هشام رضوان: ارتفاع تكلفة الطاقة النظيفة مفهوم عالمي خاطئ
توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة التي توازن بين الأهداف الاقتصادية والبيئية
إسلام سالم _ قال هشام رضوان المدير العام والعضو المنتدب لشركة دانون مصر وشمال شرق إفريقيا، إن الاستثمار الأخضر يحظى الآن باهتمام عالمي من المجتمع الدولي والمحلي، نظرًا لمردوده الإيجابي على البيئة وتأثيره المباشر على الأفراد والشركات والدول، أضاف أنه في ظل استضافة مصر لقمة المناخ يجب تسليط الضوء على مجالات الاستثمار الجديدة مثل الطاقة المتجددة، تحلية المياه، إدارة النفايات، تحسين جودة الهواء، الزراعة المستدامة، ومشروعات توفير الأمن الغذائي.
أوضح رضوان في تصريحات لجريدة حابي، أن دانون مصر تستثمر بشكل كبير في الزراعة والأمن الغذائي، لأنهما من أساسيات عملها، مشيرًا إلى أن التفوق في هذين المجالين يساهم في تقليل بصمة شركة دانون الكربونية، ففي مجال الأمن الغذائي جاء التعاون بين دانون مصر وبنك الطعام المصري، فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، ضمن استراتيجية دانون والاستفادة من خبرات البنك في التوزيع من خلال ما يملكه من قاعدة بيانات قوية تضمن تحقيق الهدف ووصول فائض المواد الغذائية إلى الفئات المستحقة، بما يحقق الهدف الأساسي من موضوع عقد الشراكة بالقضاء على هدر الطعام.
الاستثمار الأخضر يحظى باهتمام المجتمع الدولي والمحلي لمردوده الإيجابي على البيئة
وبشأن وسيلة التمويل الأنسب للاستثمار الأخضر خلال هذه المرحلة، أكد المدير العام والعضو المنتدب لشركة دانون مصر وشمال شرق إفريقيا، أن وسيلة التمويل تختلف باختلاف الفرصة الاستثمارية، ولكن القطاع المالي يستطيع أن يلعب دورًا حاسمًا في بناء اقتصاد مستقر ومزدهر في ظل تطبيق مبدأ المسؤولية والمساءلة، وهذا يتطلب إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأنشطة الاقتصادية، التي توازن بين الأهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، من أجل تحسين رفاهية الإنسان، والحد من أثر التحديات العالمية، مثل ظاهرة التغيّر المناخي، وغياب التنوع البيولوجي، وعدم المساواة، وما إلى ذلك، ومن هذا المنطلق يُلقي العديد من المحللين نظرة فاحصة على الاقتصاد الأخضر الذي يمكن أن يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف الاستدامة في الوقت نفسه.
وفيما يخص كيفية مراعاة الإدارة معايير الاستدامة والحفاظ على المناخ في خطط التشغيل والتوسعات المستقبلية، أشار إلى أن دانون مصر تهدف لتوفير حياة صحية لجميع المصريين، والصحة لا تقتصر فقط على الغذاء، ولكن في جميع ممارساتها تراعي صحة المواطن، لذا تراعي الإدارة معايير الاستدامة من خلال عدة طرق أولها الحفاظ على الطاقة والسعي لاستخدام مصادر طاقة متجددة، إضافة إلى الحفاظ على الموارد المائية من خلال استخدام أحدث التكنولوجيات كما تسعى الإدارة لنشر ثقافة الأمن الغذائي في مصر من خلال الشراكة مع بنك الطعام لتحقيق الأمن الغذائي للفئات المستهدفة وعلى الصعيد المجتمعي، حيث ساهمت دانون في نشر الوعي حول الأمن الغذائي والقضايا المتعلقة بتغير المناخ من خلال مشاركتها الفعالة في المؤتمرات ذات صلة وفي ظل استضافة مصر لقمة المناخ COP27 ستكون دانون ذات بصمة في المؤتمر.
القطاع المالي يستطيع لعب دور حاسم في بناء اقتصاد مستقر ومزدهر
وعن الأسلوب الأمثل للتعامل مع ملف الطاقة بأبعاده الخاصة بالاستدامة والبيئة على مستوى العائد والتكلفة، أوضح أن هناك مفهومًا خاطئًا عالميًّا حول الطاقة النظيفة أو المتجددة، وأنها أكبر تكلفةً وليست مجدية بالنظر للعائد، ولكن علميًا فوائد الطاقة المتجددة تتخطى فوائد الطاقة غير المتجددة ماليًّا ومجتمعيًّا على المدى البعيد، فالماكينات التي تعمل بالطاقة المتجددة تتطلب صيانة أقل من التي تعمل بالوقود الأحفوري، كما أن سعر الوقود الأحفوري أعلى من تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة على المدى البعيد، وأيضًا هذا الاستثمار يعود بالإيجاب على العاملين بشكل خاص؛ لأنه يقلل من تعرضهم للانبعاثات الضارة، وعلى المجتمع بصورة أوسع، لأنه يساهم في تقليل حدة تغير المناخ، فشركة دانون مصر تسعى لتغيير الصورة النمطية حول الطاقة المتجددة.
يجب تسليط الضوء على الاستثمار بمجالات الطاقة المتجددة وتحلية المياه وإدارة النفايات والزراعة المستدامة
وشدد هشام رضوان على أن استضافة مصر لقمة المناخ، تعبير عن إرادة سياسية مصرية رفيعة المستوى، وامتداد للتعامل العلمي الجاد والموضوعي مع أخطر التهديدات التي تواجه المجتمع الدولي وفي مقدمتها القارة الإفريقية، كما أن استضافة مصر لقمة المناخ هي نقلة نوعية تضع حقوق القارة الإفريقية ودول العالم النامي في صدارة أولويات المجتمع الدولي.
استضافة مصر لقمة المناخ تعبير عن إرادة سياسية مصرية رفيعة المستوى
ونوه إلى أن تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية والوطنية الرسمية وغير الرسمية لإعادة صياغة منظومة متكاملة تسمح للأجيال الحالية بالحصول على حقوقها الطبيعية في التنمية والعيش حياة خالية من التلوث وتنعم بالموارد الطبيعية، ومواجهة التحديات البيئية في القارة الإفريقية ودول العالم النامي، يعد أساس إنجاح التجارب والمحاولات، حيث بذلت مصر في هذا الإطار جهودًا كبيرة للخروج ببعض المكتسبات على احتياجات القارة الإفريقية ودول العالم النامي لاستضافة قمة المناخ وما يسبقها من أحداث وما يليها من تبعات، سواء فى طرح احتياجات القارة الإفريقية ودول العالم النامي فيما يخص قضايا البيئة وتغير المناخ، خاصة في التكيف والتخفيف والخسائر والأضرار.