رنا ممدوح _ قال هاني جنينة، المحاضر بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الاتفاق الروسي الأوكراني لتصدير 22 مليون طن من الحبوب للأسواق الإفريقية والشرق الأوسط سيكون له تأثير إيجابي على السوق المصرية التي تستهلك سنويًّا نحو 20 مليون طن من القمح، ومن شأن هذا التراجع أن يعزز موقف مصر في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي .
كانت الحكومة قد أعلنت مؤخرًا عن بدء مفاوضات حول برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي يشمل الحصول على قرض. وقال الصندوق في بيان أوائل يوليو الجاري إنه أجرى محادثات مثمرة خلال زيارة على مستوى الخبراء لمصر بشأن السياسات والإصلاحات الاقتصادية التي سيتم دعمها من خلال تسهيل قرض جديد.
وأشار جنينة إلى أن مصر عادت الشهر الماضي لتعزيز مخزونها من السلع الاستراتيجية، بعد أن واجهت صعوبة في الآونة الأخيرة مدفوعة بارتفاع أسعار القمح والتي وصلت إلى 500 دولار للطن.
وأكد المحاضر بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على ضرورة إعادة تعبئة مخزون السلع الاستراتيجي قبل نهاية العام الجاري لمواجهة أي أزمات قد تطرأ في الأعوام المقبلة.
ولفت جنينة، إلى أن ارتفاع أسعار القمح خلال الفترة الماضية خلق فجوة تمويلية كبيرة، متوقعًا انكماشها الفترة القادمة مع تراجع الأسعار.
وأوضح أن الفجوة التمويلية تنقسم إلى شقين أولها سداد المديونيات، والثاني العجز في ميزان المعاملات الجارية والذي يتضمن تكاليف استيراد القمح والبترول ضمن واردات أخرى.
وأشار المحاضر بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى أن أسعار البترول شهدت حالة من التراجع في الفترة الأخيرة، متوقعًا أن يتبعها القمح خلال النصف الأخير من العام.
كانت روسيا وأوكرانيا قد وافقتا أول أمس على استئناف تصدير شحنات الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى العالقة في موانئ البحر الأسود والتي تبلغ نحو 22 مليون طن إلى الأسواق العالمية في خطوة نحو تخفيف أزمة الغذاء خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأعلن أنطونيو جوتيريش السكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة أن هناك اتفاقية موازية تستهدف تسهيل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية برغم العقوبات الغربية على حكومة موسكو بعد تحذير منظمة الأمم المتحدة عدة مرات من أزمة غذائية بسبب النقص الكبير الذي أحدثه وقف تصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية بسبب الحرب.
وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول إنتاجًا وتصديرًا للحبوب ولا سيما القمح والذرة والشعير والبذور الزيتية والأسمدة لدرجة أن أوكرانيا صدرت وحدها العام الماضي 10% من إجمالي صادرات القمح العالمي، ولكن الحرب هذا العام تسببت في تجميد أكثر من 22 مليون طن من القمح في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.