منظمة أونكتاد تؤكد ارتفاع تكاليف الشحن العالمية

36 دولة تستورد 50% من احتياجات القمح من دولتي الحرب

aiBANK

خالد بدر الدين _ قفزت أسعار شحن السلع الجافة مثل الحبوب في منطقة البحر الأسود بنحو 60% منذ غزو روسيا لأوكرانيا، مع تزايد المسافات بين الدول المصدرة والمستوردة، وكذلك ارتفاع فترات وتكاليف الشحن التي تشهد زيادة ملحوظة منذ بداية انتشار الوباء في عام 2020، مما ساعد على ارتفاع أسعار الحبوب وزيادة أسعار السلع الغذائية الاستهلاكية لمستويات قياسية هذا العام.

روسيا وأوكرانيا تهيمنان على 53% من التجارة العالمية للبذور الزيتية

E-Bank

وتعد روسيا وأوكرانيا من أهم الدول المصدرة للسع الغذائية الزراعية ومنها اللحوم، حيث تهيمنان على نحو 53% من التجارة العالمية في البذور الزيتية مثل عباد الشمس، و27 % من القمح لدرجة أن 36 دولة تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، وهذا يعني أن استمرار الحرب بينهما سيجعل أسعار الغذاء تواصل الارتفاع لمستويات قياسية حتى عام 2024.

وأدت الحرب الروسية إلى عرقلة حركة التجارة البحرية في منطقة البحر الأسود وتوقف الأنشطة في موانئ أوكرانيا وروسيا وتدمير البنية التحتية لمرافق الشحن وتقييد الحركة التجارية وارتفاع تكاليف التأمين بسبب العمليات الحربية وتزايد أسعار الوقود وقوة الطلب على السفن والناقلات العالمية وتفاقم تكاليف الشحن حول العالم.

وجاء في تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد» بعنوان «تمزق التجارة البحرية» الذي نشرته مؤخرًا أن الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على لوجيستيات التجارة البحرية جعلت المستوردين من هذين البلدين يتجهان إلى دول أخرى للحصول على السلع الاستراتيجية التي يحتاجون إليها.

الحرب الروسية تزيد تكاليف الشحن اليومية للناقلات الصغيرة

وأوضح المحللون في تقرير أونكتاد أن الحرب الروسية والضغوط اللوجيستية والقيود التجارية أدت أيضًا إلى صعود أسعار البترول والغاز الطبيعي، وبالتالي تزايد تكاليف الشحن ولا سيما أسعار الشحن اليومية للناقلات الصغيرة التي تعد من أهم السفن التجارية التي تجد متاعب عند الإبحار في مناطق البحر الأسود وبحر البلطيق والبحر المتوسط التي تتجه منها إلى معظم الدول المستوردة.

وتسببت الحرب الروسية في أوكرانيا في الاستغناء عن عشرات الآلاف من عمال الشحن والموانئ في روسيا وأوكرانيا، والذين تبلغ نسبتهم نحو 14.5 % من إجمالي العمالة على مستوى العالم بعد أن أغلقت القوات الروسية الطرق التجارية وأرصفة الشحن والموانئ في منطقة البحر الأسود وبحر آزوف وعلقت الخدمات البحرية فيها، مما جعل أسعار الشحن تقفز لمستويات عالية كما أكد كريستيان رولوف المدير التنفيذي لشركة كومنير إيكستشينج لنقل الحاويات.

ومن المتوقع أن تعاني الدول متوسطة ومنخفضة الدخل من استمرار ارتفاع أسعار السع الزراعية والغذائية، لأنها تعتمد على الشحنات المستوردة التي تقفز أسعارها بسبب تزايد تكاليف الشحن والوقود وأجور عمال التحميل والتفريغ مع صعود معدلات التضخم لمستويات قياسية في معظم دول العالم .

متوسط السعر العالمي لزيت وقود السفن يقفز إلى 1000 دولار للطن

وقفز متوسط السعر العالمي لزيت وقود السفن إلى أكثر من 1000 دولار للطن بعد الحرب الروسية بارتفاع 64% عما كان عليه في بداية العام الجاري، كما زاد سعر وقود ناقلات الحاويات بما يقرب من 50% منذ بداية غزو حكومة موسكو لجارتها أوكرانيا مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية وتفاقم فجوة الفقر في البلاد النامية.

وعلى العكس من ذلك تراجعت أسعار الشحن بين الولايات المتحدة ودول آسيا بأكثر من 13% خلال النصف الأول من العام الجاري، ونحو 50% في الربع الماضي بسبب ضعف الطلب بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في أول هبوط نصف سنوي منذ عام الوباء في 2020، ولكنها ما زالت أعلى مما كانت عليها في عام 2019 قبل ظهور جائحة كوفيد 19 .

وانخفضت أيضًا أسعار الشحن بنهاية يونيو بنحو 30% بين شمال أوروبا وآسيا مقارنة بها في أول العام الحالي مع تزايد وقوف السفن والناقلات بجوار الموانئ لضعف الطلب عليها، بينما زادت أسعار الشحن بين أوروبا والساحل الشرقي الولايات المتحدة بفضل انتعاش التجارة بينهما وتحولها من منطقة الحرب إلى المحيط الأطلنطي وبزيادة 400% عما كانت عليها قبل وباء كورونا.

كورونا يطيح بالصادرات الصينية

أما الصادرات الصينية فقد هبطت من ميناء شنغهاي بنسبة تتراوح بين 20% و 30% خلال الشهور الماضية بسبب إغلاقات الأنشطة الاقتصادية التي نفذتها حكومة بكين للحد من العدوى من متحورات كورونا التي أصابت آلاف المواطنين في المدن الصناعية الكبرى، مما ساعد على انخفاض أسعار الشحن رغم تحول البضائع والسلع إلى موانئ أخرى، غير أنها ما زالت أعلى بنحو 400% عما كانت عليه أسعار الشحن قبل وباء كورونا.

ويرى سورين سكو، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك الدنماركية للشحن، أن الزيادة في أسعار الشحن هذا العام، ستضيف عقودها طويلة الأجل نحو 10 مليارات دولار إلى إيراداتها مع نهاية العام الجاري بالمقارنة بالعام الماضي، وهذه الزيادة ستعوض كثيرًا التكاليف المرتفعة التي تتكبدها عمليات الشحن منذ الحرب الروسية حتى الآن.

أسعار شحن الحبوب في منطقة البحر الأسود تقفز 60% منذ الغزو

ومع تزايد الازدحام في الموانئ وتأجيل تداول عمليات الشحن ارتفع هذا العام متوسط سعر شحن الحاوية التي تعادل 40 قدمًا FEU في شركة ميرسك إلى 4553 دولارًا بارتفاع نحو 71% عما كان عليه خلال نفس النصف من العام الماضي وهذا يرجع إلى هبوط حمولة الشحن بنسبة 6.7% خلال نفس الفترة بسبب ضعف الصادرات.

الرابط المختصر