حابي – قال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، إن الموانئ المصرية كانت متقادمة؛ فالأرصفة أطوالها كانت غير كافية، كما أن الأعماق لم تكن تناسب السفن العملاقة.
وأضاف رئيس الوزراء، في تصريحات تلفزيونية عقب جولة ميدانية بالإسكندرية اليوم، أن التحدي الأكبر للموانئ المصرية كان منظومة التخليص الجمركي ومعامل الفحص والإجراءات البيروقراطية التي تؤثر على أداء الموانئ.
وأكد مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بالميكنة الكاملة لهذه المنظومة، لافتًا إلى أن ما تحقق يمثل بكل المقاييس نقلة نوعية في الموانئ المصرية تلبي متطلبات المستقبل.
وأشار إلى إنشاء عدد من المباني الجديدة بميناءي الدخيلة والإسكندرية، وعلى رأسها المعامل المركزية الجديدة، والتي تضم جميع جهات الدولة التي تضطلع بعمليات الفحص، بحيث أن أي شحنة تدخل أو تخرج يتم فحصها في هذا المكان.
ونوه مدبولي بأن الوضع السابق كان يتمثل في أنه إذا وصلت سفينة قمح مثلا، كانت تدخل رصيف الميناء، ويتم سحب عينة، وتخرج مرة أخرى للبحر، انتظارا لنتيجة الفحص، ويتم نقل هذه العينة لمعامل في القاهرة، ليمر أسابيع حتى يتم الفحص وتلقي النتيجة، الأمر الذي كان يفرض رسوما تدفع على هذه الإجراءات بالعملة الصعبة.
وتابع: “كما كان من الممكن نزول شحنة أخشاب في ميناء الإسكندرية، ليتطلب فحصها نقل العينة برا إلى المعمل الوحيد حينه لفحص الأخشاب في دمياط، فتتحرك سيارات بالعينات إلى دمياط لفحصها ثم العودة بها”.
وأضاف رئيس الوزراء أن أي حاوية كان يتم فحصها من خلال جهات فحص يصل عددها إلى مابين 12 أو 14 جهة، وكانت الحاوية يتم فتحها من قبل الجهات واحدة وراء أخرى، على مدار عدة أيام، ثم اعادة الحاوية بعد كل فحص.
وقال مدبولي: لذلك كانت المنظومة عقيمة، لا يمكن قبول وجودها في الموانئ المصرية، وكان متوسط الإفراج لا يقل عن 3 أسابيع، بينما كان يبلغ في الموانئ العالمية 3 أيام فقط.
وأشار إلى تنفيذ تطوير شامل لتوفير الجهد والتكلفة، لافتا إلى زيارة اليوم لميناء الإسكندرية شملت مبنى الفحص المشترك، والذي يشهد تجميع جميع الجهات التي ستفحص الحاوية، بحيث يتم فحصها في وقت واحد.
وأضاف رئيس الوزراء ان زيارة ميناءي الدخيلة والإسكندرية اليوم، شهدت تفقد المشروع العملاق بإنشاء عدد من الأرصفة الجديدة بالميناءين، إلى جانب محطة الصب الجاف، والأرصفة العظيمة 55 و 62 بميناء الإسكندرية، التي ستشكل نقلة نوعية في الميناء، وستدار بأحدث ما وصلت إليه الأنظمة الالكترونية، والأوناش الحديثة، وستعمل هذه المنظومة بالكامل بنهاية هذا العام.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن منظومة الموانئ تشهد تطويرا كاملا، يتمثل أيضا في منظومة الإفراج المسبق عن الشحنات، والتي تضمن إنهاء الإجراءات من نافذة واحدة، لتصبح مصر مركزا إقليميا عالميا يستثمر موقعها المميز، من خلال رفع كفاءة الموانئ القائمة إلى جانب منظومة جديدة يتم تعزيزها بالعديد من مذكرات التفاهم والعقود التي يتم توقيعها مؤخرا مع عدة شركات للاستفادة من هذه الأرصفة الجديدة والمطورة وإدارتها.
وقال مدبولي: “لولا هذه المشاريع ما كان هناك وجود لهذه الشركات فى مصر”.