نيفين الطاهري: لكل مرحلة المناسب لها.. وعلينا عدم إصدار الأحكام
قيادة المركزي الجديدة تمتلك العلم والإدارة والشخصية.. وتعد اختيارا موفقا على مختلف الأصعدة
ياسمين منير ورضوى إبراهيم _ اختصرت نيفين الطاهري ، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة دلتا شيلد للاستثمار وعضو مجلس النواب، وصف استقبالها لخبر اعتذار طارق عامر عن الاستمرار في منصبه وكذلك اختيار حسن عبد الله لقيادة البنك المركزي، بأن لكل مرحلة يتأتى المناسب لها، مشددة في الوقت نفسه على أهمية عدم إصدار الأحكام.
من يده في الماء ليس كمن يده في النار.. لكن بعض القرارات الحديثة أدت إلى تعثر شديد في الاقتصاد ككل
وقالت الطاهري: “من يده في الماء ليس كمن يده في النار.. إلا أن بعض القرارات الحديثة في تقديري أدت إلى تعثر شديد في الاقتصاد ككل”.
وأشادت الطاهري باختيار حسن عبد الله لتولي منصب محافظ البنك المركزي المصري ، مشيرة إلى أنه يمتلك العلم والخبرة في الإدارة وكذلك المقومات الشخصية اللازمة، مؤكدة أنه يعد اختيارًا موفقًا على جميع الأصعدة.
استعادة ثقة المستثمرين بالداخل في صدارة الأولويات لنقل الثقة للخارج
وعلى صعيد أهم التحديات التي تواجه البنك المركزي في الفترة الحالية، أكدت الطاهري أن البنك المركزي لا يعمل بمعزل عن الاقتصاد ككل، ما يجعل استعادة الثقة من جانب المستثمرين بالداخل في صدارة الأولويات، بما ينعكس على ثقة من بالخارج في وضع الاقتصاد المصري.
وشددت نيفين الطاهري على أهمية ملف توافر العملة، من خلال النظر في آليات استقطاب النقد الأجنبي، وكذلك حسن استخدامها، بهدف إحياء الصناعة واستئناف العمل والنشاط في جميع المجالات مرة أخرى، مؤكدة أن هذا الدور ليس مسؤولية البنك المركزي وحده.
استقطاب العملة مهمة كل الأطراف.. وملف رئيسي أمام المحافظ الجديد
وأكدت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة دلتا شيلد للاستثمار وعضو مجلس النواب، أن ملف استقطاب العملة يتصدر أولويات عمل محافظ البنك المركزي الجديد، من خلال القضاء نهائيًّا على السوق السوداء.
وقالت: “هذا يستدعي ترك السوق لتحدد قيمة الدولار، وبالتالي على الصناعات إعادة تحديد المنظومة واستعادة نشاطها.. كما أن ذلك سوف يجذب ثقة تحويلات العاملين من الخارج الذين يمثلون المصدر الأكبر للنقد للأجنبي”.
ننتظر عودة إجراءات الاستيراد لما كانت عليه.. ورفع تنافسية المكون المحلي ضرورة للاعتماد عليه
وأشارت إلى إحجام عدد كبير من الصناعات بسبب إيقاف استيراد الخامات اللازمة للإنتاج، لذلك يجب توجيه النقد الأجنبي حال توافره لإعادة تدوير الاقتصاد، إلى أن يتم الإحلال المحلي لهذه الخامات على مر الوقت عبر تقديم حوافز لتسهيل ذلك.
وحول ما واجه القطاع الخاص من اتهامات ترتبط بكثافة وارداته وعدم الاهتمام بالاعتماد على المكون المحلي، قالت الطاهري: “أعتقد أن ربط سعر الدولار وعدم تحديد سعره الحقيقي في حد ذاته نوع من الدعم – subsidy، كما أن العيب هنا ليس على القطاع الخاص، فالمكون المحلي لا بد أن يعطي الكثير من الحوافز حتى يستطيع المنافسة مع المستورد، وهذا لم يحدث، ووجود البديل بسعر مخفض أوجد الفجوة”.
وشددت نيفين الطاهري على ضرورة إعادة الأوضاع لما كانت عليه فيما يتعلق بالإجراءات الخاصة بالاستيراد، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا الأمر من شأنه أن يستغرق بعض الوقت.
وقالت: “أعتقد أن البنك المركزي هو المسؤل الأول عن توظيف احتياطي النقد الأجنبي، في حين أن مسؤولية استقطابه تعتمد على أطراف وقطاعات متعددة”.
الرهان على السياحة والتصنيع بغرض التصدير والعمالة المدربة.. والشفافية والوضوح أبرز المطالب
وشددت الطاهري على أهمية الرهان على قطاع السياحة كمصدر حيوي للنقد الأجنبي، إلى جانب العمل على رفع المستوى الثقافي للتعامل مع هذا القطاع، علاوة على التركيز على تنمية الصناعة بهدف التصدير، والعمل على تصدير العمالة المدربة أيضًا”.
وترى الطاهري أن سعر صرف الجنيه المصري حاليًا قريب إلى مستوى التحرير الكامل للعملة، مشيرة إلى أن ذلك الاتجاه قد يسفر في البداية عن فترة عصيبة، لكن سيترتب عليه قدرة أفضل على التقييم والنمو، مستشهدة بالتجربة التركية والتي ترى أن مصر يمكنها التفوق عليها.
يجب القضاء نهائيًّا على السوق السوداء.. وسعر الصرف حاليًا اقترب من مستوى التحرير الكامل
ولم ترجح الطاهري ما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد حركة تغييرات في قيادات القطاع المصرفي، وقالت: “ليس بالضرورة، فهذا خارج الأولويات.. كما توجد جمعيات عمومية هي التي تحدد”.
واكتفت الطاهري بالتأكيد على أهمية الشفافية والوضوح كمطلب رئيسي من القيادة الجديدة للبنك المركزي، مشددة على ثقتها في المحافظ الجديد وما يمتلكه من خبرات تؤهله لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لعبور هذه المرحلة.