المشاط: تحديات الأمن الغذائي تزداد بشكل كبير بسبب التطورات المتلاحقة عالميا
خلال فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الأمن الغذائي
إسلام سالم _ نظم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي ، مؤتمر الأمن الغذائي العالمي في دورته الأولى اليوم الأربعاء، وذلك ضمن الجهود العالمية لمواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي في العالم.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، على أهمية انعقاد مؤتمر الأمن الغذائي الأول الذي تنظمه وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، في هذا الوقت الحيوي، حيث يواجه الأمن الغذائي تحديات كبيرة على مستوى العالم، مشيرة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع البرنامج بالحكومة المصرية والتي نتج عنها العديد من البرامج والشراكات على مدار السنوات الماضية بهدف تعزيز جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة لاسيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي وتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت المشاط ، إلى أن التحديات التي تواجه الأمن الغذائي تزداد بشكل كبير بسبب التطورات المتلاحقة على المستوى العالمي ونتيجة التداعيات التي تسببت فيها جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية ، والتأثير المستمر للتغيرات المناخية وتأثيره على سلاسل الإمداد، لافته إلى تقرير الأمم المتحدة حول وضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم، والذي أشار إلى أن نحو مليار شخص يواجه نقص شديد في التغذية وعدم تحقق الأمن الغذائي خلال عام 2021.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أنه رغم هذه التحديات فإن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي وتلبية احتياجات المواطنين، وفي هذا الإطار فإن الوزارة بالتعاون مع كافة شركاء التنمية تعزز هذه الجهود، ومؤخرًا تم إعلان الحصول على تمويل تنموي من البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي لدعم جهود الدولة في مجال تحقيق الأمن الغذائي وزيادة السعات التخزينية للقمح والحبوب وتعزيز قدرة الاقتصاد المصري على الصمود ومواجهة الأزمات.
ولفتت إلى الاستمرار في البناء على ما تحقق من نتائج تنموية مع الأمم المتحدة، والشراكة طويلة الأمد مع برنامج الأغذية العالمي، حيث تعمل الدولة المصرية في إطار رؤية مصر 2030 على التوسع في برامج الحماية الاجتماعية والتوسع في التغذية المدرسية وتعزيز القدرة على الصمود.
وشددت أن عملية المشاورات الموسعة التي تم عقدها مع الأمم المتحدة في مصر بهدف صياغة الإطار الاستراتيجي للتعاون من أجل التنمية المستدامة 2023-2027 (UNSDCF)، والتي تعزز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتتضمن العديد من المحاور من بينها الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وتعزيز جهود الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، والتركيز على الأولويات المتعلقة بالأمن المائية والأمن الغذائي وأمن الطاقة.
وقالت المشاط إن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، والذي تم إطلاقه تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، يضم عدد من مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية في مجالات المياه والغذاء والطاقة، في ظل الأهمية القصوى والترابط الوثيق بين هذه القطاعات الثلاثة، موضحه أن البرنامج يستهدف من خلال التعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص توفير التمويلات التنموية والدعم الفني والمنح وآليات التمويل المبتكر التي تحفز القطاع الخاص على ضخ الاستثمارات.
ومن جانبه أشار سعد نصار مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أهمية مشروعات المناخ بالنسبة لقطاع الزراعة بمصر في ضوء الزيادة السكانية ومحدودية موارد المياه، وزيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
وقال نصار إن القطاع الزراعي المصري أظهر قدراته خلال أزمة كورونا والتغيرات المناخية، خاصة بعد اشتعال الوضع في أوكرانيا، والتي انعكست على أوضاع إنتاج الأسمدة والاعلاف، مؤكدًا أن مصر لم تواجه أي ظروف معاكسة في سبيل توفير احتياجاتها الغذائية، بل نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي لنحو 9 سلع زراعية.
ولفت مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى المشروعات القومية التي تقوم بها مصر في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من انتاج القمح وبعض الحبوب الرئيسية، من خلال استصلاح الأراضي في توشكى وسيناء وغيرها، بجانب تحديث وسائل الري للحفاظ على المياه وزيادة الإنتاج، وإعادة تدوير مياه الصرف واستخدامها في الزراعة، فضلا عن استغلال المياه الجوفية.
وشدد أن هناك استراتيجية مصرية لتطوير الرقعة الزراعية باستصلاح الأراضي، وزيادة فرص العمل في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية، وتحسين دخول المواطنين في المناطق الريفية، وتقليل تأثير المناخ على القطاع الزراعي.
وأكد مانوج جونيجا، نائب المدير التنفيذي والمدير المالي لبرنامج الأغذية العالمي، على حرص البرنامج على دعم تعاونه مع الحكومة المصرية لتوفير أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن البرنامج يعمل دومًا لدعم استعداد المجتمعات لمواجهة التحديات وتنفيذ مشروعات غذائية وتبادل الخبرات في ذلك الشأن.