خالد بدر الدين – أعلن وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشنج، أن العلاقات مع الصين حاليا في أسوا حالاتها منذ 40 سنة بينما تحاول الصين إعادة تايوان إلى سيادتها بوسائل غير عسكرية وبتعزيز العلاقات الاقتصادية.
ويرى خبراء عسكريون أنه عند أي مواجهة عسكرية بين البلدين فإن قوات الصين يمكنها أن تسحق قوات تايوان.
وإذا استحوذت الصين بالقوة على تايوان بنفس الطريقة التي نفذتها روسيا عندما غزت في 24 فبراير الماضي جارتها أوكرانيا، فإن بعض الخبراء الغربيين يرون أن الصين ستكون حرة في استعراض قوتها في منطقة غرب المحيط الهادى، وربما حتى تهدد القواعد العسكرية الأمريكية الممتدة حتى جزيرتي جوام وهاواى، غير أن بكين تصر على أن نواياها سلمية للغاية.
وتؤكد بكين أن جزيرة تايوان انفصلت عن الصين ولكنها ستعود مرة أخرى تحت سيطرتها، كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أنه يجب إعادة تايوان إلى بلاده، وأنه ليس من المستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك، بينما ترى تايوان نفسها بلدا مستقلا لها دستورها الخاص بها وزعماءها المنتخبين بصورة ديموقراطية.
وذكرت شبكة بي بي سي البريطانية أن تايوان جزيرة تبعد حوالي 100 ميل عن ساحل الجنوب الشرقي للصين وتقع فيما يطلق عليه أولى سلسلة الجزر التي تشمل عدة أقاليم صديقة للولايات المتحدة، ولها أهمية حيوية للسياسة الخارجية الأمريكية.
وتقول المصادر التاريخية إن جزيرة تايوان كانت لأول مرة تحت الهيمنة الصينية في القرن 17 عندما بدأت تديرها أسرة جينك، ولكن الصين تركت الجزيرة في عام 1895 لليابان بعد انهزامها في أول حرب مع طوكيو، ولكن بكين استولت على تايوان مرة أخرى فى عام 1945 عندما انهزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية.
واندلعت الحرب الأهلية في الصين بين قوات الحكومة الوطنية بقيادة شيانج كاي شيك وحزب ماوتسيدونج الشيوعي، وفاز الشيوعيون في عام 1949، واستولوا على بكين، وهرب شيانج كاي شيك إلى تايوان مع ما تبقى من الحزب الوطني، والذى عرف باسم كومينتانج وحكموا الجزيرة لعدة عقود.
وتشير الصين لهذا التاريخ لتؤكد أن تايوان كانت في الأصل إقليما صينيا بينما يشير التايوانيون لنفس التاريخ ليبينوا أنهم لم يكونوا أبدا جزءا من دولة الصين الحديثة التي تشكلت أولا بعد ثورة وقعت في عام 1911 وتأسست عام 1949 جمهورية الصين الشعبية بزعامة ماو.
وكان حزب كومينتانج من أقوى الأحزاب السياسية البارزة في تايوان منذ ذلك الحين، وحكم الجزيرة معظم تاريخها، ولكن لا تعترف حاليا سوى 13 دولة فقط بجانب الفاتيكان بأن تايوان دول مستقلة، حيث تمارس الصين ضغوطا دبلوماسية على دول العالم حتى لا تعترف بتايوان.