس وزراء لليابان بعد تعرضه لإطلاق نار أثناء إلقائه لكلمة في مدينة نارا غرب اليابان يوم 8 يوليو ليتوفى متأثرا بجراحه عن عمر 67 عاما

الرابط المختصر