هبوط أسعار القمح العالمية 3.7% في أسوأ انخفاض أسبوعي خلال 10 سنوات
لتمحو جميع مكاسب المحصول الاستراتيجي منذ اشتعال الحرب الروسية
خالد بدر الدين _ هبطت أسعار القمح المستقبلية بنحو 3.7 % خلال الأسبوع الماضي، في أسوأ انخفاض أسبوعي منذ أكثر من 10 سنوات، لتمحو جميع المكاسب التي حققها المحصول الاستراتيجي منذ غزو روسيا لجارتها أوكرانيا في 24 فبراير.
وتراجع سعر بوشل القمح (البوشل نحو 70 كيلوجرامًا) إلى ما يزيد قليلًا على 7.8 دولارات مع ختام الأسبوع الماضي لتسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2011 بفضل استعادة عمل موانئ شبه جزيرة القرم وعودة سفن الشحن للإبحار محملة بالحبوب إلى العديد من دول العالم، وخصوصًا منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار القمح كانت قد قفزت إلى أكثر من 13 دولارًا للبوشل خلال الأسابيع التي أعقبت الحرب الروسية في أوكرانيا والمستمرة حتى الآن، والتي دفعت أسعار السلع الخام الزراعية والمعدنية وحتى البترول والغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية بسبب العقوبات الغربية والأوروبية على حكومة موسكو، وحظر التصدير من موانئ روسيا وإغلاق موانئ أوكرانيا بسبب الحرب.
وارتفعت شحنات الحبوب خلال الأسبوع الماضي من موانئ شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا بنحو 50 مرة حجم الشحنات التي تنقلها منها عادة خلال نفس هذه الفترة كل سنة، مما يشير إلى أن واردات القمح الأوكراني التي استولى عليها الجيش الروسي عادت مرة أخرى لتنتقل إلى الدول المستوردة التي تعتمد عليها.
وجاء انخفاض أسعار القمح بعد أن نجحت المفاوضات التي تبنتها الدول الكبرى مع روسيا لاستئناف التصدير من موانئ البحر الأسود، لتنتعش الآمال بانحسار أسوأ تضخم في أسعار المواد الغذائية منذ نحو أربعة عقود ومع ارتفاع محصول الحبوب الروسية والأمريكية.
ويرى آدام نوسالا محلل أسواق الحبوب بشركة فرونتير فيوتشرز في مدينة مينيابوليس الأمريكية، أن تأثير الحرب الروسية يبدو أنه انحسر كثيرًا عما كان عليه خلال الأسابيع الأولى من غزو أوكرانيا، وستخضع أسعار الحبوب وخصوصًا القمح إلى حركة الأسواق وقوى العرض والطلب .
ولكن الأسعار المستقبلية لأجل شهرين لبعض الحبوب مثل الذرة والبذور الزيتية ارتفعت قليلًا بنهاية الأسبوع الماضي، لأن بعض المحللين يعتقدون أن التقلبات المناخية ولا سيما الجفاف وارتفاع درجة الحرارة قد تضر بمحاصيل القمح في بعض الدول، مما يقلل من المعروض منها ويرفع أسعارها بسبب تزايد الطلب المتوقع في الفترة القادمة عندما تتوقف الحرب.
وارتفعت درجة الحرارة في فرنسا التي تعد من أكبر 10 دول تصديرًا للقمح إلى نحو 40 درجة مئوية في بعض المناطق المزروعة، ونحو ثلث المناطق الأمريكية المزروعة ذرة تأثرت مؤخرًا بالجفاف، كما صعدت درجة الحرارة في المناطق الغربية المنزرعة بمحصول القمح.
وكانت الواردات العالمية من الحبوب وأهمها القمح والذرة والبذور الزيتية قد انكمشت أثناء فترة الحرب الروسية التي دخلت شهرها الخامس في أوكرانيا التي بها أكبر موانئ تصدير للحبوب في العالم، مما أدى إلى هبوط صادراتها للدول المستوردة لهذه الحبوب.
وتراجعت أسعار القمح في ختام الأسبوع بنحو 26 سنتًا لكل بوشل والذرة بنفس القيمة تقريبًا، ليهبط سعر البوشل إلى نحو 6 دولارات، وفول الصويا بأكثر من 13 سنتًا لينخقض سعر البوشل إلى 14.7 دولارًا.