العربية نت _ أعلن البنك الدولي ، أمس الجمعة، أنه لن يقدّم تمويلًا جديدًا لسريلانكا إلا في حال أجرت الدولة “إصلاحات هيكلية عميقة” بهدف تحقيق الاستقرار في الاقتصاد السريلانكي المنهار.
ويعاني سكّان سريلانكا البالغ عددهم 22 مليون نسمة تقريبًا، منذ أشهر، نقصا حادّا في الغذاء والدواء وانقطاعا للتيار الكهربائي وتضخّما كبيرا.
وتخلّفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار منتصف أبريل. وتجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بهدف إقرار خطة إنقاذ، وفق وكالة فرانس برس.
وفرّ الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا مطلع الشهر إثر احتجاجات واسعة في البلاد، واستقال من منصبه في ما بعد. وتسلم رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه رئاسة البلاد، مؤديًا اليمين الدستورية في 21 يوليو.
ولفت البنك الدولي إلى أنه قلق لتأثير الأزمة على شعب سريلانكا وغير مستعدّ لمنح أموال قبل أن تُجري الحكومة الإصلاحات المناسبة.
وقال البنك في بيان: “لا نعتزم تقديم تمويل جديد لسريلانكا قبل أن يوضع إطار ملائم لسياسة اقتصاد كلّي”.
وتابع: “هذا يتطلب إصلاحات هيكلية عميقة تركز على الاستقرار الاقتصادي، وكذلك على معالجة الأسباب الهيكلية الجذرية التي ادت الى هذه الأزمة”.
وأشارت المؤسسة المُقرضة إلى أنها حوّلت 160 مليون دولار من القروض الحالية لتمويل تأمين أدوية ضرورية وغاز الطهو وحصص غذائية لتلاميذ المدارس.
وتُجري سريلانكا حاليًا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بهدف إقرار خطة إنقاذ محتملة، لكن قد تستغرق العملية أشهرًا، بحسب مسؤولين.
واستهلكت سريلانكا تقريبًا إمداداتها الشحيحة أساسًا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.
وبلغ التضخّم في يوليو 60.8%، مسجّلًا نسبة قياسية للشهر العاشر على التوالي، بحسب بيانات لمؤشر أسعار المستهلك في كولومبو نُشرت الجمعة، فيما فقدت الروبية السريلانكية أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار الأميركي هذا العام.
ويفيد برنامج الأغذية العالمي أن نحو خمسة ملايين شخص أي 22% من السكان، بحاجة إلى مساعدة غذائية فيما خمس عائلات من كل ست لا تتناول كامل الوجبات اليومية أو تشتري السلع بنوعية أقل.
وبلغت الأزمة ذروتها في 9 يوليو حين اقتحم عشرات آلاف المتظاهرين القصر الرئاسي، ما أجبر الرئيس راجاباكسا على الفرار إلى سنغافورة، ثمّ التنحّي.
وأعلن الرئيس الجديد رانيل ويكريميسينغه حالة طوارئ تمنح القوات المسلحة سلطات واسعة وتسمح للشرطة باعتقال مشتبه بهم لفترة طويلة بدون توجيه اتهامات اليهم.